جزارون بأقنعة الملائكة
علي الشرفي
من إيجابيات هذا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم أنه كشف الأقنعة عن وجوه الكثير من الدول والأنظمة التي كانت تخفي قبحاً كبيراً وشراً مستطيراً وباطلاً محضاً تحت أقنعة الدين والإسلام والوطنية ايضاً وكذلك القومية وغيرها من الشعارات التي تظلل بها هؤلاء المجرمون وأخفوا تحتها سواد وجوههم النتنة والمعفنة ، فمنذ بداية هذا العدوان الغاشم الذي ضم أكثر من 17 دولة على رأسها أمريكا ومن ورائها إسرائيل بالإضافة إلى لفيف من قطاع الطرق ومغتصبي النساء والأطفال ومنتهكي الحرمات والساقطين المنحلين في هذا العالم ليشكلوا تحالفاً لقب بالعربي ويضاف إليه لقب إسلامي في كثير من الأحايين ،، يحاول العدو الأمريكي والإسرائيلي وأنظمة الرجعية في الخليج العربي تقمص دور الإنسانية واللعب على وترها وأن قتلهم وجرحهم لأكثر من 37 ألف مدني يمني أغلبهم نساء وأطفال في البيوت والمزارع والمساجد والمدارس والقرى والمدن والبدو والحضر وكذلك إجهازهم بشكل كامل على البنية التحتية للشعب اليمني خصوصاً ما له علاقة بحياة المواطن وحصارهم الذي ما انفك حتى الآن كل ذلك إنما هو وسيلة لإثبات إنسانيتهم التي ما عرفوا كيف يثبتونها إلا بهكذا طرق وأساليب أمريكية وإسرائيلية .
ولست بحاجة للتعمق حتى تعرف أن شعارات الإنسانية التي ما فتئت هذه الأنظمة والدويلات تتغنى بها في وسائل الإعلام وفي مقايل النفاق والتآمر هي رايات تلطخت بدماء الأبرياء من المدنيين أطفالاً ونساءً ليس في اليمن فحسب بل وفي بلدان عربية وإسلامية أخرى لتكشف أنهم وبدون منافس جزارون بأقنعة الملائكة ، إذ كيف لعاقل وهبه الله العقل أنْ يستسيغ أنّ مجيء بلاك ووتر والجنجويد وحتى النظام السعودي والإماراتي نفسهما إلى اليمن معتدين هو لأجل الشعب اليمني المظلوم ومن باب الإنسانية، في حين أنهم يحكمون شعوبهم بالحديد والنار ويقتلون مواطنيهم بمجرد التهمة والظنة ويسجنون عقوداً من الزمن على تغريدة لم توافق مزاج طويل العمر ، ويسقطون جنسيات عن أبناء بلدهم ممن لم يكونوا على هواهم ويستبدلونهم بأجانب ليسوا حتى عرباً فمن لا يمتلك أدنى إنسانية لدى شعبه كيف سيهبها للآخرين وفاقد الشيء لا يعطيه .
وما يثير السخرية ما سمعناه من حديث عن الإنزال المظلي للمؤن للمئات من قوات التحالف الذين يحاصرهم أبطال الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي حيث تمكن أبطال الشعب اليمني من السيطرة على كمية كبيرة من تلك المؤن التي أسقطتها طائرات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لتطالعنا بعدها وسائل إعلام العدوان وأبواقهم الشيطانية بأنها كانت إغاثة إنسانية من الهلال الأحمر الإماراتي للمواطنين الذين يقطنون بين خطوط التماس مع العدو ، مع علم أولئك المنافقين أنهم شردوا جزءاً كبيراً من أبناء مدينة الحديدة والمديريات الأخرى التي تبعد عن الساحل مسافات كبيرة بفعل غاراتهم الإجرامية وقصف بوارجهم الحربية التي كان المدنيون هدفاً لها في منازلهم وطرقهم وأسواقهم ،، فإذا كان لأولئك إنسانية وهي معدومة فيهم ، فليهتموا على الأقل بالمناطق التي احتلوها في عدن وغيرها من المناطق الجنوبية حيث الجوع والفقر والعوز والألم والبكاء وانعدام الأمن وانتشار الأوبئة والنهب والسرق والسلب والاغتيالات والسجن والاغتصاب وانتهاك الأعراض هي ما يطغى على حياة المواطنين هناك في ظل إنسانية دويلة الإمارات ونظام قرن الشيطان وشر البلية ما يضحك .