ضفاف النيل تحتقركم
إبراهيم سنجاب *
لو كانوا أصحاب قضية، لو كانوا وطنيين مخلصين لليمن الجمهوري أو الأقاليم، بل لو كانوا رجالاً من دم ولحم عربي.. لوجدتهم الآن – وقبل الآن بسنوات – في المناطق التي يقولون في “العربية” و “سكاي نيوز” إنها محررة!!
أولئك الحقراء .. الأنذال .. الخونة .. المرتزقة .. المنافقون من “الإعلاميين” و”السياسيين” و”النشطاء” اليمنيين في “الرياض” و”أبو ظبى” و”استانبول” – ومؤخراً القاهرة – وأينما حلّوا.. دنّسوا تراباً ينوء بخطواتهم ويحتقر وقع أقدامهم ..
لا تكلمني عن الحوثي الطائفي السلالي الفارسي ال ال ال الخ، ولن أكلمك عن “هادى” و “طارق” و” شيوخ” تعز و”عمالقة” تهامة، لا تكلمني عن إيران ولن أكلمك عن “الإمارات” و”السعودية” و “أمريكا و إسرائيل و الأمم المتحدة” ، لا تتناول السياسة، ولن أراجعك في الحصار، لا تنظر إلى القتلى والمصابين والجوعى والمرضى والفقر والعوز، ولن أجادلك في عواصف الحزم والأمل والجنوب والشمال!!
“أنتَ” ومن هم في مثل حالتك، كلكم “خائن” و” مرتزق” و”عميل” و “هارب” ولا تستحق اللجوء الإنساني ولا الضيافة؛ أنت محرّض على أهلك وشريك في دمائهم ومرتزق بآلامهم، أنت أحقر من أي خائن يناصر العدوان، و دون أي مرتزق يعيش هناك في اليمن يقاتل بأجر، أنت لا تستحق شرف أن توصف بالارهابي؛ إنك دون ذلك وأَلْعَن، الإرهابي يقاتل بتحريضكم وبالمال القذر، بينما “أنتم” تتمتعون في الفنادق وعلى ضفاف أنهار تحتقركم ..
لا تتصالح مع الحوثي ولا تطلب وقف العدوان على عمّتك وخالتك وجدك، ولا تسعى في العواصم بحثاً عن جمعيّات خيرية ترسل الدواء والغذاء لجيرانك، لا تحاول مناشدة النقابات الطبية والمنظمات الانسانية لترسل أطباء إلى جرحى وطنك والمغتصبين في السجون، أنت معفيٌّ من كل ذلك لأنك لست أهلاً له، فقط عُدْ إلى أي مكانٍ في (عدن) أو غير عدن من الأرض التي حرّرها التحالف و”الجنجويد” و”البلاك ووتر” من الحوثي وقاتله معهم بأجر أو بدون، عُدْ إلى بلادكَ وكافح من أجلها هناك، كلّ أرضٍ تحلّونَ بها لا مرحباً بكم؛ الرجولة هناك والمواقف، حتى لو كانت ارتزاقيّةً خيانيّة .
* كاتب صحفي مصري