بالمختصر المفيد.. حصار الأعداء ورحمات السماء
عبدالفتاح علي البنوس
يظن بعران السعودية والإمارات بأن ما يمتلكون من ثروات نفطية ومدخرات مالية كفيلة بأن تمنحهم القدرة على تركيع العباد وتعبيدهم لهم والتسليم بالولاية المطلقة لهم ، وإخضاع شعب الإيمان والحكمة لهم ، وتحويل اليمن السعيد إلى مجرد تابع لهم يأتمر بأمرهم وينتهي بنهيم ، وهذا منتهى الغرور والتعالي والغطرسة التي تضاهي ما كان عليه الهالك فرعون .
يحاصروننا منذ ما يقارب الثلاثة أعوام ونصف برا وبحرا وجوا ولا يألون جهدا في التضييق علينا في معيشتنا وممارسة أقذع صور الحصار والإذلال في حقنا بهدف إخضاعنا وإرغامنا على رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام وكل ذلك بالتوازي والتزامن مع استمرارهم في شن عدوانهم الهمجي برا وبحرا وجوا ، من خلال ما يقارب 40جبهة ملتهبة حشدوا لها آلاف المرتزقة من الداخل والخارج وجلبوا معهم مجاميع من جنودهم وأعداد هائلة من آلياتهم ومدرعاتهم المتطورة وأحدث الأسلحة والذخائر التي تجرب لأول مرة في اليمن ظنا منهم بأن كل هذه العوامل ستجلب لهم النصر وستحقق لهم الأهداف الخبيثة والشريرة التي يسعون لإنفاذها في اليمن خدمة لأهداف ومصالح أسيادهم وأرباب نعمتهم من الصهاينة والأمريكان .
أغلقوا المطارات والموانئ ، وقصفوا الطرقات والجسور والأنفاق ، دمروا كل مقدرات الحياة من منشآت صناعية وخدمية ، أهلكوا الحرث والنسل وعاثوا في اليمن الفساد ، قتلوا حتى الأطفال ولم تسلم منهم حتى المواشي وبلغ بهم الحقد لقصف الموتى في مقابرهم ، مارسوا صنوف الوحشية والإجرام بكل حقد وصلف عن عمد وترصد ، وأغرقوا في حصارنا اقتصاديا بافتعال أزمات تموينية واستهلاكية بإيقاف دخول المشتقات النفطية تارة وبرفع أسعارها تارة أخرى وكل ذلك من أجل التضييق علينا ، وإدخالنا في معاناة دائمة وغير منقطعة في تصرف ينم عن سخف وغطرسة ، حيث بلغ بهم الغرور مبلغا صعبا وظنوا بأن بإمكانهم تركيعنا وإخضاعنا وحصارنا وتجويعنا ، وتناسوا بأن لنا ربا كريما رؤوفا رحيما ، هو من تكفل بأرزاقنا وأقسم على ذلك في كتابه الكريم ، ضاربوا بسعر العملة ورفعوا أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية والاستهلاكية وتوقعوا الانهيار الاقتصادي والمالي في أي لحظة ولكن مشيئة الله كانت الغالبة ، حيث منّ الله على البلاد والعباد بخيرات السماء ، تساقطت الأمطار بغزارة وأغاث الله الناس بالغيث الهنيئ المدار مبشرة معها بموسم زراعي واعد بالخير ، وما تزال رحمة الله محيطة باليمنيين وحاضرة معهم .
بالمختصر المفيد لا قيمة لحصار الأعداء ولا أثر لها مادام الله هو الضار والنافع والمعطي والمانع ، فكلما أضمر الأعداء الشر لليمن واليمنيين يحضر التدخل الإلهي ، وتحضر الألطاف الإلهية التي تخفف من شدة الأزمات وحدتها وتأثيراتها ووقعها على النفوس ، ومهما وصلت بنا الشدة ومهما بلغت المعاناة فثقتنا بالله كبيرة ولا حدود عليها ، فالله وعدنا بعد العسر يسرا وبعد الضيق فرجا وبعد الشدة رخاء وبعد العدوان والحصار انتصارا مؤزرا بإذن الله وتوفيقه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .