تخالف الممارسات الإماراتية على الأرض ادعاءات قرقاش بشأن الوضع الإنساني
الثورة نت|..
تتجه الإمارات نحو استئناف عمل قواتها المتعثرة جنوب الحديدة، مُغلِّفة الهجوم الذي يهدد بمفاقمة الوضع الإنساني في اليمن بدعاية متهافتة حول «نظافة العملية»، وفق ما يشيع وزيرها لشؤون التغريد أنور قرقاش. في غضون ذلك، استبقت القوات اليمنية الإماراتيين بعملية بحرية غير مسبوقة، نجحت من خلالها في الوصول إلى نقطة ارتكاز القوات الإماراتية على الساحل الغربي، في مدينة المخا
وسط تهديد الإمارات باستئناف عمليتها ضد الحديدة، بعد ما اعتبرته أبو ظبي فشلاً لمبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، باغتت القوات اليمنية المشتركة، مساء أمس، المعقل العسكري الرئيس للقوات الإماراتية في الساحل الغربي لليمن، بعملية نوعية غير مسبوقة في الحرب اليمنية. وفي المعلومات، شنت قوة بحرية يمنية هجوماً من البحر على مراكز القوات الإماراتية في ميناء مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز، والواقعة جنوب محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر. وبدا أن العملية كان مُحضَّراً لها بإتقان، وأُعدّت بناءً على جهد استخباري نجح في اختراق القوات البحرية لـ«التحالف»، ومباغتة مراكز القوات الإماراتية على الساحل في خطوطها الخلفية. وأفاد مصدر عسكري بأن العملية النوعية حققت تفجير المرسى البحري ورصيف الإنزال قرب الميناء، حيث كان المكان ممتلئاً بالعتاد البحري والذخائر التي يتم إنزالها عن طريق القطع البحرية، إضافة إلى تجمعات للقوات الإماراتية وميليشياتها، ما أدى إلى سقوط خسائر في صفوف هذه القوات. وتُعدّ منطقة المخا نقطة الارتكاز المعتمَدة بشكل رئيس في عمليات القوات الإماراتية المتواصلة لاحتلال مدينة الحديدة، ومنها تنطلق القوات البرية وقوافل الإمداد والدعم اللوجستي شمالاً باتجاه مديريات الحديدة على طول الخط الساحلي.
وعلى هامش معركة الحديدة، برزت تغريدات، أول من أمس، لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، اعتبر فيها أن تقدم قوات «التحالف» الذي تقوده السعودية ضد اليمن باتجاه الحديدة استحق «الإشادة» الدولية لمراعاته للوضع الإنساني وأرواح المدنيين. ادعاءات لم يعد خافياً مدى مخالفتها للوقائع على الأرض، وحقيقة ما تقوم به أبو ظبي، والذي يبدو معاكساً تماماً لمزاعم قرقاش. من ذلك أن المليشيات التابعة للإمارات في المناطق الجنوبية لليمن تستمرّ في ممارسة أقصى أنواع التنكيل والعنصرية بحق النازحين من المناطق العسكرية في الساحل الغربي. إذ تمنع قوات «الحزام الأمني»، الذي يشرف عليه الداعية السلفي هاني بن بريك من مقر إقامته في أبوظبي، منذ بداية الهجوم على الحديدة، مئات الأسر النازحة من الدخول إلى الجنوب.
وقال النازحون في وقت سابق إن المئات من السيارات القادمة من المحافظات الشمالية، لا سيما من الساحل الغربي، محتجزة في نقاط «الحزام الأمني» عند مداخل عدن، ولم يسمح لهذه الأسر بدخول عدن، بما في ذلك النساء والأطفال. ورغم المناشدات المتكررة من قبل مسؤولين في حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، استنكروا تعريض الأطفال والنساء والشيوخ للأذى، إلا أن هذه النداءات لم تلق أي صدى. والجدير ذكره هنا أن عشرات المواطنين النازحين القادمين من الساحل الغربي ينامون على الطرقات عند مداخل المدينة الجنوبية، حيث اضطروا للبقاء في العراء، من دون أن تُقدَّم لهم يد المساعدة والعون. ويأتي ذلك وسط حملة إعلامية منظمة يقوم بها نشطاء جنوبيون تابعون لدولة الإمارات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشحونة بالكراهية والعنصرية والعداء للنازحين والعمال القادمين من المحافظات الشمالية.
عنصرية لم تقتصر على الفعل الكلامي بل تعدته إلى الاعتداء، حيث أقدم، صباح أمس، مجهولون على رمي قنبلة يدوية، على مكان يتجمع فيه نازحو الحديدة في حي جولة القاهرة في مدينة عدن، ما أدى إلى سقوط قتيلين وجرح خمسة أشخاص آخرين حالة بعضهم حرجة. وكان مئات من سكان مدينة الحديدة سقطوا بين قتيل وجريح أثناء هروبهم من القصف العنيف الذي شنته القوات الإماراتية على المدينة وبقية مدن الساحل الغربي. ومن استطاع منهم النجاة وفرّ إلى الجنوب كانت المليشيات الموالية لأبوظبي، لاسيما في عدن، في انتظاره بأعمال التنكيل وممارسة العنصرية بدلاً من تأمين المأوى والغذاء، فيما تدعي الإمارات صرف مئات ملايين الدولارات على أعمال الإغاثة في اليمن، وأن الهجوم على الحديدة يأتي في إطار الجهد الإغاثي والإنساني لأبو ظبي في هذا البلد!
…الاخبار