بالمختصر المفيد.. اليمن المستباح.. الأرض والإنسان
عبدالفتاح علي البنوس
لم تجف دماء أطفال ضحيان التي سفكت عمدا وترصدا من قبل صهاينة العرب بني سعود وتحالفهم السلولي ، حتى ذهب القتلة نحو الساحل الغربي وبالتحديد عزلة الكوعي التابعة لمديرية الدريهمي ، حيث أغارت طائرات الحقد السلولي اليهودي السعودي على أسر نازحة من قصف مرتزقة العدوان وطائراتهم وبوارجهم والذي يحاولون من خلاله السيطرة على الدريهمي ، حيث أقدمت الطائرات الغادرة على استهداف هذه الأسر مخلفة ما يقارب 31شهيدا بينهم 22طفلا و5 نساء و5رجال بينهم سائق السيارة التي كانت تقلهم ، ثلاث أسر بكاملها تمت إبادتها بدم بارد في الدريهمي في مجزرة جديدة كنا نظن بأن مجزرة ضحيان ستكون خاتمة مجازر اليهودية السعودية في حق أطفال اليمن ولكن يبدو أننا أمام قاتل سفاح تجرد من كل القيم والأخلاق حتى غدا قتل الأطفال والنساء من وجهة نظره بطولة وإنجازا هاما وانتصارا كبيرا،
وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل وعقب مذبحة الدريهمي البشعة في حق أطفال الدريهمي أشار إلى أنه (لا تفسير لتصاعد جرائم العدوان بحق الأطفال في الفترة الأخيرة من ضحيان إلى الدريهمي إلا الوحشية)، إنها الوحشية في أقذع صورها وأشكالها ، الوحشية التي تستهدف فارين من الموت ليجدوا الموت ملاحقا لهم وهم في طريق الفرار بصواريخ الحقد السلولي السعودي الإماراتي الأمريكي ، وكأن المسألة عندهم هينة جدا ، هكذا بكل برود يطلقون الصواريخ على الأطفال تحرق أجسادهم وتمزقهم إلى أشلاء متناثرة ، دونما ذنب اقترفوه ، وفوق قبح جرمهم يمنعون طواقم الإسعاف من إنقاذ المصابين وإخلاء جثث الضحايا الأبرياء ، كما قاموا بمنع طواقم الصليب الأحمر الدولي من الدخول إلى مسرح الجريمة في الدريهمي في تصرف يعكس الوحشية المفرطة والصلف اللا متناهي الذي هم عليه .
قرابة الأربع السنوات وشعبنا ووطننا يتلقون الضربات تلو الضربات ، وتكرتكب في حقهم المجزرة تلو الأخرى ، مجازر ومذابح شبه يومية ضحيتها من الأطفال والنساء والأبرياء ، سيادة بلد مستقل تنتهك بكل برود ، دون أن يكون هنالك أي موقف دولي يدين ولو مجرد إدانة هذا الانتهاك الخطير للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية ، العالم كله يتفرج ، ولا نعلم ماذا ينتظر حتى يتحرك لرفع الظلم عن الشعب اليمني وإنهاء حالة الانتهاك السافر للسيادة اليمنية ووضع حد للوحشية والإجرام السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني ؟!
بعد أربع سنوات وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، وبعد كل هذه الخسائر والأضرار المتعددة الأشكال والأوجه التي لا حصر لها ولاعدد ، ياترى ما الذي سيحرك الضمير العالمي تجاهها ؟!! جرائم موثقة بالصوت والصورة ، والقاتل السفاح مقر ومعترف بها بالصوت والصورة أيضا ، ورغم ذلك لا يحرك ساكنا ، ولا نسمع عن أي تحرك جاد لمساءلة القتلة ، حتى الإدانات الخجولة من بعض المنظمات سرعان ما تتبخر في الهواء بمجرد ضخ السعودية والإمارات المال للقائمين عليها بغية إسكاتهم وإجبارهم على غض الطرف عن جرائم الحرب المرتكبة في حق اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا .
بالمختصر المفيد، لا غرابة بأن توسم الحرب العالمية التي تشن على بلادنا بالحرب المنسية ، فالعالم يبدو شاردا لاهيا متغافلا عنها وعن المجازر التي ترتكب فيه ، فالقاتل السفاح يمتلك النفط والمال الذي من خلاله يشتري العالم بها ويشتري صمتهم على جرائمه في اليمن ، ولكن ومهما حصل فإن نهاية هذا النفط وهذا المال إلى زوال ولن يأتي هذا اليوم الذي بات قريبا بإذن الله إلا بعد سقوط مملكات بني سعود وآل نهيان وتهاوي عروشهم ووضع نهاية لغرورهم وغطرستهم وصلفهم وإجرامهم ووحشيتهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .