عمر كويران
رمقني وابتسم ثم مد يده للسلام قائلا: أنت الصحفي عمر كويران بأسلوب يلفه الخلق الحسن لنهج التعبير أجبته نعم أنا هو قال أنا في مقتبل عمر الشباب خضعت لمنزلق الشيطان في متكأ الجريمة وأن كنت في الحقيقة بعيدا عن ذلك السلوك المشين لكن مصير الإدانة أوقعني خلف القضبان وفشلت كل المحاولات لإنقاذي إلا أن رحمة الخالق عز وجل أحاطتني بالعناية بعد مرور سنوات عبر مؤسسة السجين فالحمد لله الذي من عليَّ بهذه النعمة.
لم أفهم معنى كلامه ما يمدني لخوض الحديث معه إلا أنه بادر بالقول: انتم رجال الإعلام في محل موقعكم وبالأخص إعلام الرياضة لا تتعاطون بأقلامكم ما يجب أن يعين السجناء لمستحقهم بالتعريف عن خاصية متمناه بعد ترك المكان ليستند إلى معقل مفيد يبعد من مسار المتاهات السلبية بحق نفسه وأسرته.. أجبته عن ماذا يقصد من حديثه؟ أوضح قائلا: هناك خلف بوابة السجن عدد من الشباب بتهم متعددة يرون من مقعدهم ما يمكن أن يستفاد من موضعهم في المحيط الرياضي كموهبة تسوقهم إلى الملعب فلماذا التقصير من خلال القلم حول هذا وتحفيز المعنيين بالجهات ذات الاختصاص بتوسيع مطرح العمل لمنشط هذه الحركة بما تتوافق عليها النظم فإدارة السجون تعمل جاهدة لخلق معنوية تعين على إعادة تأهيل الإصلاحية كمنطلق الواجب الذي تتحمل مسوؤليته وتوفير السبل لإتحاة الفرصة بعدم العودة إلى خلف القضبان.
فهمت القصد من حواره معي وأبلغته بان هذا الموقع يعد مطرح أمل حين يرعاه أهل الشأن والجمعيات الخيرية ومؤسسة السجون التي تعمل جاهدة لخلق أفراد وبإمكانها التفاهم تحت قيد علاقة السجين بالملعب الرياضي في معمل مهام الخير، وربما بالفعل يوفق الله من بين مجموعة الشباب من يعينه المولى لكسب الموهبة ومخرجات حراكه إلى ساحة العطاء بامتياز في كنف رياضة عالية المستوى لمنتخبات الوطن.
وهذا جزء أهم للابتعاد عن مسالك السوء والعودة إلى حياة مليئة بالآمال والأمنيات مع العلم أن هذه المؤسسة يرعى نشاطها رجال أعمال وفي مقدمتهم أمينها العام الأستاذ يحيى علي الحباري وهو جدير بحكم علاقته وحبه للرياضة.
قطع الحديث أحد معاريفه فأستأنت بالانصراف صارف على أمل أن يدفع بفكرته لتلك المؤسسة لتأسيس حراك رياضي يشارك في مجمل الفعاليات تحت اسم رياضة الإصلاحية (السجون)، طبعاً لم أعط بالقدر الكافي هذا الموضوع جد الأهمية وأن كانت الفكرة صائبة إذا رأت مؤسسة السجين مدى مسقى الفائدة المعنوية للسجناء من فحوى النتائج الملبية لسجل التأهيل.
وهنا أضع هذه التناولة كوجهة نظر لا أقل ولا أكثر لما يشمله هدف الاستفادة من وضع الأخطاء والتخفيف من مجرى الجرائم بشتى أنواعها بين أوساط الشباب وقد ينتج من ذلك مواقف ايجابية في محل سكن النجومية ترفع من قدرات المستوى لمصلحة الوطن داخلياً وخارجياً بإسهام مشترك من قبل الدولة والقطاع الخاص إذا اعتبرنا ذلك أن الرياضة في إطار السجون أمر مستحب التفاعل معه، فهناك سجناء بمصنف جرائمهم ساقوا أنفسهم إلى مكانة الشهرة والمال بالملاعب الدولية التي منحت دولهم مراكز المقدمة والميداليات المعتمدة لمستقر النجوم بالميدان الرياضي.