حسن الوريث
قبل أن تبدأوا في قراءة هذا الموضوع سأطلب من كل واحد منكم أن يأخذ ورقة وقلماً ويسجل هذا الاسم فيها ويحتفظ بالورقة فسيحتاجها بعد فترة قصيرة كما أن على كل من يقرأ هذا الموضوع أن يحتفظ بالاسم في ذاكرته جيدا فسيكون له صولات وجولات في ملاعب كرة القدم اليمنية وربما العربية والدولية في حالة ما وجد من الاهتمام ما يستحقه.
الاسم المطلوب تسجيله وحفظه هو عبدالكريم محمد الحمامي أحد نجوم منتخب محافظة ذمار للناشئين الذي شاهدته في مباراة ضمن دوري رمضان الذي نظمه مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة ولفت نظري كثيرا بأدائه الرائع والممتع فلم يكن لاعبا عاديا لكنه رغم عمره الصغير كان كبيرا في الملعب يملك رؤية شاملة ونظرة ثاقبة يلعب بالقدمين بنفس المستوى مايسترو بحق وحقيقة من طينة النجوم الكبار عبدالعزيز القاضي وأحمد الصنعاني ومختار اليريمي وصالح الحاج وأبو بكر الماس وعلي الأشول وغيرهم ولاشك أن اسمه أعاد إلى ذاكرتي نجم نجوم كرة القدم اليمنية وأهلي صنعاء المرحوم الكابتن علي الحمامي وربما أن هذا النجم الصغير يسير على خطى النجم الكبير.
الحمامي الصغير مشروع نجم كبير قادم فيما لو وجد الاهتمام الذي يستحقه وهذه دعوة لكل من له علاقة ابتداء من ناديه نجم سبأ ذمار مرورا بمكتب الشباب والرياضة وصولا إلى الاتحاد العام لكرة القدم وبالتأكيد فإنها رسالة أيضا لمدرب منتخبنا الوطني للناشئين الكابتن محمد ختام ليكون الحمامي الصغير في دائرة اهتمامه ورعايته وأنا على ثقة تامة أن الكابتن ختام سيكون في الموعد ولن يخذلنا أبدا وسيجد النجم عبدالكريم نفسه في قائمة الأحمر الصغير مدافعا عن ألوان اليمن بكل جدارة واستحقاق كما يمكن أن يكون هذا النجم الصغير في قائمة لجنة اكتشاف الموهوبين وبرنامج الواعدين في اللجنة الأولمبية.
والسؤال الذي يطرح نفسه دوماً هل سيكون الحمامي الصغير كما كان الحمامي الكبير نجم الملاعب اليمنية فمستواه يؤهله لذلك أم أنه سينضم إلى آلاف المواهب التي ضاعت وذهبت ولم يسمع بها أحد بل وتاهت في زحمة الحياة ولم ينتبه لها أحد وينتهي كما انتهى الكثير من اللاعبين والموهوبين أمثاله رغم ما يمتلكونه من مواهب قلما تجد مثيلا لها والسبب معروف ولا يحتاج إلى مزيد من البحث والعناء والاستقصاء لكنهم كانوا في بلدنا اليمن التي لا تهتم بأبنائها وتتركهم فريسة للإهمال والضياع؟.
بالتأكيد أن الحمامي الصغير يمكن أن يكون نجماً من نجوم كرة القدم الكبار لو كان في بلد غير اليمن حيث يجد من الناشئين والشباب أمثاله الكثير من الرعاية والاهتمام والتشجيع والعناية لأنهم يعتبرون هذه المواهب استثماراً من كافة الجوانب بينما نحن لا نعيرها أي اهتمام ولا نعمل لها أي شيء لذلك فقد أنشأوا الأكايميات والمدارس للمبدعين التي تخرج منها الكثير من النجوم بينما نحن مازلنا نراوح ونتردد في دعم لجنة بسيطة لاكتشاف المواهب والمبدعين وعذبنا أعضاءها أيما تعذيب في البحث عن أقل الإمكانيات وشغلناهم في ذلك بدلاً عن التفرغ لاكتشاف النجوم والمواهب التي تمتلئ بهم بلادنا فهل يمكن أن نطمح في أن يكون لدينا تجربة متميزة في الاهتمام بمبدعينا ومواهبنا؟ وهل يمكن أن يكون الحمامي الصغير مشروع نجم كبير ويسير على خطى النجم الرائع علي الحمامي في نجوميته التي ملأت البلاد طولاً وعرضاً؟.