محمد أحمد المؤيد
تعد الحياة الزوجية من أعقد مسائل الحياة وأهمها على الإطلاق , كون الزواج سنة إلهية معمول بها وكضرورة لا يمكن التغافل أو التخلي عنها بأي حال من الأحوال إلا من رفع عليه القلم لمانع أو حائل دون الميول لهذا الجانب , وقد ذكرهم القرآن الكريم في سورة “النور” بالتفصيل , غير أن الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع هو وجود الكثير من القصص الزوجية المأساوية والمؤلمة في عالم اليوم “ونستغفر الله” , رغم أن الزواج نعمة عظيمة لا يمكن وصف فوائدها ومردودها على حياة الإنسان بشكل عام مهما سردنا ذلك.
لكن الغريب أن نرى قصصاً زوجية تبعث على الدهشة والإستغراب , وخاصة مع عالم اليوم وفتيات اليوم تحديدا وما الذي وصلن إليه من ناحية النية والقصد من الزواج , والتي يظل الرجل يبحث عن زوجة (تستاهله) حتى يحالفه الحظ بالفتاة التي يخيل له أنها ستحل عليه بالخير العظيم والبركة وسيتقاطر عليهما من كل جانب , وإذا به يتفاجأ أن حال فتيات اليوم قد صار كتلة من الهموم التي لا تنقطع ولا حتى تصل إلى حد معين وكفى , وكأن الزوجة قد حلت على الزوج كقنبلة ملغومة بالمطالب والطموحات التي لا تقف عند حد طلبها بهدوء من زوجها بل أنها تبدو عند طلبها له كشيطان يسوق الرجل إلى عالم التيه والتحسر على حظه وحاله الذي لطالما حلم بفتاة تشاركه همومه وأوجاعه بشيء إسمه الرحمة ولين الطبع مع السعي دوماً لجبر الخواطر فيما بينهم ولكن (يا فصيح لمن تصيح) .
لا شك أن الرجل وأثناء حياة العزوبية يكون في حرية مطلقة من ناحية المسؤولية مع شيء من الطموحات التي تنبني مع ذاته , وبحيث أنه يعمل على تنفيذها بسلاسة تامة ومن (سكات / لا من شاف ولا من دري/ بكتمان) , لأنه يعي قدراته وطموحاته وحاله وإمكانياته تماما وما الذي ينبغي عمله لتحسين وضعه المعيشي والحياتي , لكنه ذات يوم يحن إلى زوجة قد تعينه على مسؤولية الحياة بشكل أفضل , وخاصة عندما يصبح الفرد في حاجة ماسة لعامل الاستقرار النفسي والعاطفي والجنسي والغريزي الذي بمجرد الزواج يكون الفرد في مأمن من هذه النواحي , كون الله قد ذكر كلمة ” السكون إليها ” وهي بمعنى الاستقرار التام في كل ما ذكرت لكم.
ولكن الملاحظ وللأسف وحسب المؤشرات الشبابية والمجتمعية الآنية أن هذه المعايير التي تتغير بمجرد الزواج كانت موجودة ومعمولاً بها في عالم ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي , أما عالم اليوم فيبدو أن الزواج لا يضيف إلى حياة الزوجين وخاصة الزوج أي جديد إلا (مازاد الطين بلة) , لا لشيء وإنما لهول ما يجد من مطالب وطموحات لدى الزوجة ” في عالم الماديات ” التي من شأنها أن تضيف إلى الحياة الزوجية جواً لا بأس به من الشحناء والبغضاء وتكدر الحال بين الزوجين , وخاصة إن كانت الزوجة غير مدركة للظروف التي يمر بها الزوج , كون كثير من الفتيات قد بتن كآلة استهلاكية 100% وهمهن فقط في تلك المظاهر والموضة وما الذي سيقوله الناس وكذا إعلانها الدائم والصريح وبشكل صارخ ولا رجعة فيه بالقول : (وأنا مادخلي سدوا ….أعرف كفاتي وأنت أخبر ماليش دخل..!!!؟).
وكل هذه الأساليب والعقلية السطحية للزوجة تجعل من ردة فعل الزوج كمتمرد على حالة متحاشياً لاندفاعات زوجته , التي تحسب من زوجها كحرب مفتوحة وغير معلنة بل وقد تغير عليه في أي لحظة كطائرة حربية من التحالف السعوأمريكي على اليمن لا يهمها من الضحية وهل هم من النوع المعادي أم المسالم (المهم أضرب) , وكذا كيف أن الزوجة تبدو مع زوجها في حالة من (ناكر ونكير) والمساءلة اليومية وغير المنقطعة بجو مشحون من (النزق والهرم النسوانجي) الذي يكدر حياة الزاهدين ما بالكم بالطموحين والشرهين , فتكون أسئلة أين ذهب وما الذي عمل طوال يومه وليله وما الذي أتى به ؟!!!! وغيرها من الأسئلة التي تجعل من الحياة الزوجية جحيماً لا يطاق.
كثير من الفتيات (الزوجات) يشكين من أزواجهن وعدم ميلهم إلى الجلوس معهن أو إغداقهن بالحب والحنان الذي يتمنينه من أزواجهن ولا يعرفن أن ثقل طبعهن وعدم اشعار الزوج بلين الطبع وحسن الطالع والإبتسامة في السرحة والروحة مع شيء من الرحمة والأنس الذي لن يجده الزوجان إلا عندما تراهما يعملان بجد ومثابرة لا نظير لها في غيابهما عن بعضهما , والتي يزول كل صخب الحياة وضجيجها فقط بمجرد اجتماعهما بعد عودة الرجل إلى البيت , فترتخي حينها أعصابهما وتنتهي كل الهموم في عالمهما , وتسهل كل المعقدات ويستقر عامل الرضا والقبول حتى مع أقل القليل , وكذا أحساس كليهما أن الدنيا صارت ملكهما ولو بمجرد وجودهما مع بعضهما , وهذا هو أجمل شيء يبعث على دوام الحياة الزوجية الراقية والجميلة والمليئة بالسرور التي لا تذبل مع سرمد الحياة وسرابها , لأن طبع الحياة لا ينتهي الحال مع همومها والتزاماتها وخاصة مع وضع تعمد فيه العدو السعوأمريكي أن يكدر صفو الحياة اليومية بالمآسي والآثار الإنسانية والاقتصادية المؤلمة التي تبعث على المداومة بالقول : “إنا لله وإنا إليه راجعون” …” وحسبنا الله ونعم الوكيل ” فهي السبيل الأمثل للخروج من مثل هكذا حال لكل زوج وزوجة تكدر حالهما.
..ولله عاقبة الأمور..
قد يعجبك ايضا