
–
” إنها صورتي ” لم يكد البرلماني عبدالعزيز جباري يصدق ما تراه عيناه وهو يتصفح أحد المواقع الالكترونية للجماعات المتطرفة ويرى اسمه وصورته ضمن مجموعة من أعضاء مؤتمر الحوار متهمين بالوقوف ضد الشريعة الإسلامية في مؤتمر الحوار عقب دخولهم في نقاش مادة في الدستور ما إذا كان الإسلام مصدراٍ رئيسياٍ للتشريع أو مصدر كل التشريعات .
ولم يجد النائب المستقل وعضو فريق بناء الدولة غير خيبة الأمل من قيام البعض بتكفير من يختلف معهم واتهامهم بما ليس فيهم وتحمليهم ما لم يقولوا وذهب إلى الاستقالة من عضوية مؤتمر الحوار ما دام أنها تجعل منه معارضا للشرع دون أن يدري وضد الشريعة بغير علم منه.
جباري الصوت القريب من معاناة المواطنين المنتمي دائما إلى صفوف دولة خالية من العنف وممتلئة بالعدالة والتنمية والمدنية يواجه اتهامات ويدافع عن وجهة نظره في لقاء مع الثورة :
¶ لماذا قررت تقديم استقالتك من مؤتمر الحوار¿
– لأن هناك من ذهب إلى توجيه اتهامات الينا ومعاملتنا كما لو كنا لا نفهم ديننا وهو من يعرف الإسلام وحده ويفسره وفق هواه .
> كيف علمتم انه تم تكفيركم¿
– تم نشر الأسماء والصور في مواقع الكترونية احدها تابع للقاعدة على أساس أننا ضد الشريعة الإسلامية في الدستور وهو أمر غاية في الخطورة وبعيد عن الحقيقة وعن ما حدث فعلا.
¶ إذاٍ ما الذي حدث فعلا داخل مؤتمر الحوار¿
– عندما كنا في نقاش المادة الدستورية المتعلقة بما اذا كانت الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد ام المصدر الرئيسي وصوتنا لصالح الخيار الثاني المطروح والذي كان في دستور دولة الوحدة حيث كان ينص على أن الشريعة هي مصدر التشريعات ولم يكن هناك أي خلاف وللتذكير فتلك الفترة كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضو مجلس الرئاسة وكانوا متفقين آنذاك على هذه الفقرة ولم يكن هناك أي خلاف وعندما صوتنا نحن لصالحها تم اتهامنا بهذه الصورة .
¶ كم وصل عدد الذين تم اتهامهم ومن قدموا استقالاتهم¿
– 37 من أعضاء فريق بناء الدولة والمستقيلون أنا والزميل احمد الزهيري.
¶ لكن ما ذنب مؤتمر الحوار حتى يتم الاستقالة من عضويته¿
– لاننا عندما جئنا إلى مؤتمر الحوار هدفنا واحد أن نساهم في وضع حلول تخرج البلاد والناس من مشاكلهم وتجمع بينهم ما فرقهم بالأمس و نصل إلى كلمة سوى وهو ما نفخر أننا نساهم به ثم نتفاجأ أن هناك من يشكك في ديننا وقيمنا لأنه يريد أن يصل إلى هدف معين ويضغط على طرف معين .
ولم يقم مؤتمر الحوار بعمل شيء لحمايتنا مما حدث وهو ما أغضبنا فلابد من موقف واضح قانوني وأخلاقي.
¶ من هو هذا الطرف المراد الضغط عليه¿
– «المشترك» حتى يصوت لصالح المادة التى يريدها طرف سياسي معين.
¶ هناك من كان يتهمك أنك قريب من التيارات الإسلامية خاصة عندما باردت وقدمت استقالتك من حزب المؤتمر¿
– بالفعل هناك من يرى أنني من المناصرين لتيارات دينية وكل طرف يحاول أن يصنفني من التيار المقابل له والحقيقة أنني أحرص دائما على الوقوف إلى جانب أي طرف يتبنى قضايا وهموم المواطنين ويسعى لخدمة البلاد ووقوفي دائما إلى جانب الأفكار وليس الأشخاص.
¶ والآن أين يمكن أن نضعك¿
– مع الحقيقة التى اعتقدها وهذا ما جعل ما حدث يحدث فقد اختلفنا مع جانب فتم اتهامنا بديننا وما دمنا لسنا معهم 100% فنحن كفار ووقفنا ضد الجانب الآخر فقالوا إننا نعمل بشريحتين .
¶ إلى أي مدى تؤثر حملات التكفير على سير الحوار¿
– للأسف هناك من يستخدم التكفير كسلاح ضد من يختلف معه حول فكرة معينة وهو أمر خطير خاصة عندما يأتي من أناس يعرفونك جيدا وتربطك بهم أخوة الدين .
ولا جدال أن الحوار بل والحياة كلها تتأثر بحملات التكفير التى تستخدم للتهديد والتخوين وتمثل فرصة لظهور من يريدون القول أنهم حراس الشريعة من الآخرين .
¶ هل جاء احد ممن تبنوا حملة مهاجمتكم للنقاش معكم قبل أن يصدروا احكامهم¿
– تصور لم يناقشوا معنا أي شيء ولم يأتوا لمحاولة اقناعنا أو نقنعهم بحجتنا وبادروا فورا إلى التشهير بنا كأعداء وللأسف أن بينهم زملاء في البرلمان ويعرفون كم نحن متمسكون بديننا وكم نرفض ما يسيء اليه فجميعنا مسلمين.
¶ هل ما تزال الحملة مستمرة¿
– للأسف هناك من ما زالوا مستمرين في اطلاق اتهامتهم والتعبئة ضدنا وضد ما نقوم به من جهود لإخراج البلاد من المشاكل.
¶ ما هي الأسباب التى جعلتك تتقبل دعوة رئاسة الحوار وتعود إلى المؤتمر¿
– عندما تم ابلاغنا انهم شكلوا لجنة لرفع دعاوى قضائية ضد من يقوم بتكفير المتحاورين لأسباب سياسية بحتة.
¶ هل احسست بالخوف من التكفير بحقك¿
– اصبت بالخوف وخيبة الأمل أن يتم معاملتنا بهذه الصورة وتطلق في حقنا افتراءات كاذبة كوننا فضلنا مادة عن مادة أخرى لافرق كبير بينهما إلا في مخيلة من يريد اقصائنا بأي حجة .
وأن كان هناك خوف إلا أننا ما ضون في طريقنا وصناعة مستقبل بلادنا ولدينا إيمان راسخ أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ولا راد لقضاء الله.
¶ تعيش عدد من دول الربيع العربي صراعاٍ حقيقياٍ بعد أن تمسكت أطراف وانفردت بالقرار وصياغة المستقبل الا يتم الاستفادة من ما حدث حتى نتجنب منزلق الصراع¿
– للأسف لم يستفيدوا من ما حدث في الدول العربية الأخرى وقد طرحنا على الإخوة الذين هللوا للمادة الدستورية في مصر والتي تقول أن الشريعة مصدر رئيسي للتشريع واعتبروها انتصارا للإسلام فكيف يرفضونها في دستورنا ولم يقتنعوا بالأمر ولم يعتبروها انتصاراٍ للإسلام بل اعتبروا من صوت لها بأنه ضد الشريعة.