نشر الكاتب الاسرائيلي ديفيد ريسنبرغ، مقال له بصحيفة هآرتس العبرية، صباح أمس تطرق فيه الى خبر تراجع السعودية عن قرار بيع أسهم شركة “أرامكو” يعكس العيوب التي ترافق حملة الإصلاحات التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤكداً أن تعثر طرح الأسهم سيكون بمنزلة “بداية النهاية” لولي العهد ومشروعه الإصلاحي.
وفي مقدمة مقاله قال الكاتب إن “خطة بن سلمان لتطوير الاقتصاد السعودي اعتمدت بشكل كبير على بيع أرامكو وتحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط والغاز إلى اقتصاد يعتمد على التكنولوجيا والابتكار، وتوفير الدعم للقطاع الخاص بدلاً من الاعتماد على الحكومة”.
وأضاف الكاتب أن “هذه ليست المرة الأولى التي يؤجل فيها طرح أسهم أرامكو؛ فمنذ العام 2016 تم تأجيل الطرح عدة مرات ولنفس الأسباب؛ ما يعني أن خطة ولي العهد السعودي في الإصلاح باتت محكومة بالفشل”.
وأشار الكاتب الى أن الأسباب الحقيقية لوقف بيع أسهم أرامكو يعود بالأساس إلى أن الحرس القديم في الشركة والحكومة لا يريد أن يكشف عن القدر الأكبر من المعلومات السرية المتعلقة بالشركة، وهو ما طلبته منهم بورصتا لندن ونيويورك، وأصرتا عليه، فقد تم الإعلان عن أن القيمة السوقية للشركة تصل إلى ترليونَي دولار، دون أن يكون هناك حساب أو تفكير حقيقي بقيمة الشركة في السوق”.
وتابع الكاتب إن لدى ولي العهد السعودي مشكلتين؛ الأولى هي تقلص هذا التحول الاقتصادي في وقت انخفاض أسعار النفط، وهو ما يعني أن البلاد ستعاني من عجز ضخم في الميزانية، خاصة أن الخطة كانت معتمدة بشكل كبير على بيع أسهم أرامكو من أجل دفع فواتير رؤية 2030، أما المشكلة الثانية فتتمثل في عدم وجود رأس مال بشري في السعودية يمكن أن يحدث ثورة اقتصادية”.
وأكد الكابت الإسرائيلي أن “رد الفعل السعودي الغاضب تجاه كندا بسبب انتقادها لسجل حقوق الإنسان في السعودية، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أسبوعين، والحملة ضد قطر، والحرب البشعة في اليمن، واعتقال رجال الأعمال بسبب تهم فساد، يؤكد للمستثمرين السعوديين والأجانب أن المملكة تغيرت فعلاً، وأن رأسمالهم غير آمن”.
وذكر الكاتب بتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي صنف السعودية في المرتبة 87 في العالم من حيث رأس المال البشري، ومن ثم فإن المملكة ليس لديها “وادي السليكون”.
وأشار الكاتب إلى أن السعوديين اعتادوا على أن الوافدين هم من يقومون بالعمل الحقيقي، ومن الصعب تخيل فكرة أن يؤسس السعوديون ويبتكروا الأعمال”.
وختم الكاتب الإسرائيلي مقاله قائلاً إن “السعودية اليوم تعاني من هروب رؤوس الأموال ومغادرة المغتربين، ومن ثم غياب القوة الوافدة العملاقة والمال المشغل لها، ويمكن القول إن السعودية تظل مكاناً رديئاً للقيام بالأعمال التجارية”.
يذكر أن الأمير محمد بن سلمان كان ينوي بيع أسهم “أرامكو” على اعتبار أن ذلك سيكون جزءاً مهماً من خطط الإصلاح الاقتصادي الطموحة التي يقوم بها، إلا أن طرحها توقف قبل يومين بعد اعلان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أن أسهم الشركة ليست للبيع مما يوجه ضربة قوية لرؤية بن سلمان 2030.