لا فرقَ بين داعش والسعودية سوى طائرات الإف 16
عبدالملك العجري
لولا أن حقوق الإنْسَـان مجرد سلعة للمساومة عند الرعاة الدوليين لَكان النظام السعودي أولى وأسبق من داعش بالإدراج على قائمة الإرهاب.
أليس النظامُ السعويُّ هو الأب الروحي الذي يغذِّي داعش بفتاوى التفجير والتكفير والأم التي تنجِبُ جِــرَاءَها ثم ترضعُهم من ثديها وتتعهدهم بالرعاية حتى يصبحوا مفخخين.
ما الفرق بين سلوك الاثنين؟
الإعدامات المتكررة للأسرى والجرحى أليس سلوكاً داعشياً بامتياز؟
استهداف الأطفال والأسواق والمدنيين أليس سلوكاً داعشياً بامتياز؟
القتلُ لمجرد القتل أليس سلوكاً داعشياً بامتياز؟
لا فرقَ سوى في أدوات القتل الأَكْثَـر تطوراً وطائرات الإف 16 التي تبيعُها أمريكا وبريطانيا لنظام آل سعود وتمنعُها على داعش، في انتقائية غير مفهومة بين داعش الكبرى وداعش الصغرى.
ما الهدفُ السياسي أَوْ العسكري الذي يمكِنُ تخيَّلُه من قصفِ حافلة طلاب غير شهوة القتل الداعشية؟
جريمةُ ضحيان الوحشية هل ستقرِّبُهم من حسم المعركة؟
بعد قصفهم مستشفى الثورة في الحديدة هل صار وضعُهم أفضل في الساحل؟
هل يظنون أنهم بقتلهم الأطفال سيهزمون اليمن أَوْ الحوثيين على حدهم؟
لا يوجدُ هدفٌ يمكنُ تخيُّــلُه لهذا السُّعار غير القتل لمجرد القتل لإشباع شهوة القتل في نفوسهم المريضة والتنفيس عن مشاعر الفشل في تحقيق النصر السهل القريب كما قدروا والعجز عن إلحاق الهزيمة بمجموعة من المقاتلين استضعفوهم وظنوهم لقمةً سائغةً سهل بلعُها فغصوا بها ونشبت في حلوقهم فلا هم قادرين على بلعها ولا قادرين على إخراجها.
كل هذا نضعه جانبا و الدور القذر لمرتزقة العدوان جانب آخر ، ففي حين يناوب الأمريكي والسعودي والإماراتي في غرف القيادة والعمليات يقصفون ينسفون يدمِّـرون كُـلَّ مظاهر الحياة في اليمن لا يستثنون أحداً يقفُ هؤلاء في الغرف الخلفية لعُمَّــال النظافة في حالةِ تأهب لتلميعِ جرائم أسيادهم ومسح قذاراتهم بألسنتهم وأيديهم ووجوههم.
وظيفتُهم الوحيدةُ عُمَّالُ نظافة في مراحيض العدوان يمسحونها ويجمعون عفونات ومخلَّفات أرباب العدوان ويضعونها في أكياس بيضاء ويقدمونها على أنها مكرُمات ملكية.