بالمختصر المفيد.. ترامب والسعودية وفلسطين وإسرائيل
عبدالفتاح علي البنوس
لم يكتف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها ، حيث أشار في تصريح له مؤخرا إلى أن القدس لم تعد مطروحة على طاولة المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية ، هذا التصريح الخطير الذي يمثل مؤشرا على مؤامرة خطيرة يحيكها ترامب والصهاينة بتواطؤ عربي قذر تهدف للقضاء على القضية الفلسطينية وحلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وبقدر خطورة هذا التصريح إلا أن الأخطر منه هو صمت الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية عليه وعلى تحركات وتوجهات ترامب العنصرية التي تستهدف القدس الشريف والقضية الفلسطينية وعدم قيامها بأي شكل من أشكال الرفض لهذا التصريح وهو إن دل على شيء فإنما يدل على رضا الأنظمة العربية والإسلامية به ، وتخليها عن القدس الشريف ، وفلسطين نزولا عند رغبة ترامب ، هذه الرغبة المجسدة لأهداف ومخططات الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل .
تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع تصريحات وزير الأوقاف السعودي والذي أثنى من خلالها على الكيان الصهيوني والذي أسماه دولة إسرائيل لأنها حسب زعمه لم تمنع الحجاج الفلسطينيين من أداء فريضة الحج ، منتقدا في الوقت ذاته دولة عربية لم يسمها في إشارة واضحة لدولة قطر لقيامها بمنع الحجاج القطريين من أداء مناسك الحج ، والخطير في تصريحات هذا الأفاك الذي يشغل منصب وزير الأوقاف بالسعودية أنه اعترف بإسرائيل دولة وهو ما يمثل انعكاسا لتوجهات النظام والحكومة التي يتبعها ، ويعكس حالة التقارب السعودي الصهيوني الذي وصل إلى مرحلة ما قبل إعلان التطبيع وفتح السفارات ، ولا غرابة فهذا هو النهج وهذه هي السياسة التي من خلالها سيتمكن المهفوف محمد بن سلمان من اعتلاء السلطة خلفا لوالده الزهايمري .
اليوم لم يعد هناك من مجال للأخذ والرد والتكهن ، فالمواقف السعودية اليهودية باتت واضحة وجلية لا لبس فيها ولا غموض ، السعودية مع الاعتراف بإسرائيل كدولة عاصمتها القدس الشريف ، وهي مع تطبيع العلاقات معها ، والدخول معها في معاهدات وتفاهمات ثنائية ، وهي مع صفقة القرن التي تمثل الخنجر المسموم الذي سيفتك بالقضية الفلسطينية ويصيبها في مقتل ، كل ذلك ولم نسمع لا جامعة الدول العربية ، ولا منظمة المؤتمر الإسلامي ولا حاخامات العرب والمسلمين من علماء السلاطين ودعاة النفاق والتزلف والإرتزاق أي موقف مناهض لهذه التوجهات ولو حتى مجرد إدانة عابرة على إستحياء ، قاتلهم الله يلزمون الصمت تجاه قضية العرب المصيرية، القضية الفلسطينية، وهي تتعرض لأقذر وأخطر مؤامرة في تاريخها ، وعندما يطلق أبطال القوة الصاروخية اليمنية صاروخا بالستيا على مواقع العدو السعودي يتسابق هؤلاء الأوغاد على النباح والنعيق والنهيق والعواء نفاقا وتزلفا وتقربا وطمعا في الريالات السعودية التي تمنح لهم مقابل عمالتهم وارتهانهم للعصابة الحاكمة في بلاد الحرمين الشريفين.
اليوم السعودية هي مصدر كل الشرور في المنطقة وهي السرطان الخبيث الذي يفتك بالجسد العربي والإسلامي ، يدعي بنو سعود خدمة الحرمين الشريفين وهم الخطر الذي يتهددهما وكل المقدسات الإسلامية في مختلف بلدان العالم ، ها هم يبيعون فلسطين ويدفعون الرشاوى من أجل إنجاح هذه الصفقة ، فأين أحرار العالم العربي والإسلامي من ذلك ؟! صمتوا على جرائم السعودية والإمارات وأمريكا وعدوانهم الهمجي على اليمن ، فلماذا الصمت اليوم على مؤامرة آل سعود تجاه القضية الفلسطينية ؟! ألم تعد فلسطين قضيتنا المركزية كعرب ومسلمين ؟!! لماذا خفت صوت الشعوب العربية ؟!! لماذا غابت المظاهرات والمسيرات المنددة بالإحتلال الصهيوني والتآمر الأمريكي السعودي على القدس وفلسطين ؟! يباد شعبنا اليمني ويقتل الأطفال والنساء يوميا في يمن الإيمان والحكمة ولا من مستنكر أو مناهض لذلك ؟! أين الغضب العربي ؟! أين النخوة العربية ؟!
بالمختصر المفيد، لا عروبة ولا إسلام ولا مسلمون مادام أمر العرب والمسلمين بيد السعودية والإمارات ، ولا خلاص للأمة ولا خير لها إلا بإسقاط هذه الأنظمة العميلة وتخليص شعوبها منها ، لأن الأمريكي ينشط ويتحرك ويعبث في ظلها ، ولا بد من صحوة شعبية عربية إسلامية عارمة تفجر ثورة كبرى تطيح بهذه الأنظمة وتطهر المنطقة من رجسها ودنسها ليتنفس الجميع الصعداء .
عيدكم مبارك وعاشق النبي يصلي عليه وآله .