واقع الأمة اليوم يفرض عليها التمسك بثقافة الصرخة

علي صالح الخولاني

لا شك أن للشعارات أهميتها في هذا المرحلة، بل صارت استراتيجية مهمة ومكيناتهم الإعلامية الضخمة فنجد بأنهم يتحركون لاحتلال الشعوب تحت شعارات متعددة ومختلفة لأنهم بعرفون أهميتها ولا يقولون كما نقول نحن:ـ ما هي قيمة هذه الشعارات؟.
وبمناسبة ذكرى الصرخة التي أطلقها السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في وجه المستكبرين والاستكبار العالمي، لابد من معرفة الدوافع والأسباب التي أدت إلى مثل هذا العمل الذي عنوانه الصرخة وما حققه على المستوى الداخلي والخارجي.
أمور تحدث عنها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كثير من محاضراتهما وخطاباتهما سنورد بعضاً منها في هذا المقال بهذه المناسبة وبالله الهداية والتوفيق:
يقول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة الصرخة:ـ في الجمعة الأخيرة من شهر شوال: هُتف بهذا الشعار ابتداءً في مساجد محدودة وفيما قبل هذا اليوم في محاضرة يوم الخميس أعلن السيد الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه انطلاقة هذا المشروع القرآني بما فيه من مواقف بدايتها وأولها وعلى رأسها هذا الشعار المهم شعار البراءة من أعداء الإسلام والأمة من أعداء الإنسانية والبشرية ( أمريكا وإسرائيل ) هذا الشعار المعروف:ـ ( الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود- النصر للإسلام)، وفي محاضرته الشهيرة المعنونة بـ( الصرخة في وجه المستكبرين) أعلن هذا الموقف ليكون بداية لانطلاقة مشروع قرآني تنويري بناء عظيم يخرج الأمة من حالة الغفلة ومن حالة الصمت والسكوت ومن حالة التدجين والخنوع والخضوع لأعدائها إلى الموقف إلى أن تتحرك عملياً وبجد كما ينبغي لها أن تكون تجاه الأخطار الكبرى، التي تتهددها في كل شيء، وفي محاضرته تلك وقبل أن يعلن الشعار قال رضوان الله عليه : “عندما نتحدث أيضاً هو لنعرف حقيقة أننا أمام واقع لا يخلو فيه من حالتين، كل منهما تفرض علينا أن يكون لنا موقف”.
الحالة الأولى :
نحن أمام وضعية مَهِينة : ذل وخزي وعار واستضعاف وإهانة وإذلال، نحن تحت رحمة اليهود والنصارى، نحن كعرب، كمسلمين أصبحنا فعلاً تحت أقدام إسرائيل، تحت أقدام اليهود، هل هذه تكفي إن كنا لا نزال عرباً، إن كانت لا تزال لدينا شهامة العرب وإباؤهم ونخوتهم ونجتهم لتدفعنا إلى أن يكون لنا موقف.
الحالة الثانية :
هي ما يفرضه علينا ديننا، ما يفرضه علينا كتابنا القرآن الكريم من أنه لا بد أن يكون لنا موقف من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.
يقول السيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه في محاضرة (اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً): “ونحن نقول مهما كانت الوعود، مهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت، أليس كذلك؟، وإذا ما صمتنا شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله الذي قال لنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ)، أفلا نكون من أنصار الله ولو بكلمة؟!، سننصر دين الله، وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود، في مواجهة اليهود فأمام من ننصره؟!، إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت؟ سنتكلم ويجب أن نكرر دائماً شعار : “الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام” في كل جمعة، وفي كل اجتماع.
ويقول الشهيد القائد في الدرس الثاني والعشرين من دروس رمضان : “الإنسان الذي هو يعتبر مجاهداً يجب أن يبذل جهده في سبيل الله، ويعرف ماذا ينبغي أن يعمل، وأعتقد فعلاً أن رفع الشعار والمقاطعة الاقتصادية تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا أشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم، ونقتلهم فعلاً، أنا أعتقد هذا.. ان أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية، بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم، على مدى سنتين لم يستطيعوا أن يقولوا إرهابيين نهائياً، لم يستطيعوا أن يوقفوه بأي طريقة أبداً، ولا استطاعوا أن يلصقوا به شيئاً يعتبر ذريعة، وفي نفس الوقت يعرفون أنه يضربهم ضربات نفسية ومعنوية رهيبة”.
يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه في ملزمة “الشعار سلاح وموقف” : “طيب فيفهم الإنسان بأنه عندما يعارض عملاً من هذا النوع فإنه يصد عن سبيل الله، والذي يقول: إن هذا الشعار لا يصح في المسجد!، نقول له : عملك أنت الذي هو صدٌ عن سبيل الله، هو الذي لا يجوز في المسجد، الذين رفعوا الشعار أنت تعلم أن هذا الشعار ضد أمريكا وإسرائيل، وأقل ما فيه أنه إعلان براءة من هؤلاء الأعداء، وعمل صالح، العمل السيئ هو أن تنطلق أنت في المسجد تصد عن هذا العمل، كيف تبيح لنفسك أن تعارض مسلماً في موقفه ضد يهود؟!، أمام عمله وهو يرفع شعاراً ضد اليهود، ضد الأمريكيين والإسرائيليين، وتعتبر أنه لا يجوز لمسلم أن يعارض يهوداً.
فما الذي يجوز، والذي لا يجوز من هذا؟!.. الذي يصد عن سبيل الله من داخل المسجد هو الذي لا يجوز له، وهو الذي يرتكب قبيحاً، ويرتكب جريمة؛ لأنك أنت ما دخلك في هذا على أقل تقدير؟!، إذا أنت لست منطلقاً في هذا الموضوع، فاسكت.. لا تحاول أن تثبط آخرين، لا تحاول أن تعارض آخرين، لا يجوز لك هذا، لا يجوز لك حتى لو عندك بأنه “ليس له فائدة”.
قال الله سبحانه وتعالى عن ضرورة البراءة من أعداء الله: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة : 4).
ويقول سبحانه وتعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُوَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ( المجادلة 22).

قد يعجبك ايضا