غاز السيارات
صلاح الشامي
• طوابير من الباصات والسيارات، تتراص، بانتظار دورها في أخذ حصتها من الغاز، لينطلق سائقوها لالتقاط أرزاقهم وأقوات عيالهم، والبعض فقط يساعده الحظ في الحصول على الغاز، ليعود الباقون بمرارة انتظارهم، وقد نفدت الكمية، يفتشون عن محطة أخرى، ولكن.. دون جدوى، فعليهم الانتظار حتى اليوم التالي.
• والمشكلة بسيط حلها، ويتمثل بفتح محطات أخرى، وتموينها بكميات كافية من الغاز، فعدد محطات بيع غاز السيارات العاملة حالياً لا يغطي احتياجات أمانة العاصمة، بالإضافة إلى أنه لا يتم تموين هذه المحطات بما يكفي ويسد حاجة السيارات المتراصة، والتي قد تصل أطوال قطاراتها إلى كيلومتر كامل، بمئات السيارات، ولا كأن المنظر المتكرر يومياً يلفت انتباه أحد المسؤولين.
• لقد تخطينا – بجهود المخلصين – أزمات وأزمات، صنعها العدوان والحصار، لينال منا، فلم يتسنَّ له ذلك، ومنها أزمة الغاز، لكن أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء تشهدان طلباً أكبر لغاز السيارات، والمطلوب فتح نقاط أكثر فقط.
• 4000 لتر فقط يصبها خزان الشركة المتنقل في المحطة التي نمت بجوارها داخل سيارتي، سكب الكمية أمام عيني، وأنا أتلهف لصب المزيد، لكن كان لديهم أوامر صارمة بصب الكمية المذكورة فقط 4000 لتر، وهي لا تكفي سوى لتعبئة 100 سيارة أو باص فقط، بواقع 40 لترا لكل سيارة أو باص، بينما هناك 400-300 سيارة وباص، يرجعون يومياً خائبين، من أمام كل محطة.
• يعودون محملين بهمومهم، بسخطهم، باستيائهم، البعض يقطر سيارته قطراً إلى المحطة، ويظل يدفعها بيديه كلما تقدم الطابور متراً، ثم – إذا لم يحالفه الحظ – يركنها هناك في المحطة، ويمضي يومه وليلته هناك، على أمل أن يحالفه الحظ في اليوم التالي، ويا للمصيبة إذا كان اليوم التالي يوم الجمعة، فالمحطات – الخاصة بالغاز – لديها أوامر صارمة بعدم العمل يوم الجمعة، إذاً عليه الانتظار يومين كاملين، وما أطوله من انتظار.
48 ساعة يقضيها سائق باص أو سيارة بانتظار دوره لتعبئة سيارته التي لا تعمل إلا بالغاز، أي عقولٍ رهيبة خططت لمأساةٍ كهذه ؟!!
في أي عالمٍ نحن !! ألسنا في يمن الإيمان والحكمة !!
ألسنا الألين قلوباً وأرق أفئدة !!
لماذا لايعمل المسؤولون شيئاً لحل المشكلة؟!!
لماذا يعملون بتجاهلهم إياها على زيادة السخط وتمرير وتفوير وتبرير الدعايات السياسية التي ما يفتأ بوق من أبواق العدوان ومرتزقته على مضغها كل يوم في المقايل والباصات والمقاهي ومكاتب الأعمال،،، ووو وفي كل مكان ووقت ؟!!
أمانة العاصمة كبيرة، صنعاء كبيرة، وكل يوم تكبر أكثر، وبتمددها وزيادة سكانها، تتزايد بشكل طبيعي الخدمات التي يجب أن تتوافر لسكانها .صنعاء التي تقدم قوافل من الشهداء كل يوم…
صنعاء التي تحتضن أبناء اليمن، كل اليمن، والتي يجدون فيها المتنفس والحياة..
صنعاء التي صارت قبلة للوطنيين، وملاذاً للنازحين..
صنعاء الوطن والمحبة والحصن المنيع ..
صنعاء .. لا تستحق الإهمال ..
صنعاء عاصمتنا، وهي بحق كذلك، فلا تظلموها..