يعتبر من المناهضين لسياسة السعودية وحربها على اليمن:
ترؤس خان للحكومة يرجح انسحاب باكستان من التحالف السعودي
لم تحظ نتائج الانتخابات الباكستانية برضى المملكة العربية السعودية وقبولها، بعد خسارة حزب حليفها نواز شريف، المعتقل بتهم تتعلق بالفساد، وفوز حزب “حركة الإنصاف” وزعيمه عمران خان، المقرب من عدو الرياض اللدود “إيران”.
سريعاً، وعقب صدور نتائج الانتخابات، عبرت أوساط سعودية قريبة من العائلة الحاكمة عن عدم رضاها عن تلك النتائج، وخشيتها من الحكومة القادمة وعلاقاتها على المملكة.
وخرج الأمير السعودي خالد بن عبد الله آل سعود، بتغريدة على حسابه عبر “تويتر”، عقب فوز عمران خان وحزبه، قال فيها: “الله يستر منه، يقال إنه ذنب من أذناب طهران”، ولكن هذه التغريدة سرعان ما تم حذفها من الحساب ولم تعد موجودة.
ولم تكن هذه التغريدة للأمير السعودي الوحيدة التي تعبر عن سخط المملكة من عمران خان، حيث صرح سابقاً الأمير خالد بن عبد الله آل سعود، لصحيفة “عكاظ” الرسمية، ووصف خان بأنه “مندوب قم في إسلام آباد”، وذلك في إشارة إلى علاقاته مع إيران.
ويعتبر خان من المناهضين لسياسة السعودية خاصةً في حربها على اليمن، وعبر في أحاديث لوسائل إعلام باكستانية عن معارضته مشاركة قوات باكستانية في حرب الرياض هناك.
من المتوقع أن يبدأ خان، الذي من المرجح أن يكون رئيس وزراء باكستان المقبل، في إجراء محادثات لتشكيل ائتلاف حاكم مع أحزاب أصغر.
وحصل حزب خان على 16.86 مليون صوت، في أداء جاء أفضل من المتوقع، وفي هزيمة ساحقة لحزب رئيس الوزراء السابق المسجون نواز شريف، الذي جاء في المركز الثاني وحصل على 12.89 مليون صوت، وفقاً لوكالة “رويترز”.
تهديد لشريك أساسي
وأكثر ما يقلق السعودية من خان علاقاته الودية مع إيران، إذ أكد في أول خطاب له عقب فرز النتائج أن الحكومة المستقبلية لحزبه ترغب في تعزيز وتطوير العلاقات مع الدول المجاورة، بما في ذلك الجمهورية الإيرانية.
وشدد عمران على أهمية علاقات باكستان مع إيران، وقال إن بلاده تتطلع إلى علاقات جيدة و حسن جوار مع طهران.
المحاضر الكبير في معهد السياسات والأمن التابع لجامعة أوتاوا الكندية كامران بخاري، يقول: إن “باكستان هي شريك أساسي لدول الخليج وخاصة السعودية، وهناك جالية باكستانية ضخمة في هاتين الدولتين وغيرهما من دول الخليج، لذا تهتم الرياض وأبوظبي بالتغيير السياسي الذي يطرأ عليها”.
ويضيف بخاري في تصريحات صحفية له: “سيكون من المثير رؤية رد فعل دول الخليج، وتحديداً السعودية والإمارات، إذا تولى السلطة حزب “حركة إنصاف” بقيادة عمران خان”.
ويتابع: “إلى الآن، تعامل السعوديون والإماراتيون مع الجيش الباكستاني والحكومة بقيادة حزب الشعب الباكستاني، وأخرى بقيادة الرابطة الإسلامية، جيد، ولكن مع وصول حركة إنصاف إلى الحكم سيجدون أنفسهم في مواجهة شريك جديد في إسلام آباد”.
وعملت السعودية وباكستان على عدة أصعدة لتعزيز العلاقات، وإضفاء طابع رسمي عليها، بعد أن كان يحددها تاريخياً طبيعة العلاقات بين الملوك في الرياض ورؤساء الحكومات في إسلام آباد، وفقاً لما ذكره المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني.
وكان الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات العامة السعودية، قد وصف سابقاً العلاقات بين السعودية وباكستان بأنها “ربما تكون من أوثق العلاقات في العالم بين بلدين من دون أية معاهدة رسمية”.
ويهدد فوز خان استمرار بقاء باكستان في التحالف العسكري الإسلامي الذي شكله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وضم 41 دولة في العام 2015م، وسيكون أبرز المؤشرات حول تراجع أو استقرار العلاقة مع السعودية في الفترة القادمة من حكم خان.
ولفترة طويلة، اتَّسمت العلاقات بين البلدين بتدفق رؤوس الأموال من جانب المستثمرين السعوديين، مقابل التعاون العسكري.
ووفقاً لآخر الإحصائيات وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من منتصف 2012م إلى منتصف 2013م إلى 5 مليارات دولار.
ولكن مع وصول خان القريب من إيران والمناهض لسياسات السعودية، تبقى تلك العلاقات والاتفاقيات محل توتر وقلق من قبل السعوديين.
وخرج حليف السعودية رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف في تصريح من داخل سجنه، اتهم بالتلاعب بالانتخابات الباكستانية لمصلحة رئيس حزب حركة الإنصاف، حسب ما نقلت صحيفة “باكستان توداي” السبت.
وقال شريف :”الانتخابات الباكستانية سُرقت لمصلحة رئيس حزب (حركة الإنصاف)، عمران خان”، دون أن يشير إلى طرف بعينه.
من هو عمران خان؟
ولد خان في 25 نوفمبر 1952م في عائلة مهندس مسلم بمدينة لاهور، وفي سن 18 عاماً انضم إلى المنتخب الوطني للكريكيت.
وفي عام 1971م غادر خان باكستان إلى بريطانيا، وحصل هناك على درجة البكالوريوس في الاقتصاد بجامعة أوكسفورد، دون أن يترك رياضة الكريكيت حتى أصبح قائداً لفريق الجامعة عام 1974م.
ومنذ 1982م حتى 1992م كان خان يقود المنتخب الباكستاني للكريكيت، وتحول بفضل إنجازاته في هذا المجال إلى أسطورة حقيقية في بلاده، وخاصة بعد أن فاز المنتخب بلقب بطل العالم عام 1992م.
كما اكتسب خان شهرة في البلاد بفضل عمله في المجال الاجتماعي، حيث أسس بعد ترك الرياضة مستشفى شوكت خانم المختص بالأمراض السرطانية في لاهور؛ وذلك تخليداً لذكرى والدته المتوفاة بهذا المرض.
وفي 1995م أسس خان “حركة الإنصاف” التي وجدت هدفها في تحقيق العدالة للشعب الباكستاني، بالدرجة الأولى عن طريق وضع نظام قضائي مستقل يضمن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون.
وفي عام 2007م، أعلن خان الإضراب عن الطعام احتجاجاً على حالة الطوارئ في البلاد، وذلك بعد أسبوع من توقيفه أثناء مظاهرة طلابية في لاهور، على خلفية خلاف بينه وبين برويز مشرف.
وكان خان قد شارك في الانتخابات عام 2013م، لكنه لم يحقق سوى المرتبة الثالثة في السباق.
وأما بخصوص الحياة الشخصية، فتزوج خان في عام 1995م بجميما ابنة السياسي ورجل الأعمال البريطاني جيمس غولد سميث، والتي اعتنقت الإسلام.
وانفصل عمران وجميما، ولديهما ابنان، في عام 2004م، ليتزوج خان في 2015م بالإعلامية ريهام، وينفصلا بعد عشرة أشهر فقط.
وفي فبراير العام الجاري أعلن خان عن زواجه الثالث، ببشرى مانيكا المعالجة بالاستشفاء الروحاني