اليمن …أين شرفاء الأمة والعالم من مجازر الناتو الخليجي-الصهيو أمريكي!؟
هشام الهبيشان
تزامناً مع استمرار طائرات العدوان السعودي ومن معه وبارجاته ومدفعيته في القصف المتواصل على مدار اليومين الماضيين والذي تسبب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيين بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة ، وما يجري بالدريهمي سبقه مجزرة دموية ارتكبها تحالف العدوان على اليمن باستهداف حافلة لنقل الأطفال في صعدة شمالي اليمن ، وضرب مستشفى الثورة بعمق الحديدة ،وووو…إلخ.
ومع كل هذا مازالت حالة الصمت العربي والإسلامي والدولي مستمرة إزاء ما يجري في اليمن من حصار وقصف شامل براً وبحراً وجواً تفرضه قوى العدوان والتحالف على اليمن ، ومن هنا بدأت تتضح لليمنيين خصوصاً أن الرهان على العالم العربي والإسلامي وما يسمى بالمجتمع الدولي ، ثبت انه رهان فاشل.
ولكن هنا والأهم اليوم ،هو أنّ ندرك أنّ هذه المرحلة وهذا الحصار والقصف الشامل المفروض على اليمن وما سيتبعه من مراحل دقيقة من تداعيات الحرب العدوانية على اليمن، تستدعي بكلّ تطوراتها وأحداثها من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم، وأن لا يكونوا شركاء في مشروع التدمير والتمزيق والإجهاز على اليمن، فالحدث الجلل والحصار والقصف الشامل على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ العرب والمسلمين، فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيد من الانقسام والتفتيت والتمزيق لهذه الأمة جغرافياً وديمغرافياً.
وفي وقت ما زالت أصداء العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن تأخذ أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، عادت من جديد قوى العدوان لتكثف من عملياتها الجوية في الشمال اليمني رغم فشل جميع عمليات الزحف الميداني البري وخصوصاً باتجاه الحديدة .
هذا الفشل ومحاولات التعويض بالميدان من قبل أطراف العدوان بدأت تأخذ بمجموعها عدة مسارات على صعيد المسار الدموي الكارثي لهذه العمليات العدوانية ،وهنا يلاحظ كل متابع لما يجري باليمن كيف بدأ بشكل واضح أن تداعيات الحرب العدوانية على اليمن بدأت تأخذ مسارات خطيرة جداً.
وبهذه المرحلة لا يمكن لأيّ متابع لمسار تحركات الحرب العدوانية السعودية- الأمريكية على اليمن أن ينكر حقيقة أنّ هذه الحرب بطريقة عملها ومخطط سيرها ستجرّ المنطقة بكاملها إلى مستنقع الفوضى والاحتراب ، والكلّ يعلم أنّ المستفيد الوحيد من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب هو الكيان الصهيوني.
ومع كلّ هذا وذاك، ما زالت طبول حرب قوى العدوان تقرع داخل حدود اليمن براً وبحراً، وطائرات “الناتو الخليجي” تغطي سماء اليمن، والقصف يستمرّ والجوع يستمرّ ويموت أطفال اليمن ونساؤه ورجاله، ونستعدّ بفضل وبركة “ناتو الخليج” لخسارة وحدة بلد عربي جديد هو اليمن.
بهذه المرحلة، يبدو واضحاً، أن تداعيات الحصار والقصف الشامل والعدوان السعودي- الأمريكي على اليمن بدأت تلقي بظلالها على الوضع المعيشي بالداخل اليمني، فاليوم جاء المشهد اليمني ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعا جديدا على الواقع العربي المضطرب.
يظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية -الأمريكية على الشعب اليمني قبل ما يزيد على ثلاثة أعوام ، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض، تاركاً خلفه آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودمارا واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية في الدولة اليمنية.
ختاماً، يمكن القول إن المشهد اليمني يزداد تعقيدا مع مرور الأيام، ولقد أسقطت حرب “ناتو الخليج” الأخيرة على اليمن الكثير من الأقنعة التي لبسها البعض من العرب كذباً ورياء وتملقاً أحياناً، وأحياناً أخرى بهدف تحقيق بعض المصالح الضيقة والسعي إلى اكتساب شعبوية كاذبة مزيّفة، فالبعض ذهب مرغماً إلى هذه الحرب لارتهانه لمشروع ما أو بهدف الانتفاع الشخصي، والتفاصيل تطول هنا ولا تقصر، ففكرة “الناتو الخليجي” الجديد، أن يكون اليمن هو الساحة الأولى لاختبار نماذج نجاحات هذا “الناتو الخليجي”، فكرة حمقاء ولعينة بكلّ المقاييس، وستكون لها نتائج كارثية وتداعيات خطيرة على المنطقة كلّ المنطقة.