تعزّزت، أمس، الدعوات إلى فتح تحقيق مستقلّ في جرائم «التحالف»، والتي كانت آخرَها مجزرة الدريهمي، التي حاولت الإمارات تشويه حقيقتها من دون أن تفلح في ذلك. وعلى رغم التشكيك المتواصل في «النتائج المضحكة» للتحقيقات السعودية، والمطالبات المتزايدة بدور أممي أكثر فاعلية، إلا أن خطوة في هذا الاتجاه تبدو صعبة التحقق
أسقطت القوات المشتركة طائرة تجسس تابعة لـ«التحالف» في نجران
يوم أمس، جاءت الردود الأولية على مجزرة الدريهمي مقتصرةً على إدانة الجريمة من دون تحميل طرف بعينه مسؤوليتها، كما عبّر مكتب «يونيسف» في صنعاء، والذي دعا إلى «وقف الحرب ضد الأطفال»، وكذلك «المجلس النرويجي للاجئين» الذي قال «(إننا) نشعر بالهول للنزاعات التي لا يحكمها أي قانون حرب»، رافضاً «أي تبرير» للهجمات التي تستهدف المدنيين. لكن، وفي أعقاب تلك الردود، أتى تعليق الأمم المتحدة ليثبّت مسؤولية «التحالف» عن المجزرة. إذ أكد مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية، مارك لوكوك، في حديث إلى «فرانس برس»، مقتل 22 طفلاً و4 نساء بغارة لـ«التحالف» في الدريهمي بينما كانوا يفرّون من مناطق القتال، مضيفاً أن 4 أطفال آخرين قُتلوا أول من أمس أيضاً بغارة منفصلة في المديرية نفسها. تعليقٌ ضاعف وقعه التقرير الذي كانت أصدرته منظمة «هيومن رايتس ووتش»، والذي اتهم لجنة التحقيق المدارة والمُموّلة سعودياً بـ«التستّر على جرائم الحرب»، معتبراً أنها تفتقر إلى «الشفافية والنزاهة والاستقلالية». ما بدا لافتاً في تقرير المنظمة، التي جدّدت دعوة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى تعليق مبيعات الأسلحة للسعودية تحت طائلة «التورط في هجمات غير قانونية»، هو مطالبة مجلس الأمن بفرض عقوبات على كبار قادة «التحالف» الذين «يتقاسمون أكبر قدر من المسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة المتكررة».
هذه التحقيقات، التي لم تبصر آليّتها النور إلى الآن، لطالما أبدت «أنصار الله» استعدادها للتعاون معها، لكن الدول المُقرّرة في مجلس الأمن وفي مقدمها الولايات المتحدة لم تمنح، ولو لمرة واحدة، الضوء الأخضر لعملية تحقيق جادة، وكان أقصى ما بلغته أخيراً لدى وقوع «مذبحة ضحيان» (في محافظة صعدة) هو دعوة مبهمة إلى التحقيق من دون إصدار تكليفات أو تحديد مهل زمنية. وهي دعوة تمثل، على نحو أو آخر، غطاءً لتواصل العدوان، الذي «ما كان ليستمر طيلة هذه الفترة لولا دعم الدول المهيمنة على مجلس الأمن وقراراته»، بحسب ما أكد أمس مصدر مسؤول في مكتب رئيس حكومة الإنقاذ، عبد العزيز بن حبتور، تعليقاً على مجزرة الدريهمي. وجدّد رئيس «اللجنة الثورية العليا»، التابعة لـ«أنصار الله»، محمد علي الحوثي، بدوره، تحميل واشنطن «المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة وما سبقها»، معتبراً أن الجريمة الأخيرة تثبت «للعالم أن استهداف الأطفال والمدنيين سياسة ثابتة لدول العدوان تسير وفق آلية متبعة وممنهجة».
السياسة السعودية – الإماراتية التي يُراد من ورائها ترهيب اليمنيين وإخضاعهم، لا تفلح في وقف العمليات النوعية للجيش واللجان، والتي كان آخرها يوم أمس على الساحل الغربي، حيث تمكنت القوات المشتركة من استعادة سوق الجاح الأسفل في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة. أما على الجبهة الحدودية، فقد أسقطت الدفاعات الجوية في القوات المشتركة طائرة تجسس تابعة لـ«التحالف» في موقع نهوقة العسكري بمنطقة نجران، بحسب ما نقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن مصدر عسكري.