الكثير من الغموض يحيط بلقاء السويد وسويسرا الذي يقام اليوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت صنعاء في المباراة قبل الأخيرة من ثمن نهائي كأس العالم روسيا 2018، فالسويد تسعى للوصول إلى ربع النهائي منذ 1994، أما سويسرا فسيمنحها الفوز بطاقة العبور إلى ربع النهائي بعد 64 سنة.
وستكون المباراة فرصة كبيرة لكل من السويد وسويسرا، وهما يعرفان ذلك بالتأكيد فمعنويات كلاهما بلا شك عالية بعد التأهل للبطولة، رغم أن هذا التأهل كان عن طريق الملحق، لكن هناك بطاقة واحدة إلى دور الثمانية، وسيشعر كل منتخب أنه قادر على انتزاعها.
مرّت 24 سنة منذ أن وصلت السويد إلى ربع النهائي، في طريقها إلى المركز الثالث في الولايات المتحدة 1994، أما سويسرا فلم تصل إلى ربع النهائي منذ 1954، في النسخة التي استضافتها.
حقّق المنتخبان علامات عالية في روسيا حتى الآن، فبعد الأداء السويدي القوي في الشوط الثاني من المباراة ضد المكسيك والفوز السويسري الدراماتيكي على صربيا لكن كل منهما يأمل أنه ما يزال لديه المزيد ليُقدّمه.
التوقيف قد يلعب دوره إذ سيغيب عن فريق فلاديمير بيتكوفيتش المدافعان الرئيسيان فابيان شار والكابتن ستيفان ليشتشتاينر، بينما سيغيب سيباستيان لارسون عن فريق يان أندرسن.
ورغم أن السويد وسويسرا التقيا 29 مرة خلال السنوات الـ98 الماضية، حيث فازت سويسرا بـ11 منها والسويد بعشرة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يلتقيان في بطولة عالمية كبيرة.
ورغم غياب النجوم إلا أن السويد وسويسرا تمكنتا بفضل الأداء الجماعي من تحقيق المفاجأة والوصول إلى ثمن النهائي وستلتقيان في سان بطرسبورغ بحثاً عن مكان بين الثمانية الكبار.
حيث شكل تأهل المنتخبين إلى هذا الدور نوعاً من المفاجأة فسويسرا حلت ثانية في المجموعة الخامسة خلف البرازيل وتفوقت على المنتخب الصربي القوي، بينما تصدرت السويد المجموعة السادسة والتي شهدت تسجيل كبرى المفاجآت بخروج المنتخب الألماني حامل اللقب.
كافحت كل من السويد وسويسرا بالأسلحة التي تمتلكانها والمتمثلة في الكرات الطويلة والصلابة للسويد، والأداء الجماعي الجيد والدفاع الفعال لسويسرا.
فقد تأهل المنتخب السويدي إلى ثمن النهائي بعد فوزه المقنع على المكسيك بثلاثية نظيفة في مباراته الأخيرة ضمن المجموعة السادسة، بعدما كان استهل مشواره بفوز صعب على كوريا الجنوبية 1-صفر، وخسر في الوقت القاتل أمام ألمانيا (1-2) بعد أن استمر التعادل سيد الموقف حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.
ويحلم السويديون بتكرار انجاز عام 1994، عندما وصل جيل توماس برولين ومارتن دالين والحارس توماس رافيلي إلى نصف نهائي كأس العالم في الولايات المتحدة، وكانت النهاية المركز الثالث وربما لعب اعتزال المهاجم السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش دولياً في صالح المنتخب، فالجميع الآن يقاتل من أجل الجميع، مثل إميل فروسبرغ صاحب النزعة الهجومية، والذي يقوم بعمل كبير في الدفاع.
في المقابل، فرض الانضباط الاندفاعي لمنتخب سويسرا حضوره منذ البداية بتعادل ثمين 1-1 مع منتخب البرازيل ثم حقق فوزاً لافتاً على صربيا بهدفين لهدف، وضمن تأهله في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة بتعادل مع كوستاريكا (2-2).
وبلغت سويسرا ثمن النهائي للمرة الرابعة في آخر خمس مشاركات (بعد 1994 و2006 و2014 و2018)، علماً أن أفضل نتيجة لها تبقى بلوغ ربع النهائي ثلاث مرات (1934 و1938، و1954 على أرضها).
وتعلق سويسرا للعبور إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ العام 1954 على أرضها، آمالاً كبيرة على نجميها غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري، اللاعبين اللذين تعود أصولهما إلى إقليم كوسوفو، وأفلت اللاعبين اللذين قلباً التأخر السويسري أمام صربيا في الدور الأول إلى فوز، من الإيقاف بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الاكتفاء بتغريمهما على خلفية احتفالهما السياسي بعد التسجيل في مرمى صربيا.
وتدخل سويسرا مباراتها اليوم بمنتخب أكثر إثارة بكثير من التشكيلات التي شاركت في البطولات السابقة، لكن الفوز فقط سيمثل إرثا لما يسمى “بالجيل الذهبي”.
وربما يفتقر المنتخب السويسري للفعالية الهجومية، لكنه يؤدي بشكل منظم وجماعي ما جعله يعوض نقاط الضعف لديه، رغم أنه سيخضع لاختبار صعب أمام السويد، في غياب القائد شتيفان ليشتشتاينر وزميله فابيان شار.
ويمثل هذا الثنائي، الذي سيغيب عن المباراة بعد حصول كل لاعب منهما على إنذارين، جزءا لا يتجزأ من خط الدفاع، وفي ظل سعى المنتخب للاستمرار في البطولة عليه أولا التأقلم مع غيابهما.
لكن في وجود لاعبين مثل ريكاردو رودريجيز وشيردان شاكيري وجرانيت تشاكا، الذين يلعبون في أكبر الدوريات الأوروبية، لا تزال سويسرا تملك فرصة جيدة لبلوغ دور الثمانية لأول مرة منذ استضافة البطولة عام 1954.
ومثل سويسرا، تمتلك السويد الكفاءة والسرعة والفعالية، وأنهى المنتخبين دور المجموعات دون ضجيج، حيث سجل كل منهما خمسة أهداف.
وأظهرت مباريات الدور الأول أن السويد ربما تعتمد على غلق المساحات في وسط الملعب بدون القيام بضغط متقدم، مع محاولة اقتناص هدف، وستقوم خطة السويد على الضغط على أجنحة سويسرا والاعتماد على قلبي الدفاع جرانكفيست وفيكتور ليندلوف، في التعامل مع التمريرات العرضية في منطقة الجزاء.
التشكيلتان المتوقعتان
السويد/
روبين أولسن، ميكايل لوستيج، فيكتور ليندلوف، أندرياس جرانكفيست، لودفيج أوجوستينسون، فيكتور كلايسون، جوستاف سفينسون، ألبين إيكدال، إيميل فورسبرج، ماركوس بيرج، أولا تويفونين.
سويسرا/
يان سومر، مايكل لانج، يوهان دجورو، مانويل أكانجي، ريكاردو رودريجيز، فالون بيهرامي، جرانيت شاكا، شيردان شاكيري، بليريم دزيمايلي، ستيفين زوبير، جوسيب درميتش.