عبد الرحمن مراد
صدر عن التوجيه المعنوي بصنعاء الطبعة الثانية من كتاب ” اليمن في مواجهة عاصفة الحزم ” للاستاذ الدكتور عبد العزيز بن حبتور رئيس مجلس الوزراء في جزأين من الحجم المتوسط , وتضمن في ألف صفحة تقريبا سردا ورصدا لنشاط الذات وتفاعلاتها مع الأحداث منذ تفجرت نهاية 2014م ممتدا به زمن الرصد الى 26مارس 2017م , وفي هذه المساحة الزمنية تعددت المهام الوطنية للذات الراصدة والمتفاعلة مع طبيعة الأحداث ومجرياتها بدءا من مهام رئيس جامعة عدن ومن ثم محافظ عدن وانتهاء بتشكيل حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء في ظل ظروف العدوان على اليمن المعلن في 26مارس 2015م والذي تقوده السعودية في إطار تحالف عربي معلن .
وتأتي أهمية هذا المصنف من كون مؤلفه كان عنصرا حيويا وفاعلا ومتفاعلا مع الاحداث التي شهدها الوطن وتموجاتها وتجاذباتها , وكانت له مواقف مشهودة لن يغفل التاريخ حديثه عنها , والمؤلف الذي يرصد اللحظات التاريخية من منظور حركتها اليومية وتفاعله معها كذات متحركة وصانعة فهو من خلال الذاتي يشير الى الموضوعي أو يوحي به , ومن خلال هذا التوثيق يوفر للباحث مادة طيعة وسلسة القياد , تتضافر مع غيرها لتحدث تكاملا موضوعيا في بابها , فالتاريخ ومناهجه القديمة أصبحت اليوم أمام حالة جديدة تتجاوز المنهجية القديمة الجامدة لتبدع منهجا جديدا قد يكون سهلا في مظهره العام لكنه عصي على الذين لا يتمتعون بخواص الابداع والتفكير والربط والتحليل وبيان الجزئي في إطاره الكلي الذي يتحرك في مضماره .
يقول المؤلف في مقدمة كتابه :” وللتنويه هنا فحسب فإن الكتابة لهذين الجزأين من صفحات وفصول وأبواب الكتاب , لم تكن من باب الكتابة من مخزون الترف الفكري أو الثقافي عموما , بل كانت نتاجا لتدفق مشاعر الغضب والخوف معا , والغيرة والحنق لما يتعرض له الوطن العظيم من اعتداء , واحتلال سافر ومباشر لأجزاء غالية منه , من قبل جحافل تحالف عدوان مكون من 17 دولة معتدية تقودهم بأموالها كل من المملكة السعودية ومشيخة الأمارات العربية المتحدة (فاحشتي الثراء) وبقية دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان ……لخ
الى أن يقول :
” تناولنا في هذا الكتاب المحطات التاريخية العدائية التي تبنتها الأسرة السعودية الحاكمة على اليمن منذ الحرب الأولى عام 1931م ضد الامام يحي حميد الدين إمام اليمن , وحرب السعودية الثانية واحتلال المملكة السعودية لمدينة الحديدة ولمينائها الحيوي عام 1934م .
وحرب السعودية الثالثة على اليمن كانت بعيد ثورة 26سبتمبر 1962م حينما ناصبت الثورة والثوار العداء من اليوم الاول لاندلاعها , ودعمت فلول النظام الامامي , واستمرت الحرب من عام 1962م حتى عام 1970م .
الحرب الرابعة للسعودية على اليمن الجنوبي كانت في عام 1969م حينما اعتدت على منطقة الوديعة وشرورة واحتلت أجزاء واسعة منها .” المقدمة ” .
ثم أشار الى اشتغالها في الجنوب وتجنيد اليمنيين كمرتزقة لتقويض النظام في الجنوب بتحويل معسكراتهم الى تبوك وحائل احتفاظا بهم لزعزعة أمن واستقرار الجنوب اليمني .
وقد تضمن الجزء الأول من الكتاب أربعة أبواب هي :
1 – موضوعات تحليلية أثناء الحرب , وتوزع هذا العنوان على فصول ثلاثة هي :موضوعات سياسية عن مدينة عن , وفصل في تحليل الواقع السياسي اليمني , والفصل الثالث تضمن موضوعات سياسية حول الحوار في جنيف والكويت .
2 – والباب الثاني جاء تحت عنوان “جامعة عدن في زمن الحرب والعدوان ” محتويا على فصلين هما : الفصل الأول والذي حمل عنوان “الذكرى الـ 45 لتأسيس جامعة عدن , والفصل الثاني حمل عنوان ” جامعة عدن تدخل التصنيف العالمي .
3 – أما الباب الثالث فقد جاء بعنوان ” المراثي للشخصيات الأكاديمية والعامة وتضمن فصلين أثنين .
4 – والباب الرابع في الجزء الاول كان توثيقا للحوارات والخطابات والتصريحات الصحفية واحتوى على فصلين .
وكانت خاتمة الجزء الأول من الكتاب ملحق صور لضحايا العدوان .
أما الجزء الثاني فقد تضمن ثلاثة أبواب موزعة علي فصول كالتالي :
1 – الباب الأول تحت عنوان “مقالات تحليلية أثناء العدوان ” وتضمن فصلين هما :الفصل الأول : موضوعات تحليلية عن الواقع السياسي اليمني ,والفصل الثاني كان بعنوان : موضوعات سياسية عن مدينة عدن .
2 – الباب الثاني كان بعنوان ” مواقف وبرقيات ومقالات عن شخصيات وطنية ” وقد احتوى على فصلين .
3 – والباب الثالث جاء بعنوان ” حوارات إعلامية وتصريحات في زمن العدوان” واحتوى على ثلاثة فصول .
وفي الجزء الأول ختم المؤلف الكتاب بملحق تضمن ” انفوجرافيك احصائيات حول الجرائم الانسانية وجرائم تدمير البنى التحتية ” .
من هذا الجرد الوصفي للمحتوى العام للكتاب يتبين للقارئ الأهمية العلمية والمرجعية التي يمثلها كتاب ” اليمن في مواجهة عاصفة الحزم ” فهو كما سلف معنا القول يمثل ذاتا كانت فاعلة , ومن العناصر المحركة للأحداث والمتفاعلة معها , كما أن توقيت صدوره في هذا الزمن المشتعل يعزز من قيمته المرجعية , وقيمته العلمية , فقد يحمل بيانا واضحا للأجيال المستقبلية التي ستقف عند هذه اللحظات المفصلية من تاريخ اليمن بقدر من الدهشة والذهول وبقدر وافر من الاكبار والاعزاز لشعب أعزل محاصر يصمد هذا الصمود الاسطوري الذي يقفز على منطق الأشياء ومنطق الاحداث وتفاعلاتها .
كما أن مؤلفه من الشخصيات الأكاديمية التي أسهمت بقدر وافر من الدراسات العلمية الرصينة ورفدت بها المكتبات الوطنية والعربية منها على سبيل المثال كتاب “إدارة عمليات الخصخصة وأثرها في اقتصاديات الوطن العربي ” وكتاب ” الادارة الاستراتيجية – إدارة جديدة في عالم متغير ” وغيرها من الدراسات المهمة .
وهذا العمل التوثيقي التفاعلي كان اضافة نوعية للمكتبة , فهو سيكون مرجعا مهما لكل دارس لهذه الحقبة الزمنية من تاريخ هذا الوطن الصامد , فتحية لمؤلفه مع خالص الامنيات بمزيد من العطاء .
Next Post