كشفت صحيفة “Intercept” أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، هو من منع عدوانا سعوديا اماراتيا كان وشيكا على قطر.
واكدت الصحيفة ان تيلرسون خسر منصبه على خلفية “غضب” أثاره لدى السعودية والإمارات عقب جهوده لتجنيب تدخلهما العسكري في قطر.
وأوضحت الصحيفة أن تيلرسون، أجرى خلال أيام بل أسابيع بعد إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يوم 5 يونيو 2017م، قطع علاقاتها مع قطر ووقف الحركة الجوية والبحرية والبرية معها، عددا كبيرا من الاتصالات الهاتفية دعا فيها المسؤولين السعوديين إلى عدم شن عملية عسكرية ضد الدوحة.
وبحسب معلومات الصحيفة التي حصلت عليها من عنصر في الاستخبارات الأمريكية ومسؤولين سابقين اثنين في وزارة الخارجية، فإن تيلرسون حض وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، على الاتصال بالمسؤولين العسكريين في السعودية “ليوضح لهم مخاطر مثل هذا التدخل”، لا سيما أن قطر تستضيف على أراضيها قاعدة العديد التي تشكل موطئ قدم لعمليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتستقبل حوالي 11 ألف عسكري أمريكي.
وأضافت الصحيفة إن الضغوط من قبل وزير الخارجية الأمريكي دفعت الأمير محمد بن سلمان، “حاكم البلاد فعليا”، للتراجع “حيث كان مقلقا بأن التدخل قد يضر العلاقات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة”.
لكن تصرفات تيلرسون أغضبت ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، “الحاكم الفعلي في الإمارات”، وفقا لما نقلته “Intercept” عن المسؤول الاستخباراتي الأمريكي وكذلك مصدر مقرب من العائلة الحاكمة الإماراتية امتنع عن كشف هويته لدواع أمنية.
وذكر المسؤول الاستخباراتي الأمريكي أن نظراء قطريين له عملوا في السعودية علموا بوجود خطة التدخل العسكري في قطر أوائل صيف 2017م، أي بالتزامن تقريبا مع إعلان مقاطعة قطر، مضيفا إن تيلرسون بدأ جهوده لتفادي سيناريو غزو قطر بعد أن أبلغت سلطاتها وزير الخارجية وسفارة واشنطن لدى الدوحة بالنوايا السعودية الإماراتية، فيما أشار إلى أن تقريرا استخباراتيا للولايات المتحدة وبريطانيا أكد بعد عدة أشهر وجود هذه الخطة.
وبحسب الصحيفة، كانت الخطة، التي أعدها بصورة كبيرة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وكانت على بعد أسابيع من تنفيذها، تصر على عبور القوات البرية السعودية الحدود القطرية وتوغلها، بدعم عسكري إماراتي، على مسافة 70 ميلا في عمق قطر باتجاه الدوحة والالتفاف على قاعدة العديد مع السيطرة اللاحقة على عاصمة قطر.
وأجرى تيلرسون، حسبما قالته لاحقا المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، حوالي 20 اتصالا هاتفيا ولقاء مع جهات خليجية وإقليميين ووسطاء، بما في ذلك 3 مكالمات واجتماعان مع الجبير”.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن المصدر المقرب من العائلة الحاكمة في الإمارات، وآخر مقرب من العائلة الملكية السعودية، أن كلا من محمد بن سلمان، الذي تم تعيينه في يونيو 2017م وليا للعهد السعودي، ومحمد بن زايد كثفا اعتبارا من خريف العام ذاته تقريبا العمل على دفع البيت الأبيض لإقالة تيلرسون من منصبه.
وأشار أحد مصادر الصحيفة إلى أن الدور المهم جدا في هذه المسألة كان يعود إلى زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في 2017م، التي بحث فيها مع الإدارة الأمريكية الأزمة الخليجية وبيع الأسلحة.
وشددت الصحيفة في تقريرها على أن “الغضب الذي شعرت به السعودية والإمارات يمكن أن يكون قد لعب الدور المحوري في إقالة تيلرسون.