السعودية واللعب بالنار
محمد صالح حاتم
لم تكن مملكة بني سعود في يوم من الأيام في صف الحق،ولم تعمل على دعم الاستقرار والسلام في الوطن العربي والعالم بأكمله،بل إنها صانعة للفتن وزارعة للحروب بشكل عام.
فعلى الرغم من أنها تشرف على الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي يفترض أن يجعل منها زعيمة العالم العربي والإسلامي ومدافعة عن الإسلام والمسلمين،وكذا مملكة للسلام والأمان وعنواناً للوسطية والاعتدال ،ورمزاً للإخاء والرحمة ومركزاً للنور والإيمان ومنبعاً للإسلام الحقيقي المبتعد عن الحقد والطائفية والمناطقية والمذهبية،ولكن للأسف فإنها وعلى مدى تاريخها صانعة الحروب ومخترعة المشاكل، وقاتلة النفس البشرية وخاصة العربية والإسلامية، بل وأصبحت مركزاً للتطرف والتشدد والإرهاب والقتل العالمي،بل ان مملكة بني سعود هي الذراع الأيمن لعدونا الخارجي المتمثل في أمريكا وإسرائيل وبريطانيا،وهي الممول لحروبه وهي الصندوق السيادي الذي عبره يدمر العالم وتقتل البشرية.
إن هذه المملكة منذ أن أنشأتها المخابرات البريطانية وهي تعمل على تنفيذ المخططات والمشاريع الصهيوامريكية،ففي تاريخنا الحاضر قامت مملكة بني سعود بإشعال الحروب الداخلية في عدة بلدان عربية وإسلامية.. الصومال والجزائر والسودان واليمن والعراق ولبنان وسوريا ونيجيريا وغيرها،وهي من تآمرت على فلسطين ودعمت الكيان الصهيوني وعملت على وجود دولة إسرائيل على ارض فلسطين ،وأشعلت حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران والتي استمرت ثمان سنوات كأطول حرب في القرن العشرين،وخلفت مئات الآلاف من القتلى من البلدين،والتي لازالت آثارها إلى اليوم ،وبعدها حرب الخليج الثانية واحتلال العراق،وكذا حرب أفغانستان والشيشان،والبوسنة.
إن ما يشهده الوطن العربي اليوم من حروب وقتال سببه السعودية ومالها،بل انها هي من تتزعم الحرب على اليمن وسوريا والتي قتلت مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء ودمرت البلدين ،وذلك خدمه لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا المستفيدين من هذه الحروب .
إن هذه المملكة تسعى لإشعال المنطقة بالفتن والحروب،فلم تكتف بعدوانها وحربها على سوريا واليمن حيث أقحمت نفسها في مستنقع كبير بعدوانها على اليمن والذي لن تخرج منه منتصرة بل إنها غارقة لا محالة، رغم ما أنفقته من أموال وما حشدت له من جيوش وعتاد ،بل تثير الخلافات مع قطر وتهدد بإشعال حرب خليجية.
واليوم تريد ان تشعل حربا لن يسلم منها احد ولن يستثنى منها احد بل سيحترق بنارها الجميع وهي الحرب مع إيران، على الرغم من أن جميع الحروب التي قامت بإشعالها في المنطقة،هي ضد إيران عدوها اللدود، والتي تصبغها بالصبغة الدينية (سنية وشيعية) ،كما هو في العراق ولبنان واليوم يراد في اليمن وسوريا، ولكن أمريكا اليوم تريد وعبر مملكة بني سعود إشعال حرب بين حلف الناتو (السني) الذي تتزعمه السعودية وبمشاركة إسرائيل وبعض الدول العربية والإسلامية وبين إيران،تنفيذا لمخططات ترامب ،والذي قام بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات اقتصادية عليها.
هذه الحرب إن قامت فهي حرب عالمية ثالثة ستجر العالم إلى الدمار والويل،والخسران، فقد وجد ترامب ضالته في مملكة بني سعود وولي عهدها المتهور بن سلمان، الذي للأسف بسياسته الطائشة الصبيانية يقود مملكته المتهالكة إلى الفناء والخراب،ويقضي عليها نهائيا.
إنّ من عمل على اللعب بالنار لعقود من الزمن وسعى لإشعال الحروب والفتن بين الناس،وقتل الملايين من البشر ،سيأتي اليوم الذي يحترق فيه بجحيم هذه النار في الوقت الذي لا يجد فيه من يطفئ لهيبها،حتى أسياده الذين سعى لتنفيذ مخططاتهم وعمل على خدمة مشاريعهم،وأنفق الأموال عليهم سيكونون أول المتخاذلين عنه والتاركين له، ليلقى مصيره المحتوم. .