صرخات فتاح بوجه العدو التاريخي ؛ في ذكرى ميلاده الـ 79

 

عبدالجبار الحاج

( ……يخشى الامبرياليون والرجعيون كل نشاط وكل تنسيق بين أبناء وطننا اليمني الواحد, لأن ذلك يهدد مصالحهم , ويزيد من قدرات وطاقات شعبنا في مجال تعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية , والسير في طريق التطور .. ولذلك فإنهم ينسجون المؤامرات ضد الوطنيين بهدف تركيع الثورة اليمنية والوطن اليمني , وعرقلة مسيرة الشعب ونهوضه الجديد……..
( …..كانت جماهير شعبنا في هذا الشطر الجنوبي من وطننا تستعد لاستقبال الأخ / إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة في الشطر الشمالي من الوطن كتعبير عن وحدة الشعب اليمني ووحدة آماله وتطلعاته في التطور والتقدم وكتجسيد لمعانقة ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وترابط أهدافهما في هذا الطريق….)
(… لكن يد الغدر والخيانة , اليد المعادية لإرادة الشعب اليمني ووحدته وتقدمه أغاظها أن يتم اللقاء بين صنعاء وعدن في ذكرى ثورة 14 أكتوبر وحملت أنباء يوم الثلاثاء الماضي، نبأ اغتيال الأخ / المقدم إبراهيم ألحمدي على أيدي عناصر رجعية عميلة موغلة في عمالتها للدوائر الامبريالية .. إن الحدث الجلل الذي أصاب شعبنا اليمني من جراء اغتيال الأخ/ المقدم إبراهيم الحمدي , قد كشف عن صفاقة القوى الامبريالية والرجعية تجاه الشعب اليمني وتطلعه نحو الوحدة والتقدم.. …)
( ….ان الأعداء الذين يتربصون بسيادة الوطن واستقلاله وإرادته الحرة في الوحدة والتقدم ، يرتدون لباسا واحدا , تختفي وراءه أسلحة التآمر والعدوان واغتيال الوطنيين , عندما تظهر أية بارقة تقارب وحدوية بين الشعب اليمني في الشطرين….)
تلك مقتطفات من خطاب ألقاه مؤسس الاشتراكي وأمينة العام في الـ14 من اكتوبر عام 77 بعد يومين من جريمة اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي .
منذ العام ٧٠م اغدقت السعودية بالأموال على النظام العميل في صنعاء وتوالت وفود أمريكية وألمانية غربية وفرنسية تتوالى معلنة تأييدها لنظام صنعاء ومبشرة بالدعم .. ثم بدأت تحضيرات الحرب ضد نظام الثورة العنيد ..
وفي نفس الوقت فرض حصار جائر على اليمن الديمقراطي واستعدت رؤوس الأموال لمغادرة عدن ومنع التجار من الاستيراد عبر ميناء عدن واقفلت الحدود امام منتجات الجنوب الزراعية والعكس ومنعت تحويلات المغتربين في الخليج الى عدن وكابدت حكومة الثورة مصاعب شتى فإما الاستسلام والتخلي عن سيادة الوطن أو الحصار والحروب والتخريب ..
ولمن نسوا ماذا تعني القضية الوطنية اليمنية فيكفي ان نقتطف من كلام القائد الوطني والاممي الشهيد فتاح الفقرة التالية :
( …إن حب اليمن ، والاخلاص للقضية الوطنية اليمنية ، يقتضي الإخلاص والوفاء لهذا الوطن ، يقتضي التضحية والفداء ،فاليمن تريد من يقهر أعداءها.. تريد من يخرجها من كل ويلات التخلف والتمزق والتجزئة، القضية الوطنية اليمنية تريد من يفجر الطاقات الثورية لهذا الشعب الذي اضطهد طويلا ، والقضية الوطنية اليمنية تتطلب السير بثبات في طريق التحرر والتقدم والاشتراكية والسلم وليس السير في طريق آخر.
اما لو نفكر بمصلحة برجماتية ، فلماذا كل هذه العذابات ، لماذا كل هذا النضال والتضحيات التي قدمها شعبنا.. لم تكن هناك ضرورة لهذا كله . كان يمكن من بعد الاستقلال ، أو حتى من بعد 22 يونيو 1969م ـ ان تكون البلاد غارقة بمئات الملايين من الدولارات ولكن على حساب من ؟
انه على حساب اليمن ، على حساب القضية الوطنية اليمنية ، انه على حساب اليمنيين، على حساب حريتهم ، انه على حساب استقلالنا وسيادتنا، وهذا ما هو حاصل اليوم في صنعاء…
في صنعاء الأسواق مليئة بالدولارات ولكن تحت وطأة الذل وتحت التسلط الأجنبي . فالحكام هناك لا يملكون من أمرهم شيئا وليست هناك سلطة وطنية في البلاد.!!
وكرامة الناس مهدورة ، ويخيم على هذا الشطر من وطننا شتى اشكال التعسف والاضطهاد والاعتقالات ومطاردة كل الشرفاء ،ماذا أفادت كل مئات الملايين التي قبضوها !! انها لم تزد جماهير الشعب إلا مزيدا من الفقر والمهانة والذل. ) …..
وفي كلمة للشهيد فتاح في لقاء الكويت وعن ان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت هي المستهدفة تحت عنوان “الوحدة بالحرب” التي سعرها مشائخ السعودية في صنعاء وقال ان الاخوان في صنعاء قد اعترفوا لنا بذلك وكشف فتاح يومها حقائق كثيرة عن الدور التآمري الذي تؤديه مشيخات وأمراء النفط ضد اليمن الديمقراطي من خلال أدواتها في نظام صنعاء ولم يرد وفد صنعاء يومها بأي نفي للحقائق التي كشفها فتاح وذلك في خطاب رسمي أمام أمير الكويت وعلي صالح، داعيا إلى سرعة تنفيذ اتفاقيات وبيان طرابلس والقاهرة حول الوحدة .
ولم تمض على ذلك إلا اقل من سنة واحدة ليتنحى فتاح عن مواقعه في رأس الحكم تفاديا لإراقة نقطة دم واحدة ..
ويكفي ان نقيس نظرته للسلطة والحكم بجملة لخصها بكلمات وعاشها عقوداً من شظف العيش المماثل لكل البسطاء فيقول :
«نحن نعتبر مواطنين شأننا شأنكم وجزءاً من أبناء هذا الشعب لا نمتلك الثروات ولا نمتلك القصور ولا نمتلك الملايين ولا نمتلك أي شيء ولكن أعظم من القصور ومن الملايين وأعظم …)
يوم الـ 28 من يوليو يصادف الذكرى الـ79 لميلاد الشهيد عبدالفتاح اسماعيل وهذه النصوص تنطبق على واقع العدوان والاحتلال الذي تتعرض له بلادنا من نفس العدو وبأدوات محلية لازالت بعضها على قيد الحياة هي من تولت شن الحروب باسم اليمنيين كما في 72 و٧9م وقبلها وغيرها .

المراجع :
خطاب عبدالفتاح ١٤ اكتوبر ٧٧م
كلمة فتاح في لقاء الكويت مارس ٧٩م
خطابات فتاح عن دور حكومة صنعاء في تشديد الحصار الاقتصادي على عدن وصولا الى شن حرب ٧٢م

قد يعجبك ايضا