حج اليمنيين وعيدهم يقضى في جبهاتهم
نوال أحمد
ولأنه شعب الإيمان والحكمة
شعبُ الكرامة والسيادة والإرادة
لأنه الشعب الذي لا يُقهر و لا يُذل
هاهو الشعب اليماني ، وكما في كل عام من أعوام العدوان والحصار عليه ؛ بقيادة أمريكا وبني سعود ، يبقى وفي عامه الرابع من الصمود والثبات والمواجهة والتصدي ، في وجه أكبر وأخطر عدوان عرفه التاريخ ، والبشرية.
الشعب اليمني برغم معاناته ومآسيه التي تدمي الفؤاد ؛ وفي الوقت الذي يواجه فيه القصف الظالم الغاشم ، ويعاني من الحصار الخانق الجائر ، هاهو بكل إيمان وصبر و نضال ؛ ينهض من بين أكوام الدمار ؛ داعسا على كل الأوجاع ، متناسيا كل الجراح ومُخَلِفاً كل الأحزان خلف ظهره
لأنه شعب النضال والكفاح ، شعب الحرية والإرادة والإباء ، الشعب الذي لا يوجد في قاموسه الضعف ولا التراجع ، ولا الوهن ولا الاستسلام ..
ولأنه الشعب الأبي الصامد ، في وجه عدوٌ لا يرقب فيه ولا في أي مؤمن إلا ولا ذمة
ولأنه شعب مؤمن واع ، يعلم أنه يقف أمام عدوان ظالم ظلاّم لا يرحم صغاره ، ولا يستثني كباره ونساءه ،
يقف اليوم وفي هذه الأيام المباركة من أيام الله ، التي حرم الله فيها على المسلمين سفك دماء الحيوانات فما بالكم بسفك دماء المسلمين ، من شعب الإيمان والحكمة والتي يسفكها بنوسعود وأسيادهم ظلما وبغيا وعدوانا ، مُسرفاً في القتل وموغلاً في الإجرام ؛ ممعناً في سفك الدماء البريئة من أبناء هذا الشعب المظلوم ..
في هذه الأيام وحجاج بيت الله الحرام ، يؤدون فريضة الحج التي حُرم اليمانيون من أدائها حيث يطوف الحجاج الطواف حول الكعبة، ويهرولون سعيا بين الركن والمقام ، ويُقَبّلون الحجر الأسود وفيما هم يقومون برمي الجمار، بينما هنا شعب حرم من أداء هذه الفريضة ، فقام يؤدي فريضة الحج بالطريقة التي أرغمه بنوسعود أعداء بيت الله الحرام، على تأديتها ؛ حيث وأبناء هذا الشعب هم داخل بلادهم.
يُقتَلون وتسفك دماء نسائهم وأطفالهم بدون ذنب وهم محاصرون ، من قبل أعداء الله ورسوله أمريكا وبني سعود وبني زايد القتلة المجرمين الذين تعدى إجرامهم كل الحدود ؛
وبينما العالم يحتفي بعيد الأضحى المبارك ؛ فإن الشعب اليمني المظلوم؛ يحيي هذا العيد بين الأحزان والألم والجراح ؛ وبين الآهات والمآسي والمعاناه، حيث وهو لا يزال بين الدمار وتحت القصف والحصار ؛
إلا أن حج هذا الشعب كان أعظم حج حيث يكون الحج الحقيقي ، والحج الأكبر الذي فيه يرفع اليمنيون براءتهم المعلنه من اليهود والنصارى ومن أعمال المشركين ؛
هنا حج اليمنيين كان نفيراً واستنفاراً ورفدا للجبهات ؛ ووقوفا في ميادين العزة والكرامة، وطوافا بين معسكرات التدريب ؛ وسعيا بين مقامات الكرامة والإباء ..
وهناك في أشرف وأقدس ميدان تنحني الهامات إجلالا وإكباراً أمام هيبة شموخ المجاهدين العظماء ؛ أنصار الله وأنصار الرسول ، ومن هناك من موطن الإيمان ترمى جمار الموت بأيادي المؤمنين ؛ ومن فوهات البنادق رصاصات تكون مصوبة ومسددة من رب العباد نحو رؤوس شياطين الإنس ؛ مخترقة جماجم الغزاة وأذيال المستكبرين.
فهنا وفي يمن الإيمان والحكمة ؛ حج اليمنيون إلى الجبهات؛ وسيكون عيدهم في الجبهات والأفواه تلهج بالتلبية ، والألسن تعج بالتكبير والتهليل ؛ وقبضات الأكُف ترفع مع ترديد صرخة الحق في جميع الجبهات ..
ولأنها اليمن، ولأن هذا الشعب شعب الإيمان، شعب الجهاد والصبر والتضحيات؛ فقد جسد آيات الله بكل معانيها، في الإيمان والصبر والرباط..
حج الشعب إلى جبهات الكرامة والشرف، والعيد سيكون في الجبهات ورفدها وتعزيزها بالمقاتلين الأشداء ؛ لمواجهة الطاغوت الأكبر ؛ العيد في زيارة الجرحى وزيارة روضات الشهداء.
وطالما أن الشعب أمام عدوان أمريكي سعودي إماراتي ؛ طاغٍ مجرم فإن الشعب سيظل شعب الصمود والمواجهة؛ متمسكا بالله وبنهج رسول الله، متسلحين بالقرآن والوعي ؛ في مواجهة شياطين الكفر والضلال ..
وسيبقى عيد اليمنيين في الجبهات؛ وسيظل الشعار الذي رسم بالتضحيات ؛ وكتب وعمد بالدماء الطاهرة ؛ إما النصر أو النصر
وما النصر إلا من عند الله.