حِينٌ من الدهر
أمين الجنيد
في زمن تعاظمت فيه مشاريع الشيطان الأكبر واتباعه حتى ظنوا أنهم قادرون عليها فصاروا يجرون اتباعهم إلى السعير دونما منقذ أو هادَ ..أو نصير ..
أتى وعد الله فجاء وعد الأخرى .ليأذن بالخروج لأحب الناس من خلقه “اختزل الله فيه لب رحيق رسالة خاتم انبيائه” حفيدهُ وحامل لوائه .انطلق من كهف غريب على الواقع تقبُله . في زمن الأكاديميات والجامعات والشهادات العليا في تمام ذروتها .
فصرخ الشهيد القائد بشعار كتبهُ على جُدران وحيطان قريته . نطقت به الألسن . فردده ثلة من الأتباع المؤمنين قولا وعملاً. فكان أعظم سلاح لم يدرك المنافقون عمق إيمان المجاهدين به ومدى تأثيره ووقعه على نفسية الأعداء .
ونظرا لهول الفارق الكبير بين إمكانيات أساطير ملوك البحار والرمال وبين هؤلاء الثلة المجاهدين وعتادهم .
جعل الله من هذه الصرخة نوووياً شطر بها آذان السامعين في القصور والسفارات رعبا وقلقا فجمع الباطل كل ما يملك ليمحوا كل أثر لهم فشن ست حروب متقطعة تلتها أربعة أعوام حسوما لم يبق للتكنلوجيا وللارتزاق باب إلا وأُخذ به . فدفع ماله جميعاً . ونعق بإعلامه صبحا ومساء . واشترى ضمائر الآدميين جميعاً . وجعل من الأقمار والطيران تجسسا لا يبرح المكان وتدميرا لكل إنسان .. …
ومع كل هذا فصرخة الحق يتوسع مداها وصداها وحامليها يتأهلون ويتفوقون في المواجهة والنزال .
فزداد الأعداء في طغيانهم يعمهون .يحاصرون ويقتلون وينكلون حتى نفذت خَزان أموالهم . ومستودعات أسلحتهم .. ..
فعمدو ليخنقوا البلاد بموانيها ومطاراتها ومعابرها بأطفالها ونسائها بمرضاها ومسنيها . بحرب سماها الآخرون حرب البائسين . طحناً للعظام واستجلابا للاستسلام.
فما كان من صرخت الحق إلا أن زلزلت قوم عاد .وثمود . وآل فرعون
وأصحاب الموتفكات ممن ناطحوا السحاب ببنيانهم . واعلنوا الفحشاء في نواديهم . فجعلوا من قصورهم مقرات للمؤامرات استجلبوا لها كل شذاذ الآفاق .وأبناء الارتزاق حكومات ومنظمات أفراد وجماعات .
لكنهم والله الذي فلق الحب والنوى أنهم البسو أنفسهم لباس الجوع والفقر والهزيمة في هذه الدنيا قبل الآخرة ..ولن يخلعوا ذلك إلا في سَقر وما أدرى كما سقر .حين تقطع لهم ثياب من نار مكبلين بأيديهم إلى الأعناق جاثمين على صدورهم ويأتيهم الموت من كل مكان وما هم بميتين ولاخارجين من النار . تأدبهم ملائكة الله بمقامع من حديد . يومها لا مفر ولا مولى ولا نصير ..
يوم ينادي المنادي ..ألا لعنة الله على الظالمين.