د. محمد النظاري
هل الفقر جريمة؟ هل الانتماء لتهامة جريمة ؟ هل أن تبدع وأنت لست من أسرة عريقة يعد إجراما؟
نطرح هذه الأسئلة التي كانت سببا في رحيل زميلنا محمد عمر عوض، المعلق الرياضي الذي يمتلك كل مقومات التألق ، صوته يجعل للمباراة رونقا خاصا، يعلق بلا تكلف أو تقليد، له طابعه الخاص به.
رحل عنا الكروان الأسمر وهو يسكن عشة من القش والخشب ووسادة بالكاد تلتصق بلوح خشبي ليضع عليهما جسده .
كغيره من عمالقة تهامة رحل، وهو يخفي الألم بين جنباته، بينما وجهه يبدي ابتسامة طبيعية، أساس وجودها حبه للجميع.
كان مؤهلا حيث تخرج من كلية التربية الرياضية والتحق بسلك التدريس بالتربية والتعليم، ليؤدي رسالة المعلم النبيلة داخل المدرسة، ورسالة المعلق الفذ من مقصورة ملعب العلفي.
رغم موهبة التعليق الرائعة التي يتميز بها، غاب قسرا عن التلفزيون الرسمي والإذاعات الوطنية -باستثناء إذاعة الحديدة- فموهبته أوجدت حدا ، حتى لا يذيع صوته ويحتل المكانة التي يستحقها.
برنامجه (الرياضة في منتصف النهار) بإذاعة الحديدة ظل محور اهتمام رياضيي تهامة، فنبرة صوته الكروانية المميزة تجعل أذنيك تنجذبان مباشرة الى المذياع.
عقد الرياضيين في تهامة ينفرط وتتساقط حبات لؤلؤه واحدة تلو الأخرى، والجهات الرسمية كعادتها تدير ظهرها لهم، ولا تعرف تهامة ورياضييها إلا في مهرجانات الربح!!.
للأسف عند رحيله تذكرت له كل الجهات التي عمل بها ورفع من شأنها وهي سمتها التي لم تتغير، فكل من ولي أمرا في أي جهة يرى نفسه سلطان زمانه وينسى أن غيره من يصنع بقاءه بجهده وتفانيه.
رحمك الله يا صديقي محمد.. لقد أديت رسالتك على أكمل وجه، لتلقى ربك وهو بإذن الله راض عنك، وكيف لا يرضى عنك وأنت من أنت في نقاء السريرة وبشاشة الوجه وحسن الأداء والصبر على الفقر والمرض..ولا حول ولا قوة إلا بالله.