عمليتان وبداية مرحلة
احمد الحسني
ليست المرة الأولى التي يقوم فيها تحالف العدوان بإنزال مظلي لعتاد عسكري لقواته ومرتزقته فقد قام منذ الأشهر الأولى للعدوان بانزالات مظلية متعددة للعتاد والمال لكن وبغض النظر عن مالأت الانزلات السابقة وجدواها وكون المال الذي أسقطته طائرات التحالف على جبال تعز قد تدحرج إلى اسطنبول واغتنم أبطالنا كثيرا من ذلك العتاد.
هذه هي المرة الأولى التي يكون الانزال المظلي للعتاد في الساحل الذي يفترض أن التحالف مسيطر عليه ولقوات فعلية محاصرة وليس كالمرات السابقة لتجنيد مرتزقة وتسليحهم بطريقة استعراضية وذلك يعني جملة أمور أهمها.
تلاشي بالون سيطرة التحالف في معركة الحديدة والساحل الذي نفخته آلته الإعلامية الجبارة باستعراض الترسانة العسكرية الكبيرة التي تم حشدها والتحليلات التي تستند إلى تفوق الكثافة النيرانية للعدو وأرضية المعركة المكشوفة التي يفترض نظريا أن تجعل مواجهتنا لقوات التحالف المدرعة المدعومة التي تتقدم تحت غطاء جوي ضربا من المحال وسيطرة قواته في حكم القطعيات فشاء الله والحق وإيمان رجال الرجال وعزيمتهم أن يجترحوا في الساحل معجزة أخرى كما هي عادتهم في كل الجبهات لكنها اكبر وأكثر إدهاشا
الأمر الثاني أن اضطرار العدو إلى الانزال الجوي للعتاد في الساحل بدلا من الانزال البحري المفترض يعني أيضا أن السيطرة البحرية للعدوان قد تلاشت وأن تدمير البارجة الإماراتية لم يكن مجرد تدمير لقطعة بحرية من أسطول التحالف ولكنه يعني أن أبطال قواتنا البحرية قد تمكنوا من إنهاء السيطرة البحرية لتحالف العدوان على مياهنا الإقليمية لتأتي بعد ذلك العملية النوعية التي استهدفت قوات العدو في ميناء المخا لتنبئ أن أبطالنا لم يتمكنوا فقط من إنهاء سيطرة بحرية العدو على مياهنا الإقليمية بل أصبحت لديهم القدرة على المناورة فيها وشن العمليات العسكرية الناجحة فيها ومنها ضد قوات العدو.
عمليتا الإنزال الجوي للعتاد اللتين قام بهما العدو في الساحل الغربي والعملية النوعية التي قام بها أبطال قواتنا البحرية ضد قوات العدو في ميناء المخا ليست مجرد عناوين لبعض مجريات سير معركة الساحل الغربي ولكنها عناوين تحول جذري في مسار معركتنا مع العدوان عموما وبدء مرحلة جديدة سنكون من يمسك فيها بزمام المبادرة وأصحاب القدرة على التحكم بمسارها
إنها مشارف النصر الوشيك لشظفنا الأبي على الغطرسة وحقنا الأبلج على تكالب الباطل .