هو لم يحرم الكهرباء

صقر الصنيدي –

أحد الحريصين على النائب الإصلاحي عبدالله العديني وبخني بالقول إنني أريد أن أشوه سمعة العديني حين قلت في عدد سابق أنه حرم كهرباء الرياح على مدينة تعز وأن هذا من شأنه أن يثير عليه الناخبين فكيف بمرشحهم يريد أن يعيشوا في الظلام بينما هو في النور .
وعلى ما يبدو أنه جمع قدرا من المعلومات فقد قال إن النائب لم يحرم الكهرباء وإنما حرم الأموال التي تمول مشروع كهرباء الرياح وأنه عندما قال بالتحريم لم يكن يقصد الممانعة في إقامة المشروع وإنما التنبيه وأنه عندما حرم القرض غلب مسؤوليته كعالم وليس كسياسي .
وهو ما يعقد الأمر¡ فنحن جميعا نعرف أن من وصلوا إلى البرلمان بجهودهم الإرشادية والوعظية قدموا أنفسهم للناخبين كدعاة وليس كسياسيين حتى يضمنوا الفوز بأصوات المؤمنين ودعواتهم وبالتالي يستمر دورهم الدعوي حتى وهم في المجلس وهم معروفون بأنهم أكثر النواب بعدا عن السياسة والاقتصاد حتى أن العديني الذي احترمه كشخص ودود كان الوحيد الذي يصوت ضد موازنة حكومة نصف وزرائها من حزبه والمفروض أنهم لن يقبلوا المراهنة في دينهم إن كانت الموازنة تعارض ما يؤمنون به ومع ذلك اعترض دون أن يشرح كيف يمكن أن يتلقى الآلاف من الموظفين رواتبهم وكيف للمشاريع أن تنفذ على الواقع .
والوضع ذاته كان في موضوع محطة كهرباء الرياح التي يفترض أن تقام في المخا لتزود تعز بالكهرباء¡ وقف الخطيب ضد المشروع وسحب معه نوابا إلى خارج المجلس حتى لا يصوتوا للمشروع وحتى تبقى تعز في الظلام الذي لا يحبه غير عصابات التهريب والاعتداءات في المدينة فهو الجو المناسب لتنفيذ عملياتهم .
المبرر أن في الاتفاقية قرضا عليه أرباح وهي النسبة الأقل وهذا القرض عليه أرباح وهذا باب الشبهة لكن المشروع سينير المنازل والشوارع وسيحرك آلاف المكائن ويشغل الأيادي العاملة ويدر الأرباح على الفقراء الذين هم في أمس الحاجة لمن يساعدهم ليعيشوا بكرامة ولا يضطروا للجوء إلى الجرائم المتعددة بحثا عن سد الجوع¡ فإن كان التحريم خشية الوقوع في شبهة أن بين الأموال أرباحا لايقرها الشرع فما حكم كل المأسي التى تنتج بدون شبهة وتقتل من هم في المستشفى وتقطع رزق من لا يمتلك ثمن مولد أو بترول¡ أعتقد من خلال معلوماتي البسيطة أن الله أرحم بعباده من بعضهم وأنه جعل النطق بالكفر تحت التهديد والتعذيب لا يعد كفرا ولا يحاسب المرء عليه وقد جعل الشرع قاعدة فقهية (الضرورات تبيح المحظورات)¡ نحن لم نحتج للقرض حتى نشتري زوارق بحرية للمسؤولين الذين يعشقون سباق الشؤاطي ولا لشراء شاليهات على سواحل أوروبا¡ إننا نحتاج القرض من أجل أن نرى وجوه بعضنا وأن نستغني عن شمعة تسحب الأكسجين ثم تقتلنا وتحرق المنازل.. أليس هذا كافيا على الأقل لنبحث عن مصوغ مقبول يجعلنا نخدم الناس ونحببهم في دينهم ودنياهم لا العكس أيها النائب اللطيف معنا دائما والذي لن يزعزع مجرد رأي ثقة الناخبين الذين يستمعون إليك كل جمعة .

قد يعجبك ايضا