ما بين أرض وسماء الرّوح

 

أشواق مهدي دومان

تتأرجح مشاعرنا تجاه من حولنا تبعا لتأرجح انفعالاتنا التي تتأرجح بدورها تبعا لتأرجح مواقفهم معنا فكلّ الإنسان كونٌ لا يتجزّأ ؛ ولهذا تتداعى أعضاء الجسد الواحد بالسّهر والحمّى إن اشتكى منه عضو .
والمزاجيّة هي قرين المتأرجحات أو من مسبباتها والروح لا تطمئن لمن يخاطبها بمزاجيّة متقلّبة فهو يحييها بذلك في صراع دائم، وحرب بلا قيم كعدوان الثّمان عشرة دولة على وطني .
والرّوح ترفض أن تعيش في كنف ارجوحة تسيّرها موجات من الهواء المتقلّب فتارة من حميم القهر وأخرى من زمهرير الإهمال جاعلا من الرّوح تلك الرّحى التي تحيا على الدّوران بمزاج هبّات النّسيم أو عواصف الرّيح التي يطحن بها وفيها كلّ معروف وكلّ ذكريات طيّبة.
وكلّ ما في الأمر أنّ الروح لا تسكن إلا لمن يبذل إليها الطّمأنينة ولا تستقرّ إلا لمن يمنحها الاستقرار ؛ ولكن حين يمتحنها الآخر بذبذبة المواقف، وكذب الوعود، وزيف الأمانة، وخيانة العهود فستسعى الرّوح إلى تجنيد مقاومين لصدّ المتأرجحات، وسيتم رفع الجهوزيّة لصد ذلك العدوان على الرّوح ، وستعلن الرّوح النّفير العام لمقارعة أيّ خطر يحدّق بها وهي التي أصابها تّعب ولغب الأمنيات في حياة شتّتت الأمنيات فعادت بعثرات خائبة منكسرة حين لم تجد لها موطنا آمنا.
الطّمأنينة التي هي من أسمى وأصدق مطالب وحاجات البشر .
وهنا فلن تجد الروح طمأنينتها إلا لو جفّفت منابع اللا اطمئنان فلا يستوي الضّدان مهما اجتمعا إلا كما تستوي الظلماتُ والنّور ، وكما يستوي الظّل والحرور .

قد يعجبك ايضا