على طاولة جنيف
سارة المقطري
يترقب الشارع اليمني بشكل (لامبالي) مشاورات ستشهدها جنيف اليوم بين القوى اليمنية الوطنية وحكومة “الشرعية المزعومة”.
كما نعرف أنها ليست الجولة الأولى ولن تكون الأخيرة، وكما أشار ناطق أنصار الله ورئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام أنها لن تكون مفاوضات وإنما مشاورات أولية بين الأطراف اليمنية لبحث إمكانية التوصل إلى المفاوضات النهائية.
لكن المتابع للهجة التي يستخدمها موالو العدوان وبعض وزراء حكومة هادي ربما يكشف طبيعة المشاورات وملامحها، فهم وعن طريق وسائل إعلامهم يحاولون الظهور بصورة المنتصر الذي سيأتي ويضع شروطه ويغادر، ومازالوا حتى اللحظة ومنذ بدء العدوان يتهمون القوى الوطنية (وبكل بجاحة) بأنها تتحمل تبعات ما جرى ويجري وسيجري ويعتبرون أنفسهم (متجملين) لأنهم جلبوا العدوان …
جلبوا المحتل للمحافظات التي يدّعون أنهم سيطروا عليها وفعلياً لم يسيطر عليها سوى الإرهاب والفوضى ويكفينا من ذلك المظاهرات التي خرجت تردد (ياجنوبي صحي النوم لا تحالف بعد اليوم ), أما شعار (برع برع يا سلمان يا عميل الأمريكان) فحدث ولا حرج .
جلبوا انهيار العملة المحلية بعد أن أغرتهم الدولارات المصبوغة بالذل والمهانة.
جلبوا القتل والدمار وتفتيت البنية التحتية للبلاد، والأنكى من ذلك أنهم يساومون على كل ذلك ويضعون كل تلك (الإنجازات) قاعدة على طاولة الحوار.
من هنا تنحصر التوقعات وتضيق دائرة الأمل وتختزل تلك الطموحات ويبقى لنا رأينا فنقول:
طالما أن التفاوض لن يضمن إيقاف العدوان بشكل كامل ونهائي فهو فاشل طالما أن المشاورات مازالت تستخدم شماعة الشرعية (وميليشياتها) باباً لفرض سيطرتها ونفوذها السعودي الأمريكي لاحتلال البلاد فهو فاشل.
طالما أن المشاورات يصر فيها طرف (لاشرعي) على تسليم السلاح (للا دولة) ويغلق فيها المطار ويحاصر شعباً بأكمله بحجة وجود أنصار الله وحلفائهم الذين أصبحوا اليوم قوة يعترف بها العالم بأسره ويؤمن بأهمية حضورها الكبير في المشهد السياسي والعسكري اليمني في الوقت الذي يغيب فيه (دنابيع) الشرعية بل وينبطحون تحت عباءة شيطانهم الأكبر (السعودية والامارات ومن خلفهم الولايات المتحدة) فالتفاوض فاشل.
طالما وأنهم يستندون على مبادرة خليجية (منتهية الصلاحية) وقرارات أممية تطبق عند رغبتهم ويتم تجاهلها عند رفضهم فهو فاشل.
وطننا أيها السادة أكبر من أن يحكمه مجموعة من المرتزقة ارتضوا لأنفسهم ولوطنهم كل هذا الدمار.
ندرك حكمة وقدرة الوفد الوطني بفرض الخيارات المناسبة ونؤمن أن المرحلة خطيرة فإما أن نعيش بكرامة أو أن نموت فداء لهذا الوطن.