كتيبة الألمان

أحمد علي جنوش

لم يشفع للمنتخب الألماني انه حامل اللقب وواحد من أكثر المنتخبات وصولا إلى النهائيات.. فودع مونديال روسيا مبكرا في الدور الأول بعد تلقيه هزيمتين قاسيتين آخرها حين تلقى أول هزيمة من منتخب آسيوي هو الكوري الجنوبي 0-2 فيما لم يكن أكثر عشاق أكثر منتخبات العالم عراقة تشاؤما يتوقع هذا الخروج المؤلم للماكينة الألمانية بهذه السرعة.
الكوريون لم يبكوا كتيبة نوير وكروز ومولر وحدها بل بكى معهم وعليهم كأس العالم الذي احتفلوا به بالنسخة الأخيرة وحتى كرة القدم التي تمنت أن تستقر بشباك الخصوم دائما لتحفظ أمجاد الألمان الكروية فبكت ألمانيا التي أبكت كل العالم عندما كانت رفيقة الانتصارات وقاهرة الخصوم وحزن معهم كل محبي ومشجعي المنتخب الألماني الذي ربما أراد أن يثبت أن كرة القدم لا تعترف بكبير ولا تتشبث بالألقاب داخل المستطيل الأخضر بل تخدم من يخدمها ومن يقدم الأفضل يحصد النتائج وإن كان للحظ نصيب!!
ثلاث نقاط انتزعها الألمان أمام السويد 1 / 2 مقابل هزيمتين من المكسيك0-1 ومن كوريا الجنوبية 0 / 2 في مونديال تعثر فيه الكبار كثيرا فصعدت الأرجنتين مثلا بشق الأنفس وساعدها الحظ كثيرا فيما لم تحسم أكثر المنتخبات المرشحة للبطولة أمرها إلا في آخر جولة في الدور الأول ليكون مونديال روسيا هو مونديال المفاجآت والذي ربما سيختتم هكذا بتتويج منتخب من خارج الدائرة المحتكرة له منذ انطلاقه 1930م.
سيغادر الألمان روسيا برفقة المنتخبات سيئة الحظ ويحزمون أمتعتهم ليحطوا رحالهم في عواصمهم غير مرحب بهم..ولكن نكسة ألمانيا أكبر من غيرها كونها ليست فقط حامل اللقب بل واحد من المرشحين للفوز بمونديال روسيا!
لأول مرة بتاريخ المونديال يخلو الدور الثاني من ألمانيا..وربما سيخلو دور الـ8 من كثير من الكبار إن استمرت المفاجآت والأيام القليلة القادمة ستفصح بكل شيء!!