ويحملون أثقالا مع أثقالهم
مها موسى
رآني.. عقد حاجبيه، زمجر بملامحه ، ركلني بعنجهيته ، تركني خلفه، ولهث نحو السراب؛؛
وكأنه ينطلق نحو هدف واضح وثابت ، مقدس وواجب ..
ظاهره مزخرف بعطاء منقطع النظير، وكأن حلما يحتل مكان كابوس عشعش على عقله عقودا من الزمن ..
كنت ارآه يسابق الزمن ليصل ، وعيناي مغرورقتان بالدموع ….كيف له أن يكذبني!
كيف له ان يكفرني!
ويكرهني ويكيد لي!!
كيف لنظام حكم سابق قاس وفاسد آذانا جميعا أن يغيره تجاهي!!
الست انا وهو في قارب واحد !
السنا من تراب واحد !!
في لحظة وغمضة عين أصبحت دحباشيا منبوذا، وواجبا قتلي!
وفي ذات اللحظة أصبح عربان الخليج من آل سعود وآل نهيان سفينة نجاته مني!!
ياويلي عليه منهم ..
سلم نفسه وكرامته وأخلاقه وعرضه لهم، أصبح مباحا حد اللامعقول واللامنطقي..
تحول بمنطقه العاطفي والأناني إلى معتقل يمارس في حقه الجسدي والأخلاقي أسوأ التعذيب واحقره بتهمة أنه مواطن جنوبي أراد أن يشعر بالحرية وينعم بالكرامة حتى وإن كان الثمن الموت لأبناء شعبه !!!
كان له معادلة خاطئة في خطواتها وتحولاتها وصولا لنتيجتها .. حمّل نفسه ثقلا فوق أثقاله، ووزرا على وزره ، وأصبح مهانا وأحيانا أخرى درع وقاية لمن خلفه من محتلين وغزاة ..
ورغم ذلك لازلت اشعر نحوه بالأسف عليه وأطلبه أن يعود عن غيه وتضييعه لنفسه فلازال بإمكانه أن ينضم لسفينة النجاة للجيش واللجان الشعبية الصامدة القوية.