من نزف الدماء .. تزهر الأرض انتصاراً
نوال أحمد
من نزيف الجراح ، وصرخات المستضعفين ، من أنين الثكالى والأيتام ، من وجع الصغار وصبر الكبار ، من بين المعاناة والجوع والحصار ، ومن تحت القصف ومن بين الدمار ، من دماء الشهداء وأنات الجرحى ، من دموع أمهاتنا وحزن آبائنا ،من تحملنا وصبرنا ، وتضحياتنا من ثبات المرابطين ، وكرامة المجاهدين ..
من هنا من بلاد المستضعفين ، ويمن المظلومين ، من حيث أعز الله المؤمنين ، وأوجد الرجال الصادقين ، الذين هم عذاب الله على الظالمين ،
من هنا من يمن المضطهدين ، إلى عالم الكفر والنفاق ، وكل الطغاة المستكبرين ، من هنا نقول لهم: من جور ظلمكم وبغيكم ، ومن وحشية إجرامكم ، وشدة جبروتكم وبطشكم بنا وببلادنا فلا ولن تنالوا مبتغاكم ، ولن تحققوا أهدافكم في يمننا الغالي ، فاليمن غالٍ وكرامتنا غالية وأغلى مما تتصورون ، ولن تستطيعوا أن تخضعوا هذا الشعب اليمني وأبناءه الأحرار ، لأنهم بالله أقوى من كل قواتكم ، والإرادة التي يمتلكونها أجلد وأصلب من كل تجبركم وتعنتكم وبغيكم ، ولا يمكن أن تنكسر إرادة الأحرار لأنها إرادة من إرادة الله الأقوى، الأكبر الأعز في علاه …
الله الذي يؤيدنا ، ويثبتنا وهو الله من أمددنا ويمددنا بالإيمان والصبر والعون ، وهو الله الذي نرى حياتنا وتضحياتنا وصبرنا معه سعادة ، وكل تحركاتنا في سبيله امتثالا لأمره واستجابة لتوجيهاته وآياته القرآنية في كتابه الكريم ، رأينا العزة والقوة والتأييد الإلهي لنا ولرجاله وجنده ، وأنصار دينه ..
وقد رأينا في واقعنا حكمة الله وتجليات وعده للمؤمنين وللمجاهدين في سبيله ، وكيف أنه يمكن لجنده وأنصاره في الأرض من عدوه وعدوهم ،من كتاب الله استلهمنا الحكمة والبصيرة ، ورأينا فيه وعود الله المباركة بالنصر لأوليائه المؤمنين في كل زمان ومكان وعبر امتداد التاريخ الإسلامي والذين انتصروا وهم يواجهون قوى الكفر والطاغوت الاستكباري والنفاقي البغيض ، الذين حاربوا ولا زالوا يحاربون أهل الحق وحملة الرسالة ، وحملة القضية الإسلامية ، والذين ينتصرون للدين والأمة الإسلامية بتضحياتهم ومواقفهم الإيمانية بقوة الله وتأييده وعزته للمؤمنين …
من واقع المسؤولية الملقاة على عواتقنا ، حملنا هم أمتنا ونذرنا أرواحنا وأموالنا وكل ما نملك في سبيل الله ونصرة لكل المستضعفين في كل بقاع هذه الأرض والتي سادها الظلم والفساد ، وأصبح من يحكم فيها هم اليهود وأولياء اليهود من جلاوزة الخليج ، والمستعربين، حملنا أرواحنا على أكفنا لننصر دين الله ، ولندحر قوى العمالة لليهود والأمريكان بني سعود وعيال زايد ، والذين كفروا بولاية الله والرسول ، وآمنوا بولاية النصارى واليهود ، وأصبحوا أيادي أمريكية وإسرائيلية تحاصر وتقتل شعبنا واستباحت ولا زالت تستبيح بوحشيتها الإجرامية دماء كل المسلمين وكل الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتهم شعب فلسطين المظلوم منذ عشرات السنين وحتى اليوم في مشروع ماسوني خبيث ، يخدم به ويرضي به اليهود الكافرين الملعونين ، على حساب دماء أمة الإسلام والمسلمين ..
إننا أمة استقينا ثقافة القرآن ، وتمسكنا بحبل الله المتين ، وانتهجنا نهج الرسول والآل الأكرمين ، فأصبحنا بعزة الله أعزاء ، وبقوة الله أقوياء ، ولم نتأثر بأي من المؤثرات ، ولم نهتز أو نجبن أمام بطش وجبروت الأعداء المستكبرين ، وما ازددنا إلا إيماناً بالحق ، ويقينا بالنصر ، وقوة هزمت فلول قوى الكبر والمستكبرين ..
كنا مستضعفين فأصبحنا من بعد عدوانهم قوة عظمى تهابها دول الاستكبار العالمي ، من ضعفنا أعددنا القوة لمواجهة الأعداء الطواغيت ، ومن جراحنا صنعت الصواريخ والطائرات ، ومن أوجاعنا نهض الرجال وحملوا إيمانهم سلاحا في القلوب ، والبندقية سلاحا في اليدين وكلهم شوق لملاقاة العدو ، فيجرعونه كأس المنية ، ليعلمونه معنى الحمية ، وما معنى الكرامة اليمنية ..
من إيمان الرجال ، وحرية الأبطال ، وكرامة الإنسان ، ومن صدق قيادة قرين القرآن ، من الإيمان اليماني ، والحكمة اليمانية ، من قوة الإرادة وعزيمة وصدق وبسالة المجاهدين ، بفضل الله وقوته نحقق الانتصارات بتلك العقول المؤمنة والأيادي المباركة ، لرجال الله الصادقين مع الله والمخلصين مع وطنهم وشعبهم ، والذين بهم وعلى أياديهم بقوة الله سنهزم قوى الكفر والشرك والطاغوت، وننصر دين الإسلام ، ونطهر الأرض من اليهود وأذناب اليهود وبإذن الله وعونه وقوته ننتصر وسننتصر قريبا، وما ذلك على الله بعزيز ، ولسنا نراه مع الله ببعيد ، وعلى الله ورجال الله نراهن ، ومن بغي عليه لينصرنه الله القائل ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.
الله وعدنا بالنصر والله جل وعلا لا يخلف الميعاد وإن النصر لناظره قريب .