السلام الذي نريده
حمير العزكي
كثر الحديث عن الأيادي الممدودة للسلام !!
فما هو السلام الذي نريده ويمكننا القبول به ؟؟
وبغض النظر عن سواد تلك الأيادي وقتامة صفحات تاريخها الملطخة بالإستسلام .. أو بياضها وبريق تاريخها المشرف لها ولمعاني وقيم السلام ،،
وبغض النظر عن فسادها القديم الحديث المستشري كالأورام الخبيثة .. أو نزاهتها الناصعة المتجددة رغم كل محاولات النيل منها وتشويهها ،،
وبعيدا عن ارتعاشها وخوفها وهلعها وجبنها عن المواجهة وعدم استقرارها واستقلالها .. أو ثباتها وثبات مواقفها وقوة بطشها ،،
وبدون الالتفات الى رفاهية وترف وبذخ جعلت نعومتها عرضة للجرح حتى من ملامسة الحرير .. أو خشونتها التي تجرح الصلب والفولاذ حين تمسك بالبنادق ،،
وبغض النظر أيضا كانت أياد سفلى تتوسل وتستجدي السلام وتقدم المبادرات الانهزامية الانبطاحية .. أو أياد عليا تقبل بالسلام المشرف غير المنقوص وتحاول فرضه واقعا يقبل به الجميع ،،
وبغض النظر كانت تلك الأيادي تطعن الوطن في خاصرته وتطعن مجاهديه واحراره في ظهورهم .. أو كانت أياد تطعن في أكباد العدوان وفي نحور مرتزقته وأذنابه ،،
لو غضضنا النظر أيضا عن الأيادي المقبوضة المغلولة الى الأعناق عن كل فعل مؤثر في التصدي للعدوان وعن كل دعم مساند للجبهات وعن كل خير لتخفيف معاناة المستضعفين وحتى عن الكلمة المعززة المؤيدة للصمود والثبات .. وعن الأيادي المبسوطة في سبيل الله كل البسط والمطلقة العنان في كل الميادين والجبهات قتالا وعطاء وبذلا وتضحية ودعما واسنادا ،،
إننا عندما نغض الطرف عن نوعية تلك الأيادي ليس لعدم الأهمية ، لا ، فالأهمية بالغة من معرفة ماهية ونوعية الأيادي الممدودة للسلام لأنها توضح المنطلقات والأهداف والنتائج المرجوة من تلك الدعوات وبالتالي نوعية السلام الذي تريده وتسعى لفرضه ، ولكننا نتجنب ذلك هنا كي لا نتهم بالتحيز والتحامل وعدم الإنصاف وإخضاع الرأي للقناعات المسبقة أيا كانت ومهما كان اعتزازنا بها وثباتنا على صوابها وحقائقها .
السلام الذي نريده ….
سلام ،،، يحفظ للوطن سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه ويحفظ للمواطن عزته وكرامته وحياته وممتلكاته
سلام ،،، يحافظ على هيبة وقوة الدولة ويخلصها من التبعية والوصاية والارتهان لقوى الاستكبار والنفوذ ويحافظ على مكتسبات وإنجازات وانتصارات وتضحيات ومعاناة الشعب وصموده الأسطوري.
سلام ،،، يضمن الحقوق والحريات وسيادة القانون.
سلام ،،، يحقق آمال وتطلعات اليمن حكاما ومحكومين في بناء مستقبل مزدهر ونهضة واعية في كافة المجالات.
سلام ،،، الأقوياء الشجعان المنتصرين لا الضعفاء الجبناء المنهزمين .
سلام ،،، يقطع يد التدخلات الخارجية ودابر المؤامرات الأمريكية الصهيونية.
السلام الذي نريده …
سلام ينقلنا الى مستقبل يحترم صمود الألف يوم .. لا سلام يعيدنا الى الماضي ما قبل عدوان الألف يوم.