عصام القاسم
طارت بعثة بلادنا الرياضية للمشاركة في الدورة الآسيوية بجاكرتا الاندونوسية قبيل عيد الأضحى المبارك (سكيتي) عملا بالحديث الشريف (واستعينوا على أموركم بالكتمان) ليس لغرض نبيل كما يجب أن يوظف الحديث الشريف وإنما حتى يتسنى للجنة الاولمبية طبخ المشاركة وتشكيل البعثة من المقربين من الألعاب ورؤساء الاتحادات الرياضية وغيرهم من الحبايب!!
وبالفعل حدث ما أرادته لجنتنا الاولمبية الموقرة وقضت ألعابنا وبعثتنا المشاركة في الدورة الآسيوية عيد الأضحى في جاكرتا وحظيت اللجنة وحبايبها بعيد غير مسبوق من الفسحة والسفر والسياحة والتقاط الصور الغزيرة لأفراد البعثة التي ملأت كل مجموعات الواتس ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي حتى سئم منها كل من شاهدها بما تحمله من زهو من في كل تلك الصور وفخرهم وفرحهم لمجرد وجودهم في أندونيسيا وحصولهم على فرصة سياحية وترفيهية كهذه في مناسبة عيد الأضحى!!
ولم يكترث مسؤولو اللجنة الاولمبية وعدد من أعضاء البعثة الإدارية اليمنية الذين تجاوز عددهم اللاعبين في الألعاب اليمنية العشر المشاركة في الدورة وهم يتباهون بنشر صورهم لم يكترثوا للحال المزري لمشاركة ألعابنا التي سجلت في هذه الدورة رقما قياسي غير مسبوقا من الفشل والإخفاق في تاريخ المشاركات اليمنية في مثل هذه الدورة الآسيوية الكبيرة التي كانت ألعابنا فيها تعود على الأقل بميدالية أو اثنتين من أي لون تشرفنا وتمنحنا قليلا من الأمل في المستقبل بمشاركة أفضل!!
وفي هذه الدورة وحتى مساء أمس لم تحقق ألعابنا أي ميدالية بل أن أغلبها باستثناء لعبتين أو ثلاث لازالت تكافح من اجل البقاء أنهت مشاركتها في وقت مبكر بمستوى ونتائج متدنية وأنها ألعاب تمارس لأول مرة في اليمن أو حديثة النشأة والمشاركات الخارجية ولا تشارك منذ عقود من الزمن تقريبا في مختلف المحافل والبطولات القارية والإقليمية والدولية وتعود منها كما نسمع بنتائج مشرفة وميداليات ملونة من الذهب والفضة والبرونز!!
ولكن ألعابنا اليوم في جاكرتا الاندونسية ظهرت مع الأسف ألعاب مضروبة جدا شبيهة بالبضائع المزيفة التي لا جودة فيها أو حتى مجرد طعم وذات منشأ وصناعة رديئة ومتخلفة للغاية لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع أن تثبت وجودها أو تقنع احد بها بميدالية حتى برونزية واحدة تحفظ ماء وجه المشاركة واللجنة الاولمبية اليمنية التي عجنت وخبزت المشاركة بطريقتها المغلوطة والمعروفة والشائعة في الشارع الرياضي اليمني لتكون نتيجة الطبخة عصيدة سامجة على لجنتنا الاولمبية أن تمتنها.
وأما الذين يقولون بان الطلب من الألعاب اليمنية أن تحقق النتائج المشرفة وتحصد الميداليات الملونة في ظل الوضع اليمني الراهن والمعقد هو طلب صعب وغير منطقي وان تحقيقه أشبه بعشم ابليس في الجنة هم أنفسهم الذين كانوا أيام السلم وسنوات الرخاء والتنمية يقولون نفس الكلام مع تعديل بسيط هو استبدال ظروف الحرب والعدوان بالإمكانيات الشحيحة المزعومة!!
وذلك يعني أنهم على الدوام يضعون العقدة في المنشار ويبررون للفشل المستديم لرياضتنا وألعابنا التي إذا لم تحقق النتائج المشرفة في السلم أو في الحرب أو في غيرهما من الظروف والأحوال فمتى سيتحقق المراد والأمل لرياضتنا اليمنية في المحافل الرياضية الخارجية؟.