صحوة ضمائر الشعوب تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من حرب وإبادة جماعية جرس إنذار
محمد صالح حاتم
مهما طال آمد الليل الدامس لابد أن ينجلي نور الصباح المشرق،ومهما كثر الكذب والتضليل والزيف لابد أن تظهر الحقيقة، وتصبح واضحة للعيان.
ومهما صمت العالم وسكت لابد أن يتكلم وينطق بالحق،ومهما دفعت من أموال لتشتري ضمائر الأنظمة والحكام،لتسكتهم عن ما ترتكبه من جرائم ،فلن تقدر ان تشتري ضمائر الشعوب الحرة. ،وهذا هو حال أبناء الشعب اليمني العظيم،الذي يتعرض لحرب وعدوان ظالم وغاشم وحصار جائر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، من قبل تحالف قوى العدوان بزعامة امريكا وإسرائيل وأذنابهم حكام بني سعود ودويلة عيال زايد،الذين ارتكبوا بحق اليمنيين أبشع المجازر، وأفظع الجرائم،عشرات الآلاف من المدنيين قتلى وجرحى،تم تدمير البنية التحتية ،تم قصف كل شيء في اليمن البشر والشجر والحجر،حرب إبادة جماعية،احتلال للمدن والسواحل والجزر اليمنية،انتهاك للسيادة استباحة للإعراض، تمت ممارسة أنواع التعذيب الجسدي والاغتصاب بحق اليمنيين في السجون السرية الإماراتية في عدن وحضرموت،وغيرها.
حصار بري وبحري وجوي تسبب في أسوأ كارثة إنسانية ،وانتشار للأمراض والأوبئة المعدية والفتاكة بسبب الحصار وانعدام للأدوية والمحاليل الطبية ،ومنع المرضى من السفر للعلاج في الخارج بسبب إغلاق المطارات اليمنية وخاصة مطار صنعاء،كل هذا يحصل للشعب اليمني العظيم بدون أي سبب،وفي ظل صمت وسكوت عالمي،ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود واستبسال ووعي وإدراك أبناء الشعب اليمني الشرفاء والأحرار، وتضحيات أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وايمانا بعدالة القضية اليمنية وصدق المظلومية التي يتعرض لها اليمن،الواثق بالله والمتكل والمعتمد على الله،فقد بدأت ضمائر الشعوب العربية والإسلامية والعالمية الحرة، في الصحوة والتحرك والتضامن مع الشعب اليمني الذي يتعرض الى جرائم إبادة جماعية من قبل تحالف القتل الذي تقوده السعودية،فما رأيناه من قبل الناشط الجزائري الذي هاجم السديس في سويسرا، وسأله عما ترتكبه بلاده من مجازر بحق اليمنيين ،وما ارتكبته في الجزائر والسودان وعدة بلدان، وكذا رفض المصلين أداء الصلاة خلف السديس وخروجهم من المسجد واصفين السديس بالمنافق والطاغوت، وماشهدته عدة عواصم عربية في العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من البلدان العربية من مسيرات وتظاهرات ضد تحالف القتل العربي وتضامنا مع الشعب اليمني ،واستنكاراً لما يتعرض له من مجازر،وتظاهر عشرات الناشطين الأتراك أمام القنصلية السعودية في اسطنبول تضامنا مع الشعب اليمني ،منددين بما يتعرض له اليمن من قتل وتدمير وحصار مستنكرين الصمت والتجاهل العالمي تجاه ما يتعرض له اليمن منذ ما يقارب أربعة أعوام ، واصفين الحرب والحصار على اليمن من قبل بني سعود ودويلة عيال زايد وتحالفهم الشيطاني ،بنفس الحرب والحصار اللذين يتعرض لهما الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الصهيوني.
فمواقف الأنظمة والحكام لا تعبر عن مواقف وأراء الشعوب، فهذه الوقفات والمظاهرات التي تخرج معلنة التضامن مع اليمن ،ومستنكرة لمواقف الدول والمنظمات الأممية والعالمية ،ما هي إلاّ رسائل إلى حكام بني سعود ودويلة الإمارات ،انكم بما تقدمون من أموال لتشتروا بها الأنظمة والحكام، لن تستطيعوا ان تشتروا الشعوب ،وأن حبل الكذب قصير .
فكفاكم قتلا وإجراما بحق اليمنيين!
كفاكم تجويعا للشعب اليمني !
كفاكم متاجرة بالقضية الفلسطينية !
فالحق ظاهر ،وإن الباطل لزاهق .
فالشعوب هي من تصنع الحكام ،وليس الحكام من يصنعون الشعوب، وإن الشعوب الحرة لن ترضى أن يحكمها شخصيات خاضعة وخانعة للخارج ،لن ترضى أن يستلم حكامها أمولا ،جراء سكوتهم على الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية في اليمن وفلسطين وغيرهما .
إن الشعوب الحرة لن ترضى ان يقودها،أشخاص مشاركون في سفك الدم اليمني ،و في تجويع وتشريد أبناء الشعب اليمني العظيم.
والتاريخ لن يرحم فمن شارك وساهم في قتل أبناء اليمن،وسكت عما يتعرض له،من قتل ودمار وجوع ومرض سيأتي اليوم الذي يشرب فيه من نفس الكأس،لأن المخطط لن يستثني أحدا، والكل مستهدف .
وعاش اليمن حراً أبيا، والخزي والعار للخونة والعملاء.