تعد مواجهة كرواتيا والدنمارك التي تقام عند الساعة التاسعة من مساء اليوم الأحد بتوقيت صنعاء واحدة من أصل ثلاث مواجهات أوروبية خالصة يشهدها دور الـ16 لمونديال روسيا 2018، وتعد نزالاً غير مسبوق في تاريخ البطولة ومع ذلك، تُواجه منتخبا كرواتيا والدنمارك في مباريات ودية وفي إطار التصفيات، بحصيلة انتصار لكل واحد منهما وتعادل.
كانت كتيبة فاتريني أحد أفضل المنتخبات في البطولة حتى الآن فقد تأهلت بالعلامة الكاملة وكان المنتخب الرابع الأكثر تهديفاً وظهر بأسلوب لعب هجومي وفعال، خصوصاً خلال فوزه العريض على الأرجنتين، ليثير الكروات بقيادة لوكا مودريتش توقّعات عالية إلى درجة أن هناك حديث عن معادلة أو تخطّي المركز الثالث المحقق في نسخة فرنسا 1998.
تحتفظ الدنمارك أيضاً بذكريات جيدة عن تلك النسخة من كأس العالم حيث بلغت ربع النهائي في أكبر إنجازاتها التاريخية، ورغم أن الكتيبة الإسكندنافية ليست مرشحة على الورق، لكنها أثبتت أنها تستغل مواردها أفضل استغلال ومن بين جميع المنتخبات الـ16 التي تأهلت لدور ثمن النهائي، يعتبر المنتخب الدنمارك الأقل تسجيلاً للأهداف (هدفان)، والرابع من بين المنتخبات الـ32 المشاركة الأقل تسديداً في دور المجموعات، ولكن الدنماركيين يصلون بدون هزيمة وبرغبة جامحة في خلق المفاجأة.
لقاء كرواتيا الممتعة والدنمارك التي لا تقهر تحتضنه نيجني نوفغورود ويعد لقاء تفوح منه رائحة ذكريات عام 1998.
حيث يعود المنتخبان في لقاء اليوم إلى ذكريات مونديال 1998 حين حققا أفضل نتيجة لهما في تاريخ مشاركاتهما في كأس العالم، حيث وصلت كرواتيا إلى نصف النهائي في أول مشاركة لها بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا قبل أن ينتهي مشوارها بهدفي الفرنسي ليليان تورام (1-2)، فيما بلغت الدنمارك ربع النهائي وخسرت أمام البرازيل (2-3).
والمفارقة أيضا أن المنتخبين تواجها أيضا في التصفيات المؤهلة لمونديال 1998 وتعادلا ذهاباً في زغرب 1-1 وفازت الدنمارك 3-1 وتأهلت كمتصدرة للمجموعة، فيما خاضت كرواتيا الملحق وتأهلت على حساب أوكرانيا قبل أن تحقق الإنجاز في النهائيات بإقصائها ألمانيا من ربع النهائي بنتيجة كاسحة (3-صفر).
ويمكن القول دون تردد أنّ المنتخب الكرواتي كان الأكثر إقناعاً بين المنتخبات الـ32 التي خاضت الدور الأول، واستحق بطاقته إلى ثمن النهائي التي حجزها منذ الجولة الثانية بفوزه على نيجيريا (2-صفر) ثم الأرجنتين (3-صفر)، قبل يضيف فوزاً ثالثاً على أيسلندا (2-1) رغم مشاركته بتشكيلة رديفة.
أما الدنمارك، فتأهلت إلى ثمن النهائي للمرة الأولى منذ 2002 دون أن تقنع، بعد أن حلت ثانية في مجموعتها خلف فرنسا بفوز صعب على البيرو (1-صفر) وتعادلين مع أستراليا (1-1) وفرنسا (صفر-صفر).
ومن المتوقع أن تكون المواجهة لقاء بين الإمتاع الهجومي لكرواتيا بقيادة لوكا مودريتش، ماريو ماندزوكيتش، إيفان بيريشيتش ومن خلفهم إيفان راكيتيتش، والصلابة الدفاعية للدنمارك التي لم تتلق أكثر من هدف في مباراة واحدة منذ 8 أكتوبر 2016 حين خسرت أمام بولندا 2-3 في تصفيات المونديال الروسي.
ويخوض المنتخب الدنماركي اللقاء متسلحاً بسجله المميز مع مدربه النرويجي أوغه هاريده، إذ لم يذق أبطال أوروبا 1992 طعم الهزيمة في مبارياتهم الـ18 الأخيرة، وتحديداً منذ 11 أكتوبر 2016 حين سقطوا أمام مونتينيغرو في التصفيات (صفر-1)، وهو أمر لم يتحقق في تاريخ المنتخب الذي خاض أولى مبارياته عام 1908 (فاز على فرنسا 9-صفر).
وبالنسبة للمدرب الكرواتي زلاتكو داليتش فإن أسلوب منتخب الدنمارك مشابه لأيسلندا لديه شخصيته الانضباط وبعض المواهب الفردية.
وستكون المواجهة بين المنتخبين هي الثانية في بطولة كبرى بعد كأس أوروبا 1996 حين فازت كرواتيا 3-صفر في دور المجموعات ولعبت دوراً في تنازل الاسكندنافيين عن لقب بطولة 1992.
ويدخل المنتخب الكرواتي اللقاء ولاعبوه في وضع بدني جيد بعدما خاض داليتش لقاء أيسلندا بتعديلات بالجملة طالت تسعة لاعبين وحتى حارس المرمى، تخوفاً من الإنذارات التي قد تحرم بعضهم المشاركة في ثمن النهائي.
لكنّ صانع الألعاب والقائد مودريتش بقي أساسياً كما حال بيريشيتش الذي تدين له كرواتيا بالفوز لأنه سجل الهدف القاتل في الدقيقة 90، بعد تمريرة من ميلان باديلي الذي كان صاحب هدف التقدم لبلاده.
وفي حال نجحت كرواتيا في تأكيد المستوى الذي ظهرت به في دور المجموعات وتخطت الدنمارك، ستواجه احتمال لقاء إسبانيا في ربع النهائي في حال تخطت الأخيرة روسيا المضيفة في لقائهما الذي يقام اليوم أيضاً.
لكن قبل التفكير بالإسبان على راكيتيتش ورفاقه التركيز على الدنمارك التي وعد مدربها هاريده بأن يعتمد مقاربة مختلفة عن دور المجموعات لأنه في الأدوار الإقصائية تصبح أكثر حرية وتلعب دون الكثير من القيود.
واكتسب المنتخب الكرواتي، احترام جميع منافسيه، وعلى رأسهم المنتخب الدنماركي وذلك بعد تألقه بشكل ملفت في الدور الأول، أما الدنمارك فقد تعرضت لانتقادات حادة بعد أسلوبها الممل في التعادل بدون أهداف مع فرنسا في مباراتها الأخيرة.
وتدخل كرواتيا المواجهة بسجل مثالي لكن “الحرس القديم” مدعوم بجيل من الشباب، مثل أنتي ريبيتش وماتيو كوفاسيتش ومارسيلو بروزوفيتش الذين يلعبون في بطولات الدوري الكبرى في أوروبا.
ويسعى المنتخب الدنماركي لتحسين صورته، بعد أداء ممل ومن أجل تحقيق مفاجأة، وتشعر الدنمارك بسعادة لابتعادها عن الأعين، رغم أنها لم تخسر في آخر 17 مباراة، ومن المتوقع أن يكون الدنماركيين أكثر ميلا للهجوم.
التشكيلتان المتوقعتان
كرواتيا/دانييل سوباسيتش، سيمي فرساليكو، ديجان لوفرين، دوماجوي فيدا، إيفان سترينيتش، إيفان راكيتيتش، ميلان باديلي، أنتي ريبيتش، لوكا مودريتش، إيفان بيريسيتش، ماريو ماندزوكيتش.
الدنمارك/كاسبر شمايكل، سترايجر لارسن، أندرياس كريستينسن، سايمون كيير، هنريك دالسجارد، لاسي شوني، توماس ديلاني، بيوني سيستو، كريستيان اريكسن، يوسف بولسن، نيكولاي يورجنسن.