من وحي الحجارة
أشواق مهدي دومان
لا أقصد إثارة الفلسطينيين والعرب والمسلمين على نتنياهو وترامب خاصّة و قد تطبعّوا مع إسرائيل الودودة التي لم تكن تستحقّ أن يثار عليها بالحجارة ؛ ولهذا فعهد ثورة الحجارة نام و سلّم لإسرائيل وأمريكا زمام القدس و الأقصى.
وحتّى لا أكون بوق فتنة أؤلب الضمير العربي الإسلامي الميّت على شعب الله المختار وحتّى لا يمسّ كلامي المحتلّ الصهيو أمريكي فيفتي تكفيري بكفري وقد أصبح التكفيريّون أحباب وعبيد إسرائيل وأمريكا وهم الذين اعتدوا على وطني اليمن حين رفضت عبادتهم و عَبَدهم المرتزقة والعملاء والخونة.
فلو تكلّمت عن حجارة القرن السابق ( العشرين ) فسيغضب ذلك الصّنم المهيب : ترامب و ندّه النتن ياهو ولغضبهما سيغضب بنو سعود و بنو زايد والذي سيغضب لهم المرتزقة والعملاء في هذا الوطن المنتمي للعروبة والإسلام على امتداده.
و لهذا فأنا لا أراعي مشاعرهم بقدر ما أراعي مشاعر الحجارة العشرينيّة التي كانت توضع في (المقلاع) و يُقصف بها بنو إسرائيل الذين ما كان على أطفال الحجارة أن يمطروهم بوابل من الحجارة ؛ فما يمطر بحجارة من سجيل إلا من بلغ منتهاه في الجُرم ، وبنو إسرائيل ضحيّة و مظلومون في عالم معكوس القيم و مختلط المفاهيم.
و حتّى لا أشعل حماس الحجارة ، ذلك الحماس بمعناه الحقيقي و ليس تلك الحركة التي كانت تقاوم إسرائيل بكلّ جهدها وما اسطاعت من قوّة ومن رباط الخيل لتنتفض في وجه إسرائيل قبل اختراق إسرائيل لها ..
حماس أحمد ياسين وعبدالله عزّام و يحيى عيّاش لا حماس التي صافحت منها (كتائب و فيالق ) إسرائيل فبيع و أُهدي الأقصى على مرأى ومسمع منها و ما عادت تغنّي :
يا حماس علّمينا البندقيّة ،بل تحوّلت إلى حماس طيور الجنّة التي تخدّر جيلا كاملا وتردّد: يا أطفال يا حلوين اشربوا الحليب وحينها ستبكي وستنفطر حجارة أحمد ياسين و عزّام وعيّاش بثورتهم ، وستبرأ من وجوه الخائنين من أهلها البائعين و ممن ينتمون للإخوانجيّة الوهّابيّة الترامبية النتنة التي طوّعت العالم لإسرائيل و وضعت قدمها فوق نحور العرب فعبدوها ليلا و نهارا و سرّا وعلانيّة
وهـنـا :
ما عاد يجب علينا أن نتعالى على الحجارة بدافع أفضليّتنا عليها حتّى لا يصل بنا الغرور إلى ما وصل إليه إبليس .
نعم : لا يجبّ علينا أن نغترّ على الحجارة فقد كانت يوما أداة ثورة لأمّة وكانت رمز هويّة وإن هي إلا طين قسى عليه الزّمن فبعوامل الطّبيعة : شمس و ريح وماء شُحِذت همّة طينيّة الطّين بها وبدأ يقاوم عوامل التّعرية تلك و بمقاومته تآلفت مكونات ذلك الطين و تزاحمت و تلاحمت وتداعت لتكون أقوى بتراكم جزيئاته وقد يبس ماؤه فكانت الحجارة من تحمل في ظاهرها القسوة والشّدة وفي باطنها الحنان والرّحمة بحيث تكون قلوب البشر أشد قسوة و تكون الحجارة أرأف من كثير من البشر بما شهد الخالق عليها حين كان منها ما يهبط من خشية الله وكان منها ما يشّقق فيتفجّر منه أعذب و أطهر و أنقى المياه التي تروي ضمأنا وتسقي حرثنا ومن الماء جعل الله كلّ شيء حيّ ، وكذلك فمن الحجارة ما يتّخذ البشر بيوتا يسكنون بأفراحهم و أتراحهم بها وفيها حين تُضمّ أسرارهم إن أغلقوا عليهم أبواب بيوتهم فيحلّ السّتر و يخيّم الهدوء والأمن والسّكينة.
السؤال :
وقد كانت الحجارة ألين من قساة البشر وقد كانت ( يوما ) صفعات في وجه بني صهيون فلماذا اختار الله الحجارة رفيقا للكافرين وجعلهما معا وقودا للنّار ؟
هل في الحجارة مادة تزيد اشتعال النّيران و بمرافقتها للنّاس إتمام طاعتها لله ؟
أم أنّ ما سيرافق الكفّار من الحجارة هي التي قبلت أن يتّخذ منها المشركون أربابا و معبودات من دون الله؟
فكان جمعها و جعلها مع الواجبة عليهم النّار وقودا كتعذيب نفسي و توبيخ واحتقار روح من عبدوها من دون الله فمن باب التّوبيخ لهم احتقار معبوداتهم التي سترافقهم بفتنتها لهم و قد يئس هؤلاء القساة من رحمة الله فأمرهم الله( زمنا ) مصرّحا ( جلّ وعلا ) بقوله لهم : ” كونوا حجارة أو حديدا ” ؟!
فترك حريّة الاختيار للظّالمين بأن يتماهوا مع أحدهما ( الحجارة أو الحديد) و ينسجموا مع الأقسى المتناسق مع محتوى نفسياتهم التي بقسوتها خيّروا .
ليُحشر و ليُدخل كلّ الظّالمين المعتدين المحتلّين من حرّفوا وِجهة دين محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ، ليدخل أولئك ( مع الحجارة ) النّار و قودا لها و قلوبهم القاسية التي لم تتفجّر قهرا و كمدا وحزنا و ألما على شعب نصر رسول الله في ساعة عسرته فنام اليوم عنه ضمير العالم و قسى فكان كالحجارة أو أشدّ قسوة حيث يقصف أطفالاً في وطني فلا يتحرّك ساكن إلا بما يضمن امتصاص ثورة شعب ذو بأس شديد و قوة من الله ولكن :
هيهات أن يكون ذلك الامتصاص لثورتنا ؛ فنحن على درب الحسين ماضون :
وهــيــهـات مـنّا الذّلّــة.