سلطان السامعي لـ”الثورة”: نحن لا نراهن على مفاوضات جنيف ورهاننا على الجيش واللجان الشعبية وصمود أبناء الشعب اليمني
*عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي لـ(الثورة):
*ننشد السلام وندعو إليه منذ اليوم الأول من العدوان والتعنت لم يكن من قبلنا إطلاقا
لقاء/ محمد شرف الروحاني
أكد الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى، أن المجلس السياسي الأعلى يستمد شرعيته من المؤسسات التشريعية والدستورية ممثلة بمجلس النواب والشعب اليمني ولا يستمد شرعيته من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وأشار الشيخ سلطان السامعي في لقاء مع «الثورة» إلى أن المجلس السياسي لا يراهن على مفاوضات جنيف القادمة وإنما يراهن على الجيش واللجان الشعبية وصمود أبناء الشعب اليمني ، كما أشار السامعي إلى أن صنعاء مستعدة لتقديم التنازلات في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية وإيقاف العدوان على اليمن ولكن بما يحفظ لليمن استقلاله ويحافظ على سيادته ، فإلى حصيلة اللقاء:
* كيف تقرأون الواقع حاليا في اليمن؟
– بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، أولا نرحب بصحيفة «الثورة» ، الصحيفة الرائدة في المجال الإعلامي والتي تقف في وجه الماكينة الإعلامية لقوى العدوان ..
الواقع الحالي اليوم يشهد تصعيداً من قبل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ، تصعيد غير مسبوق وارتكاب مجازر وحشية يندى لها جبين العالم الحر، من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير للبنى التحتية ، وحرب اقتصادية وحصار وتجويع وكل هذا من اجل إخضاع هذا الشعب، ورغم دخول الحرب عامها الرابع إلا أن الشعب اليمني وصل إلى مرحلة متقدمة من الثبات والصمود والتحدي وقلب موازين المعركة لصالحه، وهذا يعتبر انجازا نوعيا ، وأيضا تصميما، وإرادة وقوة لدى هذا الشعب ، وبعد أربع سنوات من العدوان الذي كان يراهن على أن الشعب اليمني سيتراجع وينهزم، لكن كانت المفاجأة أن يأتي هذا الشعب ليفاجئ العالم بهذا الصمود الأسطوري فهو شعب الجبارين الذي يشهد التاريخ بأنه لم يركع أو يخضع ولم يقبل بأي معتد أو غاز على أرضه على مر التاريخ ومختلف العصور .
* ونحن في العام الرابع على بدء العدوان الظالم على اليمن .. كيف تقيمون الصمود اليوم على مختلف الأصعدة؟
– أولا : على المستوى العسكري .. هناك تقدم ونجاح منقطع النظير فهاهم أبطال الجيش واللجان الشعبية يسطرون ملاحم بطولية وانتصارات على مختلف الجبهات ويلقنون العدوان ومرتزقته الهزائم النكراء في كل جبهات القتال والانتصارات ماثلة أمام أعين كل العالم من خلال المشاهد التي يبثها الإعلام الحربي كل يوم.
ثانيا : في جانب التصنيع الحربي، أصبحت للجيش واللجان قدرات دفاعية من خلال تصنيع الصواريخ وتطويرها ، والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق العدوان وضربت مدنه والتي كان آخرها ضرب الطيران المسير لمطار أبو ظبي الدولي وهذا نجاح وانجاز رغم الحرب والحصار، ورغم الإمكانيات البسيطة، لكننا استطعنا الاعتماد على قدرتنا الذاتية واستطعنا التصنيع والتطوير.
ثالثا ..في الجانب المؤسسي والأمني، تلاحظون الفارق الكبير بين المناطق التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية وحكومة الإنقاذ والمناطق التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان، فالشواهد تفضح سوء عوراتهم..وأصبحوا مسلوبي الإرادة والقرار وكل فصيل يتبع دولة من دول العدوان ، ويجري القتال والتناحر فيما بينها ، وهذا الانجاز الأمني للجيش واللجان الشعبية في مناطق سيطرتهم يعتبر نصرا بحد ذاته ، ونجاحا يحسب لهؤلاء يضاف إلى النصر العسكري .
* ما هي آلية التنسيق بين المجلس السياسي والحكومة والبرلمان ؟
– هناك تنسيق متكامل ما بين المجلس والحكومة والبرلمان، فالكل يعملون وفق ما تقتضيه المصلحة العليا للدولة في مواجهة هذا الاحتلال الهمجي لبلدنا، فالحكومة تقوم بعملها ودورها والبرلمان يقوم بعمله ودوره والمجلس السياسي يقوم بدوره وكل حسب اختصاصه والسلطات الممنوحة له، وبتنسيق وتكامل فيما بين الحكومة والمجلس السياسي والبرلمان .
* الأحزاب السياسية الموجودة اليوم في الساحة، ما هو الدور الذي تقدمه لمواجهة العدوان وتعزيز الصمود؟
– جميع القوى السياسية من الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والشعبية التي تقف في مواجهة العدوان ، حالها كحال الشعب اليمني في مواجهة العدوان.. ودورها ايجابي لما تقدمه من مقترحات وانتقادات من اجل إصلاح أي خلل في السلطة ، إلى جانب الاصطفاف المشترك في مواجهة العدوان، كما أن لها دوراً فعالاً وكبيراً في درب النضال وتقديم القوافل الغذائية للمرابطين والتحشيد والتعبئة العامة، ونحن نثمن لها هذا الدور الوطني النابع من وطنيتهم وإخلاصهم لهذا الوطن.
* هناك أطراف عديدة قدمت رؤى للحل في اليمن، كيف ينظر المجلس السياسي لهذه الرؤى؟
– هناك مبادرات وليس حلولاً والجميع متفقون على إيجاد الحل لليمن ونحن مع كل مبادرة وكل رؤية قدمت مقترحات للحل السياسي ، والمجلس السياسي يأخذ هذه المبادرات بعين الاعتبار ويضعها محل الدراسة ، ويثمن جهود من يضعون هذه المبادرات ، سواء كانت هذه المبادرات محلية أو خارجية ، ولكن المشكلة لا تكمن في المبادرات فالمبادرات موجودة المشكلة هي هل تجد هذه المبادرات لها صدى في أروقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، الحل ليس بأيدي من يقدمون المبادرات ،الحل هو بأيدي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، فإذا توفرت الجدية لدى هؤلاء لإيجاد حل وإيقاف العدوان على اليمن فإن الحل يكون مالم فإن هذه المبادرات تظل حبراً على ورق، كما قلت نحن مع جميع المبادرات التي قدمت لإيجاد حل ومخرج لليمن بدون استثناء ، مادامت هذه المبادرات تصب في مصلحة الشعب اليمني وتسعى لإخراجه من مما هو فيه ، ومادامت هذه المبادرات تدعو إلى وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار على المنافذ البرية والبحرية والجوية وتسليم مرتبات الموظفين المتعثرة منذ نقل البنك المركزي إلى عدن ، والذي بسببه تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقمت الأزمة الاقتصادية أكثر مما كانت عليه .
* مع عودة مسار المفاوضات في سبتمبر القادم.. ما الذي ستذهب به صنعاء إلى جنيف هذه المرة ؟
– الذي ستذهب به صنعاء إلى جنيف هو السلام ، السلام وليس الاستسلام ، السلام العادل والمشرف ، السلام الذي يضمن لليمن استقلاله ويحافظ على سيادته ، ويحافظ على حقوق دماء أبنائه التي سفكت من قبل العدوان وحق شهدائه الذين سقطوا وهم يدافعون عن تراب هذا الوطن وحق مؤسساته واقتصاده وبنيته التحتية التي دمرت ، ومنذ اليوم الأول من العدوان ونحن ننشد السلام ونمد أيدينا إلى هؤلاء الذين ذهبوا وارتموا في حضن الغازي والمعتدي، فالمجلس السياسي يدعو هؤلاء إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وتغليب لغة العقل على لغة القوة من اجل الوصول إلى اتفاق سياسي ، ولم يكن التعنت من قبلنا إطلاقا وإنما كان من قبل العدوان ومرتزقته الذين يصرون على الحل العسكري غير عابئين بدماء أبناء اليمن وأطفاله وشيوخه وهي تسفك كل يوم واقتصاده وبنيته التي دمرت ، رغم أنهم عرفوا أن الحل العسكري غير ممكن ورغم فشلهم الذريع إلا إنهم مازالوا مصرين ومستكبرين ، ولكن على المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن تقوم بدورها وان ترعى المفاوضات القادمة بحيادية ودون تحيز إلى أي طرف من الأطراف ، وإذا رأينا أن هناك تعنتاً وإصراراً على سد الطريق أمام إيجاد حلول من طرف العدوان ومرتزقته فإننا سنعود كما ذهبنا ، فنحن لا نراهن على مفاوضات جنيف القادمة ، ولكننا نراهن على جيشنا ولجاننا الشعبية وصمود أبناء الشعب اليمني، فالشعب اليمني صمد خلال الفترة السابقة وسيصمد مستقبلا .
* ما هو سقف التنازلات التي ستقدمها صنعاء في سبيل الوصول إلى حل سياسي وإيقاف العدوان على اليمن؟
– نحن أيدينا ممدودة منذ ما قبل العدوان، ولم نكن يوما نمثل عقبة أو حجر عثرة في طريق الحوار، بل كنا مساهمين في تقديم الكثير من التنازلات التي وصلت إلى حد الإجحاف؛ وموقفنا ليس موقفا من السلام، بل موقف من المبعوثين الأمميين السابقين وخصوصا ولد الشيخ الذي أظهر سوء إدارته للمفاوضات وتبنيه لرؤى ومواقف الطرف الآخر الذي يمثل نظام العدوان السعودي والإماراتي ، وكل تسوية سياسية لا بد لها من تضحيات ومن تنازلات ولكن كما قلنا التنازلات ستكون بما يحفظ لليمن استقلاله وعدم التفريط في سيادته ويحفظ حق أبنائه وشهدائه ، كما أننا مستعدون في حالة الوصول إلى تسوية سياسية لتقديم الضمانات اللازمة للوفاء بالتزاماتنا وتعهداتنا ، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن تقدم الضمانات اللازمة التي تضمن الوفاء من الطرف الآخر بتعهداته والتزاماته ، وقد أوصلنا للمبعوث الاممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفث بأننا لا نريد امتداداً للمفاوضات السابقة وتضييع الوقت و يجب أن تكون هناك حلول عاجلة .
* هل ترون أن هناك جدية من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي واخراج اليمن من هذا العدوان ؟
– اليوم هناك إجماع دولي واقتناع لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على أن الحل في اليمن لن يكون إلا سياسياً وان الحل العسكري في اليمن غير ممكن ، فالعدوان على مدى أكثر من أربع سنوات لم يحقق شيئاً رغم التواطؤ الكبير الذي حصل من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة مع العدوان إلا انه فشل فشلاً ذريعاً وانهزم ، ولكن هذا الاقتناع وهذه التصريحات لابد أن تترجم إلى خطوات عملية على ارض الواقع ، كما يجب عليهم الضغط على العدوان ومرتزقته لقبول الحل السياسي وإيجاد مخرج لليمن ، وأؤكد أن إنقاذ اليمنيين من مستنقع الحروب التي طال أمدها ليس بيد الأمم المتحدة الكسيحة، ولا حتما بأيدي المتصارعين الإقليميين الذين تمسك بتلابيبهم مصالحهم؛ فالحل والإنقاذ بأيدي اليمنيين وحدهم، ولذلك عليهم تدبر قول الإمام الشافعي:ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظُفْرِكَ، فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمْرِكْ. فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق النُّخب السياسية اليمنية التي ارتضت أن تكون بلادها مسرحا لصراعات القوى الإقليمية تحقيقا لمصالحهم الضيقة، وليس من بين اهتماماتهم أن يدفع الشعب اليمني فاتورة ذلك تقتيلا وجوعا ومرضا وتشريدا..
* برأيكم هل استطاع المجلس السياسي أن ينتزع الاعتراف به دوليا كممثل لليمن؟
– نحن نستمد شرعيتنا والاعتراف بنا من مؤسساتنا التشريعية والدستورية ممثلة بمجلس النواب والشعب اليمني، ولا نستمد شرعيتنا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، ورغم أن دول العدوان حاولت فرض عزلة سياسية على المجلس السياسي إلا أن الاعتراف الدولي موجود ولو انه غير معلن من خلال المنظمات الدولية المتواجدة في صنعاء وممثلين لبعض الدول الاوروبية والتي كان آخرها سفير فرنسا ، وقنوات التواصل بيننا وبين الدول والمجتمع الدولي موجودة .
* ما هي نظرة المجلس السياسي لعودة من في الرياض وانخراطهم في الدولة في حال حصول أي تسوية سياسية قادمة؟
– هذا ما ستفرضه وقائع التسويات السياسية، ونحن ننتظر من يبادر منهم في إيقاف هذا الحرب ويقبل بالحلول والمبادرات الوطنية، فالوطن يتسع للجميع وسنكون في استقبالهم، ونحن على استعداد لعمل الضمانات التي يطلبونها، أو تكون هناك ضمانات دولية، بالأخير هؤلاء يمنيون لكن الاستمرار في الارتزاق والعمل في صف العدوان رغم تكشف النوايا والأهداف الحقيقية لهذا العدوان وهو الاحتلال ونهب ثروات البلد وإذلال أبنائه، وهناك من تلطخت أياديهم بالدماء ، والشعب اليمني لن يقبل بالتأكيد من قتل أبنائه ويده ملطخة بهذا الدم وهناك من هو مقتنع منهم بأن لا مكان له في أي تسوية سياسية قادمة، والتاريخ لا يرحم.
* رسالة أخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة؟
– أوجه رسالتي للمجتمع الدولي أقول: ألا يكفيكم أربعة أعوام من التواطؤ، والذي أصبح هذا العدوان نقطة سوداء في جبين الأمم المتحدة وسقطت معه كل الشعارات الزائفة التي كنتم تتشدقون بها في رعاية حقوق الإنسان، وحماية حقوق الطفل التي داسوا على ظهرها في اليمن، وعرفنا أنها كانت شعارات تستخدم لتنفيذ مخططات دول كبرى في هذا العالم، من المهم أن يدركوا أن مسؤوليتهم كبيرة وأن الدور الملقى على عواتقهم كبير جدا، وأن يضعوا حدا لهذه المعاناة ونزيف الدم، وأنه مهما وصل العدوان إليه من القوة والتمترس خلف المواقف الإقليمية والدولية فإن الشعب اليمني صامد وسيستمر في مشواره ، ولا سبيل لنا أصلا إلا أن نواصل الصمود حتى يفتح الله بيننا وبين هذا العدوان الظالم، كما أوجه رسالتي إلى إخواننا المغرر بهم الذين هم في صف العدوان: ألم يحن الوقت للعودة إلى جادة الصواب، والنظر بعين الحقيقة التي هي ماثلة أمامكم وواضحة وضوح الشمس لا يغفلها إلا جاهل أو عديم الوطنية، فالوطن سينتصر رغم كيد الكائدين.
وكل عام والوطن والشعب بألف خير بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك .