كلهم يخدمون إسرائيل
عبدالفتاح علي البنوس
أمريكا تسخر الطاقات وتبذل الجهود وتقدم كافة أوجه الدعم والإسناد للكيان الإسرائيلي اليهودي ومن أجل تأمين هذا الكيان وخدمة مشاريعه الاستيطانية والاستعمارية التوسعية في المنطقة ، حيث تبذل أمريكا الغالي والنفيس من أجل إسرائيل هذا الكيان الغاصب والسرطان الخبيث المستشري في الجسد العربي والهادف إلى اقتطاع الجزء الغالي على قلوب العرب والمسلمين (فلسطين المحتلة) وإعلانها دولة إسرائيل ،وهو الحلم الصهيوني الذي يراود كل اليهود في أرجاء المعمورة ، الحلم الذي يسعى اليهودي الأصل الأمريكي الجنسية دونالد ترامب لتحقيقه على أرض الواقع ، حيث بدأ الخطوة الأولى بإعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ، ومسارعته في هذه الخطوة بإرسال ابنته وزوجها لافتتاح مقر السفارة ، في تحد سافر وتعد وقح على مشاعر العرب والمسلمين والضرب بها عرض الحائط ، دونما اكتراث لردود الأفعال العربية والإسلامية تجاه هذه الخطوة الاستفزازية الحقيرة ، لأن ترامب يدرك تماما بأن العرب والمسلمين باتوا في خبر كان ،ولم يعد هنالك أي حضور لفلسطين وللقدس في نفوسهم باستثناء الشعوب والأنظمة المقاومة الرافضة لمشروع الهيمنة الأمريكو إسرائيلي الرامي لتهويد القدس وسلبها هويتها العربية والإسلامية والقضاء على القضية الفلسطينية التي كانت وما تزال وستظل في قلوب وعقول ووجدان وأجندة كل الأحرار من العرب والمسلمين.
وكيف لفلسطين أن تكون حاضرة والأمة العربية والإسلامية قد سلمت أمرها ورهنت قرارها لغلمان السعودية والإمارات وبعران الخليج وحكام العرب الذين تصهينوا أكثر من الصهاينة ، وتيهودوا أكثر من اليهود ، وتأمركوا أكثر من الأمريكان ، وباتوا مصدر ضرر وخراب ودمار للعرب والمسلمين ، باعوا كل القيم والثوابت والمبادئ ، وتاجروا بالأخلاق والأعراض والمقدسات ، وتسابقوا على التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل الغاصب ، ودخلوا معه في علاقات وتفاهمات ، وجمعتهم به مصالح واتفاقات ، ودخلوا معه في تحالفات ، وقاموا بزيارته لعديد المرات ، من أجل أن ترضى عنهم الشقراء إيفانكا ووالدها الخليفة المفدى دونالد ترامب ؟!!!
اعتدوا على سوريا من أجل إسرائيل ، وشنوا عدوانهم الهمجي على اليمن وفرضوا الحصار الخانق على الشعب اليمني من أجل إسرائيل ، وما يشهده الساحل الغربي من محاولات بائسة لاحتلال الحديدة من أجل إسرائيل وخدمة لمصالحها ، وتأمينا لها وذلك كخطوة إستباقية للإعلان الرسمي عن صفقة القرن والتي تمثل المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية ، حتى مسرحية الأزمة الأمريكية التركية الهدف منها دعم قطر لتركيا وتشجيع الاستثمارات العربية فيها وإنعاش الليرة التركية وذلك بهدف دعم أردوغان الذي تربطه علاقات حسنة مع إسرائيل وهذا الدعم هو الذي سيمنح أردوغان لعب الدور المحوري في صفقة القرن بعد أن تحول في نظر الكثير من المخدوعين به إلى بطل قومي وخليفة للإسلام والمسلمين، لأنه وقف في وجه أمريكا ، في حين أنه يلعب مع الأمريكان لعبة قذرة الخاسر منها هو (علي عربي) الذي يضخ الأموال ويدعم اقتصاديات أعداء الأمة في الوقت الذي يشعل ويمول الحروب والصراعات في الداخل العربي ويقود تحالفات تستهدف أصل العروبة ومنبع القومية .
بالمختصر المفيد، الخليجيون والخونة من العرب والمسلمين مع أمريكا وخليفتهم ترامب ، والكل مع الكيان الإسرائيلي يدعمونه ويساندونه ويشدون من أزره ، ويسعون لتأمينه وتمكينه من فلسطين ، كل فلسطين والقلة من الأحرار العرب والمسلمين في اليمن وسوريا والعراق وإيران وفي كل دول العالم هم من يقفون في وجه هذا المخطط اللعين ، ويعملون على إفشال مؤامراتهم وكشف مخططاتهم ، ولن تكون فلسطين والقدس إلا عربية إسلامية رغم أنف المهفوف وبعران الخليج وحكام العربان الخونة العملاء بإذن الله وتوفيقه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه و آله .