صماد 3 في ضيافة أبوظبي

عبدالفتاح علي البنوس

كما كان متوقعا لم تكن طائرة صماد 2المسيرة التي ضربت مصفاة شركة أرامكو النفطية بعاصمة اليهودية السعودية الرياض إلا مقدمة لباكورة إنتاج حربي يمني من الطائرات المسيرة تحمل اسم فقيد اليمن والأمة الكبير الرئيس الشهيد صالح علي الصماد طيب الله ثراه ، الذي كان له شرف تدشين الإنتاج الحربي من الطائرات المسيرة من طراز قاصف وراصد وهدهد ورقيب، حيث أزاح الستار عنها معلنا دخولها خط المواجهة متوعدا بالمزيد من المفاجآت الموجعة والمؤلمة للأعداء ، وقبل ذلك كان السيد عبدالملك الحوثي قد توعد قوى العدوان بطائرات مسيرة تضرب داخل العمق السعودي والإماراتي لتصل إلى مواقع لم يكن العدو يتخيل أن تصل إليها حتى صواريخنا البالستية، فما بالكم بالطائرات المسيرة التي قوبلت خطوة إزاحة الستار عن الدفعة الأولى منها بحالة من السخرية والتندر والإستهزاء من قبل الكثير من المفلسين العجزة الذين ينكرون على العقول اليمنية تطوير وتحديث الصواريخ البالستية وينفون نفيا قاطعا قدرة العقول اليمنية على صناعة طائرات مسيرة هجومية قادرة على ضرب الغزاة في الساحل الغربي.
أما الذهاب خلف حقيقة وصولها للرياض وأبوظبي فيرون ذلك المستحيل بعينه ويحلفون على ذلك ومن أحرج منهم وأدرك حقيقة هذا الإنجاز تراهم يذهبون للحديث عن إيران والخبراء الإيرانيين والعراقيين والسوريين الذين يقولون بأنهم يتواجدون في اليمن وأنهم من قاموا بتصنيع هذه الطائرات ، المهم عندهم بأن لا تنسب هذه الإنجازات لوحدة التصنيع الحربي التابعة لوزارة الدفاع اليمنية واللجان الشعبية ، لأن في ذلك إحراجاً لأسيادهم وأرباب نعمتهم من اليهود السعوديين والصهاينة الإماراتيين ، كونهم ظنوا بأنهم بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العدوان والحصار والقتل والخراب والدمار قد أوصلونا إلى مرحلة الانهيار التي تسبق لحظة إعلان الاستسلام ، ولكنهم تفاجأوا بأن اليمنيين بعد كل ما لحق بهم باتوا أكثر قوة وأكثر تهديدا لهم ، وصار لديهم القدرة على ضرب عواصمهم بطائرات مسيرة وبصواريخ بالستية تخترق أحدث منظومات الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية التي تم تزويدهم بها في سياق مخطط إبتزاز وشفط البقرة الحلوب.
فبعد أيام قلائل على إسدال الستار عن طائرة صماد 2والتي استهدفت الرياض السعودية ، كان الإماراتيون على موعد مع ضربة موجعة جديدة من خلال طائرة صماد 3والتي أسدل الستار عنها الخميس الماضي باستهدافها مطار أبوظبي الدولي في إنجاز خارق للعادة ، حيث نجحت صماد3في التحليق على مسافة 1400كم تقريبا لتضرب العمق الإماراتي الأمر الذي أدى إلى تعطل حركة الملاحة الجوية في المطار وسط حالة من التخبط سيطرت على سلطات المطار التي سارعت للإعلان عن وقوع حادث تصادم مركبة في حرم المطار أدى إلى وقوع حريق داخل المطار ، هذا التحول النوعي لقوة الردع اليمنية يمثل انتصارا للمظلومية اليمنية وتتويجا للصمود والثبات والنضال الوطني الذي جسده أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء الشعب اليمني الذي وقفوا في وجه العدوان وأفشلوا كافة مخططاته ومؤامراته المتعددة الأشكال والأوجه .
بالمختصر المفيد، صماد 3مفخرة يمنية تضاف إلى مثيلاتها من المفاخر اليمنية التي أنجزت وأبصرت النور في ظل العدوان والحصار ، وقد تكون هذه هي النافعة التي تسبب فيها العدوان والحصار ، ومع وصولها إلى الإمارات ينبغي على الكيان الإماراتي ومن قبله الكيان السعودي أن يكونوا على ثقة بأن مضيهم في غيهم وإجرامهم ومغامرتهم الوحشية الإجرامية سيضاعف من حجم ومستوى القدرات التصنيعية للعقول اليمنية ، وأن حجم ومستوى الضرر الذي ستلحقه سيكون كارثيا ومزلزلا ، وليس أمامهم غير الانسحاب من محرقة اليمن وإيقاف عدوانهم ورفع حصارهم ، ما لم فعليهم أن يستعدوا للجديد الجديد ، ويذوقوا من البأس اليماني الشديد ، ما يذيب الحديد ويحرمهم من الراحة والعيش الرغيد.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا