عبدالفتاح علي البنوس
كل الشواهد تحكي ذلك وتتحدث عنه ، لامجال هنا للمداهنة والتدليس والمرونة والدبلوماسية ، الأمم المتحدة لاتتعاطى بمسؤولية مع ملف الأزمة اليمنية والعدوان والحصار على بلادنا منذ ما يقارب أربع سنوات ، نقتل وتدمر مقدراتنا وتنهب ثرواتنا وتستباح أرضنا ، وتنتهك أعراضنا من قبل تحالف اليهودة بقيادة السعودية والإمارات وأمريكا والأمم المتحدة تتفرج وليتها اكتفت بالفرجة ، بل ذهبت نحو الانحياز المفضوح لقوى العدوان والتماهي مع مطالبهم ومخططاتهم .
اليوم، الأمم المتحدة تحاول أن تظهر لنا وللعالم بأنها عاجزة عن توفير طائرة تقل الوفد الوطني الذي سيشارك في مشاورات جنيف ، وأنها تقف مكتوفة الأيدي أمام التعنت والرفض السعودي للسماح بطائرة عمانية بالهبوط في مطار صنعاء الدولي حاملة معها عدداً من الجرحى العالقين في سلطنة عمان بعد أن تلقوا العلاج في الخارج قبل أن يغلق العدوان مطار صنعاء ، لتقل الوفد الوطني ومجموعة من الجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج بحسب التنسيق والإتفاق مع المبعوث الأممي مارتن غريفيت ، تريد الأمم المتحدة أن تقول لنا كيمنيين بأن الحل بيد السعودية والإمارات وأمريكا وأننا إذا أردنا الخلاص والإنفراج علينا أن نعود لبيت الطاعة السعودي ، وأن نسلم بولاية ترامب ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد ونهتف (شكرا سلمان) و( ما قصرتوا يا عيال زايد) وأن نقبل بالوصاية والتبعية الأمريكية السعودية الإماراتية ، وأن نعترف بالكيان الصهيوني ونتخلى عن ثوابتنا ومبادئنا وأن نتخلى عن قضيتنا المركزية ، قضية كل العرب والمسلمين ( القضية الفلسطينية) وأن نكون أشداء على المؤمنين رحماء على الكفار والمنافقين والأعداء المتربصين بالإسلام والمسلمين الدوائر وينصبون لهم العداء ويحيكون لهم المؤامرات تلو المؤامرات بهدف تركيعهم وإذلالهم والهيمنة عليهم ، وهذا بمثابة عشم إبليس في الجنة ، وكالذي يعول على السراب ليروي ظمأه ، وهذا هو المستحيل الذي لم ولن يكون بإذن الله وتوفيقه .
تتنصل الأمم المتحدة اليوم من تعهداتها والتزاماتها تجاه الوفد الوطني وتقف صامتة أمام العوائق والعراقيل والعقبات التي وضعتها السعودية في طريق الوفد الوطني للحيلولة دون مشاركته في مشاورات جنيف ، ومن ثم تدعي السعودية وتحالفها الهمجي بأن الوفد الوطني هو من رفض المشاركة في المشاورات ، يريدون أن يسافر الوفد على متن طائرة جيبوتية لا يصعد على متنها سوى الوفد الوطني فقط بدون الجرحى الذين تم الإتفاق على نقلهم للعلاج بصحبة الوفد الوطني مسبقا ، وفوق ذلك يريدون أن يعمل أعضاء الوفد تعهدات كتابية بعدم مسؤولية الأمم المتحدة عن أي طارئ قد يحصل للطائرة التي ستقل الوفد ، بمعنى أن يكتب أعضاء الوفد وصياتهم قبل رحلة الموت ، ولا أعلم من هو المغفل الذي يقبل بذلك ؟!
بالمختصر المفيد، الأمم المتحدة تريد أن تمتهن الوفد الوطني وتمكين قوى العدوان من إذلالهم سواء بإجبارهم على الهبوط في مطار بيشة السعودي ، أو من خلال الحيلولة دون عودة الوفد الوطني فور الانتهاء من المفاوضات كما حصل خلال المشاورات السابقة بحجة رفض قوى العدوان منح الطائرة التي ستقلهم ترخيص الإقلاع من عمان إلى مطار صنعاء الدولي ، وهو ما لا يمكن القبول به على الإطلاق ، فلا مشاورات بدون حصول الوفد الوطني على الضمانات الأممية الكافية بالعودة ، ولا مشاورات قبل أن تفي الأمم المتحدة بتعهداتها والتزاماتها بما في ذلك نقل الجرحى من وإلى سلطنة عمان ، أو رفض الحظر السلولي المفروض على مطار صنعاء ، وبدون ذلك لا مشاورات ولا مفاوضات سوى من أخشام وفوهات البنادق وبسواعد رجال الرجال من جيشنا ولجاننا الذين تحرسهم وترعاهم عناية الله ويكرمهم بحفظه وتأييده .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .