قصف مطار أبو ظبي.. استدارة في مهام الطيران المسير.. واتساع في بنك الأهداف
اسماعيل المحاقري
بزاوية حادة استدار سلاح الجو المسير إلى الإمارات موسعا دائرة النار ومروحة الأهداف وبدون فيزا أو تأشيرة دخل الأجواء الإماراتية، ووضع” ابو ظبي” تحت مرمى القصف والاستهداف بعون الله وفضله، بعد قرابة أربعة أعوام وصل العدو فيها إلى حالة من الإنهاك والإحباط مع تلازمية الفشل والإخفاق وانعدام خياراته العسكرية والسياسية.
وفي إنجاز تاريخي واستراتيجي هو الأول من نوعه منذ دخول الطيران المسير ميدان المعركة، سلاح الجو المسير يقصف مطار أبو ظبي الدولي بطائرة من طراز صماد3 بتقنيتها العالية وقدرتها الفائقة على المناورة والتحليق لمسافة تزيد عن ألف وثلاثمائة كيلو متر، وهي المسافة الفاصلة بين أقرب نقطة حدودية يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية مع أبو ظبي.
تطور يعد تحولا في موازين القوى واستكمالاً لمعادلة القوة والردع التي وعد بها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وفرضها سلاح الجو المسير والتي يبدو واضحاً انعكاساتها على مسار العمليات وفي مواقف العدو المصاب بحالة من الجنون والهيستيريا.
ضرب مطار أبو ظبي بطائرة مسيرة جديدة تحمل روح واسم الشهيد الصماد في هذا التوقيت الذي ظن العدو أن معركته باليمن في خواتيمها، حدث مهم يدخل العدوان مرحلة جديدة من استراتيجيات كبرى نتائجها ستكون مزلزلة!!، ومن عناوينها الطيران المسير والصواريخ الباليستية وعمليات القوة البحرية، معطوفا عليها انجازات القوات البرية المعززة بصمود الشعب اليمني، وفي رسائلها ما يؤكد على ان هذه القدرات تستطيع التأثير في مسار الأحداث، وإحداث تغيير عسكري كبير لصالح الجيش واللجان الشعبية بما يحفظ لليمن أمنه وسيادته واستقراره، وهو ما يجعل من استمرار أبو ظبي في عدوانها على الشعب اليمني مقامرة على حساب أمنها الاقتصادي الذي دائما ما يوصف بأنه من زجاج.
ويعد مطار ابو ظبي الدولي أحد أهم المطارات الرئيسية في الإمارات التي سعت لتحويله لنقطة مركزية ومحطة مهمة للمسافرين حول العالم، حيث تصل قدرته على استقبال أربعة وعشرين مليون شخص، ويشكل استهدافه مقدمة لعمل أعظم باذن الله إذا استمر “عيال زايد” في غيهم وعدوانهم، ودون يدركوا أن عماد دويلتهم هو قطاعا “الخدمات والتجارة” وما يحوياه من موارد كالسياحة، وتعطيل المطارات قد يعقبه تعطيل موانئ ثم وقف نشاط الدولة بالكلية وهذا ما قرأه مراقبون وما عمد الإعلام الإماراتي والسعودي على تغطيته غداً ستسمع صداه الشركات الاستثمارية ورؤوس الأموال من الإعلام الغربي .
وعلى خطى السعودية بعد قصف شركة “أرامكو” في الرياض في الثامن عشر من الشهر الجاري بطائرة صماد اثنين المسيرة، وبشكل لم يخف عنصر المفاجأة والصدمة اعترفت إدارة مطار أبو ظبي بالعملية النوعية، واصفة لها بالحادثة على أن تتابع التطورات عن كثب بالتعاون مع السلطات المختصة نظرا لحالة الاضطراب في المطار بعد قصفه وتعطل رحلاته ما يثير جملة من التساؤلات عن القدرات الإماراتية الدفاعية وأجهزة الرصد والتجسس التي تمتلكها.
وبخلاف قوى العدوان وتحالفاتها المتهالكة وفي ظل تعمّق خلافاتها مع قواعدها وقياداتها، لا زال اليمنيون يفاجئون العالم بخطوات تصعيدية من شأنها خلط الأوراق وقلب المعادلات، ومن حيث لم تحتسب الإمارات والتي كانت إلى الأمس القريب تستبعد هذا التطور، وتقلل من شأنه وتداعياتها جاءها الرد، وحري بها اليوم وخيرٌ لها أن توقف عدوانها على الشعب اليمني وتنهي مشاركتها في التحالف الإجرامي، ما لم فقادم الأيام مليء بالمفاجآت ولا عدوان إلا على الظالمين.