فاجعة الإعلام الرياضي..با زياد في ذمة الله
د.محمد النظاري
صحيح لا تأتي الأحزان فرداى ولا تتوانى المصائب في الدخول علينا من باب واحد.
اليمن وحضرموت والمكلا تفقد أحد أكبر رموز الإعلام الرياضي اليمني ومؤسسيه..فقد رحل إلى جوار ربه الغالي علينا جميعا حسين محمد با زياد رحمة الله عليه.
رحل وقد أدى رسالته الإعلامية بكل الوسائل (المكتوبة، المسموعة، المرئية) كان ملكا في كل منها، غزير الفكر ، ثاقب الرؤية ، حكيم الرأي .
تمتع المرحوم بصفات أخلاقية ميزته عن البقية، فقد كان محبا للجميع في وطنه، لم يكن مناطقيا ولا عنصريا، كان رحمة الله عليه يرى في الإعلام الرياضي بيتا واحدا يضم كل زملائه .
عندما أسس كيان موحد للإعلام الرياضي كان – رحمه الله – أحد أركانه، وعندما تفرقت الزملاء أثر حل الكيان من الوزير الاكوع، سعى دوما لأن يكون مع كل من يلم الصف، فلم يكن يهمه إلا عودة الجميع الى البيت الواحد من جديد..
كانت اعمدته الصحفية مرجعا مهما لكل من يبحث عن الرأي الرياضي، فتشخيصه للأحداث كان يستند إلى زاد كبير من الدراية بها، وحلوله لها نابع عن تجربة ميدانية امتدت لأكثر من أربعة عقود.
كلما قابلته أجد في هدوئه منطقا يفوق كل الكلمات التي يصرخ بها غيره، وهنا كانت تكمن القيمة الكبيرة لبا زياد رحمة الله عليه.
حرص على أداء مناسك الحج في آخر أيامه، في دلالة على توفيق الله له، فنسأل الله تعالى الرحمة والرضوان لروحه وجسده الطاهرين..والصبر والسلوان لأهله ومحبيه.
الموت حق علينا جميعا وينبغي الاستعداد له، فبعده حياة برزخية، نسأل فيها عن ما قدمنا وأخرنا، ولا ينجو منها إلا من أتى الله بقلب سليم، وندعو الله أن يكون ونكون منها. .