أبناء الجنوب وتجار الحروب
عبدالفتاح علي البنوس
نهاية مخزية ومذلة ، وواقع مزر ومهين ، وحال بئيس هو حال مرتزقة السعودية والإمارات من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين باعوا أنفسهم للشيطان وتحولوا إلى بيادق بيد أعداء الوطن وأدوات لتدمير الوطن والنيل من أمنه واستقراره ومقدراته ، الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية تركوا محافظاتهم الواقعة تحت الاحتلال السعودي والإماراتي وذهبوا للتدريب والتأهيل ومن ثم القتال مع الغازي المحتل ضد وطنهم وأبناء شعبهم ، تحت إغراء المال السعودي والإماراتي تسابقوا من مختلف المحافظات الجنوبية للقتال في مختلف الجبهات وعلى وجه الخصوص جبهة الساحل الغربي والتي نجح تجار الحروب من مافيا الجنوب في التغرير على مجاميع كبيرة من الشباب لإقناعهم بالقتال في صف العدوان، حيث يسوقونهم كقطيع البقر للقتال من أجل تحقيق أهداف ومخططات الأمريكان والصهاينة ومطامعهما في باب المندب والبحر الأحمر تحت غطاء سعودي وإماراتي بأياد يمنية عميلة خائنة رضت لنفسها بأن تكون في مستنقع العمالة والخيانة والارتزاق .
لقد تحول الساحل الغربي بمختلف جبهاته إلى محارق ومهالك ومقابر لفلول العمالة والارتزاق من أبناء الجنوب الذين يتساقطون يوميا بالعشرات إرضاء لأسيادهم من تجار الحروب وأسياد أسيادهم من الإماراتيين والسعوديين في مشاهد يندى لها جبين الدهر ، مئات القتلى يتساقطون تحت راية الأعداء وفي صفوفهم في مأساة لا مثيل لها ، مدنهم ومحافظاتهم غارقة في وحل الاحتلال ، وتمارس في حق أهليهم صنوف الإذلال والاهانة والاحتقار ، وتحولت إلى أوكار للجماعات الإرهابية والإجرامية وللغزاة والمحتلين الذين فرضوا هيمنتهم عليها وتحولوا إلى حكام لها ، وباتت مدنهم مسرحا للاغتيالات والاغتصابات والفوضى والانفلات الأمني ولم يعد فيها ما يمت بصلة لليمن والهوية اليمنية ، بعد أن عمل المحتل على صبغها وتغليفها بالطابع والغلاف السعودي الإماراتي ، وبدلا من قيامهم بتحرير مدنهم ومناطقهم من دنس الغزاة والمحتلين ذهبوا للتجنيد معه والقتال في صفه ومساعدته على احتلال الحديدة وبقية المحافظات التي يسعى الغزاة والمحتلون للسيطرة عليها واحتلالها في تصرف وسلوك أرعن ينم عن حماقة وغباء وجشع غير مسبوق وخصوصا أن النهاية الحتمية لهم والتي يدركونها جيدا هي الهلاك في رمال وسواحل الحديدة .
وهنا أتساءل مستغربا: هل سلبت العقول من أبناء الجنوب فلم يعد هنالك فيهم رجل رشيد يقول لتجار الحروب من أبناء الجنوب” كفاكم عبثا وإتجارا بشباب الجنوب والزج بهم في محرقة الساحل الغربي وبقية الجبهات التي يساقون للقتال فيها بالنيابة عن السعودي والإماراتي الذي يقول بأنه اشتراهم بماله وكأنهم قطيع من الماشية ؟! هناك الكثير من العقلاء والوطنيين والوحدويين من أبناء الجنوب الذين لهم مواقف وطنية مشهودة في مقارعة الأعداء والوقوف في وجه العدوان وتعريته وكشف مخططاته وإفشال مؤامراته القذرة ، وهؤلاء يجب أن ترتفع أصواتهم للمطالبة بإيقاف المتاجرة بإخوانهم في محارق الساحل الغربي ،ويجب أن يكون لأصواتهم صدى في الشارع الجنوبي للحد من هذا الاستنزاف البشري في معارك خاسرة ، وخصوصا في ظل الأنباء التي تحدثت عن انسحابات واسعة لمجاميع من أبناء المحافظات الجنوبية من جبهة الساحل الغربي احتجاجا على الممارسات التعسفية التي تمارسها قوى الغزو والاحتلال في مدنهم ومحافظاتهم .
بالمختصر المفيد، أبناء المحافظات الجنوبية ، وبنادق أبناء المحافظات الجنوبية يجب أن توجه لقتال الغزاة والمحتلين وتحرير مناطقهم من دنس الغزو والاحتلال ، لا أن توجه لقتال أبناء شعبهم وتمكين المحتل من احتلال أرضهم وانتهاك عرضهم من أجل المال المدنس ، يجب أن يعودوا إلى رشدهم ويستشعروا المسؤولية الوطنية المنوطة بهم ، فلا يعقل أن يكونوا مع الأعداء من الغزاة والمحتلين شركاء في تدمير الوطن وقتل الشعب واحتلال الأرض وانتهاك العرض مهما كانت الأسباب والمبررات.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .