شباب يمنيون يغيرون الواقع الالكتروني


تحقيق / محمد راجح –

تفاجأت الأسواق المحلية باقتحام خدمات جديدة غير مألوفة على التعاملات الاقتصادية والتجارية التي تهيمن عليها بشكل رئيسي الخدمات التقليدية الروتينية .
شباب يمنيون قدموا للأسواق ابتكاراٍ تكنولوجياٍ حديثاٍ بإطلاق مشروع الكتروني يمني على شبكة الإنترنت يقوم بمختلف العمليات التجارية على الموقع ويقدم مختلف التعاملات الاقتصادية بطريقة فنية وتقنية سهلة وسلسة وبشكل جديد سيحدث نقلة نوعية في بيئة العمل المحلية.

ويرى خبراء أهمية مثل هذه الابتكارات والأفكار في إنتاج أعمال ومشاريع خاصة تستند للتطورات الحديثة وتعتمد على التقنيات الالكترونية في تنظيم وإدارة الأعمال.
لكن بحسب هؤلاء الخبراء فإن الأهم مدى قابلية بيئة الأعمال والمجتمع بشكل عام لمثل هذه الخدمات التي تعد هامة ويجب أن تسخر لخدمة المجتمع والشباب في إيجاد وسائل حديثة تنتج المزيد من الفرص لاستيعابهم واستغلال قدراتهم.
يؤكد المهندس أحمد عبدالمولى مدير الاتصال والعلاقات العامة في متجر ورزان الالكتروني أول مشروع يتبناه مجموعة من الشباب في اليمن بمجال الأعمال الالكترونية أن تدشين مثل هذه الخدمات كان لها أثر كبير في تغيير الواقع الإلكتروني اليمني وتقديم خدمات إلكترونية جديدة على مستوى اليمن .
ويشير الى أن ذلك سيعمل على تنمية الواقع الإلكتروني اليمني واستخدام الإنترنت في التسوق.
ويضيف عبدالمولى أن الانطلاقة التجريبية لمشروعهم الإلكتروني كانت قبل فترة وجيزة عمل الموقع خلالها بنجاح وأجرى العديد من الأعمال لعدد من المحافظات المختلفة وهو ما يعتبر مؤشر نجاح أولي للموقع ودليلاٍ على حاجة المتصفح اليمني لخدمة الأعمال التجارية عبر الإنترنت.
معوقات
بحسب متخصصين في إدارة الأعمال والتنمية البشرية فإن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأعمال التجارية والاستثمارية في اليمن لا يزال قطاعا ناشئاٍ يتسم بنموه البطيء في ظل محيط اقتصادي مليء بالتحديات وعدم الاستقرار.
وفي إطار ذلك هناك معوقات عامة وأساسية تعيق استخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع الحيوي.
وتأتي في طليعة هذه المعوقات قلة الوعي لدى العاملين في قطاع المنشأة الصغيرة والمتوسطة عن أهمية استخدام التكنولوجيا بالإضافة إلى عدم وجود برامج متخصصة لتعريف رجال الأعمال الشباب بتقنيات حديثة يمكن استخدامها.
بالاضافة الى أن قطاع التكنولوجيا قطاع ناشئ يقدم خدمات اعتيادية في ظل طلب محدود لتقنيات بسيطة وكذا ارتفاع تكلفة الاستثمار.
كما أن التطور العلمي الذي يشهده العالم الحديث في الصناعات التكنولوجية والتي آخذت طابع الابتكار وسهولة التعامل أثر بشكل ملحوظ على مختلف مجالات الحياة مما دفع العديد من الشركات للاهتمام بالتكنولوجيا ومحاولة مواكبة ما يستجد فيها من تطورات تقنية لضمان اقتنائها والاستفادة منها فالعالم يعيش اليوم ثورة معلوماتية هائلة تظهر آثارها جلية في مختلف نواحي الحياة.
لكن تظل هناك عقبات أمام العديد من مدراء المنشأة الصغيرة والأصغر في استخدام التكنولوجيا بطريقة فعالة من شأنها النهوض بالمشروع وتحقيق أهدافه خلال فترات زمنية محددة.
في هذا الخصوص يؤكد خبراء أهمية التكنولوجيا في تطور الأعمال وتأثيرها الكبير في الإنتاجية والتسويق والتوزيع وإيجاد كوادر بشرية على مستوى عال من الاحترافية والمهنية.
لكن الكثير من منشأة الأعمال لا تزال بعيدة تماماٍ عن التكنولوجيا وتدار 99% من هذه المنشأة والأعمال بطريقة يدوية بحتة طبقاٍ لنتائج مسح واستطلاع حديث اجري في اليمن حول التكنولوجيا وطريقة تعامل الشركات وقطاع الأعمال في اليمن مع التقنية الحديثة.
توازن
لتحقيق التوازن بين تطوير المنتج وتطوير الأعمال واعتماد الابتكارات الالكترونية أداة في استغلال الطافات الإبداعية يرى عمار المسوري خبير في البرمجة وتأسيس المشاريع الصغيرة أن ذلك يحتاج لمهارة إدارية فطاقة فريق العمل وميزانية الشركة محدودة. فإذا تم تطوير المنتج وإضافة كافة المواصفات والمميزات له لن تستطيع مؤسسة الأعمال تحقيق أي تقدم في السوق لاستنزافها لطاقة وميزانية العمل والعكس صحيح فلا يمكن تسويق وبيع منتج سيء غير قادر على المنافسة بجدارة. إذاٍ ينبغي على فريق العمل ترتيب الأولويات والتركيز في البداية على المواصفات المهمة والمصيرية وتأجيل المواصفات الإضافية والتي لا يحتاجها العميل ولكنها مرغوبة.
وينتقل لموضوع أخر يرتبط بصورة أو بأخرى في هذه القضية يتمثل في أن النجاح الأكبر يأتي من التميز والابتكار ويقترح طريقة أفضل لتحديد المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها للسوق. ويقول : لماذا لا تدرس حاجة السوق الحقيقية ما هي المشاكل التي تواجه زبائنك ما هو الشيء الذي تتوقع أنهم بحاجة إليه. بعد أن تحدد حاجة السوق بناء على تحليلك الخاص وليس عن طريق التقارير الرسمية أو مدى نجاح منافسيك ستستطيع تحديد خدمات ومنتجات جديدة يمكن أن يتم ضخها إلى السوق.
تأثير التكنولوجيا
يقع الكثير من التقنيين والمبرمجين في خطأ شائع عند تأسيسهم لشركة أو مشروع تجاري فطبيعة عمل هذه الفئة من رواد الأعمال تجرفهم إلى التعمق في الجانب التقني وتطوير المنتج بمواصفات ممتازة بينما يتم التقصير في الجانب الأهم من المشروع وهو تطوير الأعمال وتنفيذ المشروع على أرض الواقع والأهم استخدام المعارف الحديثة المنتجة من إبداعات الشباب كمرتكز رئيسي في الأداء والنجاح.
في هذا الخصوص يؤكد الخبير في إدارة الأعمال ومدير مؤسسة نورتيك للتقنيات الحديثة والاستشارات التكنولوجية المهندس معمر الدرام على دور التكنولوجيا وأهميتها في إدارة الأعمال وتطورها وتأثيرها على زيادة الإنتاجية والارتقاء بدور الإبداع والابتكار في مجال الأعمال ويؤكد الدرام أن استخدام التكنولوجيا له فوائد كثيرة تعود على قطاع الأعمال المتوسطة والصغيرة بدرجة أساسية لا يعيها الكثير من رواد الأعمال الشباب منها تطوير أداء المنشأة مما يؤدي بدورة إلى تحسين الخدمات وزيادة الأرباح وتقليص التكاليف التشغيلية.

قد يعجبك ايضا