بالمختصر المفيد.. ما يريده المواطن اليمني من مشاورات جنيف
عبدالفتاح علي البنوس
بعد تسمية رئيس وأعضاء الوفد الوطني الذي سيمثل بلادنا في مشاورات جنيف برئاسة عبدالسلام صلاح فليته والذي يضم ١٢عضوا يحملون في جعبتهم ملفات ومواضيع شائكة تمثل واقع وطن ومعاناة شعب وتعكس تطلعاتهم نحو غد أفضل وحياة كريمة وهانئة بعد الخلاص من العدوان والحصار ، حيث تبرز العديد من الأولويات التي يتطلع الشارع اليمني تحقيقها من خلال مشاورات جنيف والتي يؤمل أن تكون نتائجها مثمرة وإيجابية تضع حدا لمعاناة شعب وأوجاع وطن .
يبرز في مقدمة الأولويات إيقاف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ، وإنهاء الحصار المفروض على بلادنا وفتح كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ، وسرعة السماح للعالقين في الخارج بالعودة إلى الوطن والمرضى الذين يحتاجون إلى السفر للعلاج في الخارج عبر مطار صنعاء الدولي والذي لا يزال مغلقا من قبل قوى العدوان وسط مماطلة وتسويف الأمم المتحدة والتي سبق لها وأن وعدت عبر مبعوثها الأممي مارتن غريفيت بالضغط على قوى العدوان وفتح المطار ولكن دون جدوى ، وكذا العمل على سحب القوات الغازية من مختلف المناطق اليمنية ، وإنهاء الاحتلال السعودي والإماراتي للجزر اليمنية والمناطق التي قاموا باحتلالها ورفع أيديهم عن اليمن واليمنيين ، ومن ثم الشروع في صرف المرتبات المتأخرة المستحقة لكافة موظفي الدولة مدنيين وعسكريين وفق آلية مزمّنة ، ومن ثم الشروع في تدشين مرحلة جبر الضرر بمواساة وتعويض كل من طالهم الضرر جراء العدوان والحصار وتقديم برنامج وخطة مزمّنة لإعادة الإعمار بحيث يتمكن مئات الآلاف من اليمنيين من العودة إلى منازلهم التي طالها القصف والدمار وأجبرتهم على النزوح ، وكذا العمل على إطلاق كافة المعتقلين والأسرى والمخفيين قسريا وإنهاء معاناتهم ورسم الابتسامة على وجوه أسرهم وذويهم كخطوة هامة على طريق تطبيع الأوضاع وتهيئة الأرضية المناسبة للقوى اليمنية للدخول في مفاوضات وحوارات يمنية -يمنية جادة دون وصاية أو تبعية لأي قوى خارجية ، وأعتقد جازما بأن هذه المواضيع هي الأولويات التي ينشدها المواطن اليمني من مشاورات جنيف ، فقد سئم من المماطلة والتسويف والنقاشات العقيمة التي دائما ما تضع العقدة في المنشار للحيلولة دون التوصل لصيغة توافقية لحل الأزمة اليمنية وإيقاف الهمجية والإجرام السلولي الذي يمارس ضد أبناء شعبنا على مرآى ومسمع من العالم أجمع .
في ذكرى توشكا صافر
في مثل هذا اليوم من العام 2016 وجه أبطال القوة الصاروخية اليمنية ضربة صاروخية حيدرية مسددة ، استهدفت بصاروخ بالستي نوع توشكا تجمعات لقوى الغزو الإماراتي في معسكر لهم بصافر وحصد أرواح مئات القتلى والجرحى جلهم من الغزاة الإماراتيين الذين تناثرت أجسادهم وأحرقت ودفنت في رمال صرواح في واحدة من الضربات الصاروخية اليمنية المظفرة والتي خلقت حالة من الذعر في صفوف الأعداء وأشعرتهم بمعنى الحزن الذي يكابده أهالي الشهداء الذين سقطوا بقصف طائراتهم وبوارجهم ، حيث شكلت ضربة توشكا العظيم جرحا عميقا في قلوب الغزاة الإماراتيين الأمر الذي دفعهم لاستحداث مناسبة جديدة أطلقوا عليها مسمى يوم الشهيد وذلك تخليدا لصرعاهم في ضربة توشكا والتي كانت ولا تزال وستظل محطة التأديب والردع اليمانية التي سيتذكرها الإماراتيون جيلا بعد جيل .
بالمختصر المفيد، سيحكي التاريخ للأجيال الإماراتية كيف ساق الغر محمد بن زايد جنود بلاده للمهلكة نزولا عند الرغبة الأمريكية وخدمة لمصالحها في المنطقة ، وطمعا في احتلال الجزر والموانئ اليمنية والهيمنة على الثروات التي يزخر بها الوطن ، وستتوالى اللعنات من الداخل الإماراتي على هذا الغر وإخوانه وزبانيتهم الذين أساءوا للعلاقات الأخوية الإماراتية اليمنية الحميمة ، وتورطوا في سفك الدم اليمني واستباحة سيادته وانتهاك الأعراض وارتكاب مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية لن تسقط بالتقادم وسيأتي اليوم الذي يحاسبون عليها فردا فردا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .