علي الدرواني
في الأسبوع الماضي تحدثت وسائل إعلام العدوان على اليمن عن أعداد كبيرة من الحشود العسكرية من الغزاة والمرتزقة وصلت إلى 21 ألف عنصر، تم الزج بهم في معركة الساحل الغربي تحت غطاء جوي كثيف من الطائرات الحربية والمروحية والدرونز ترافقها تغطية إعلامية كبيرة كانت تسبق العمليات العسكرية بمراحل.
وعلى الأرض، وخلال الشهر الماضي فقط، تعرضت تلك الحشود لمحارق كبيرة بعمليات عسكرية متنوعة توزعت بين الضربات الصاروخية الباليستية ( 12 صاروخا باليستيا من نوع قاهر 2 إم وبدر 1 وضربات سلاح الجو المسير ، 6 ضربات جوية دمرت عدداً من الارتال العسكرية) بالإضافة إلى العمليات الهجومية والكمائن المحكمة التي نصبها لهم ثلة من المجاهدين المتوكلين على الله والواثقين بنصره.
العمليات العسكرية المستمرة أدت في مجملها إلى إلحاق الخسائر الكبيرة في عديدهم وعتادهم وأصبحت آلياتهم أكواما من الخردة على طول الطريق الساحلي. وحسب إحصائية لصحيفة “المسيرة”، وصل عدد الآليات المدمرة إلى 296 آلية مدرعة وعربة عسكرية، وقتل من جنودهم ومرتزقتهم أكثر من 1300 فرد، فيما تقطعت أوصالهم وطرق إمدادهم في خمس بؤر على طول الشريط الساحلي في حيس والفازة والمجيليس والجاح، وعلى مدى الأيام الماضية تم تشديد الحصار على ما تبقى
من هذه القوات، الأمر الذي دفع قيادة العدوان إلى البحث عن تعزيزات جديدة لتعويض هذه الخسائر.
كاميرا الإعلام الحربي وثقت وتوثق بشكل شبه يومي جوانب من خسائر الغزاة والمرتزقة المنافقين في هذه المعارك بعد عمليات تنكيل مستمر من أبطال الجيش واللجان، وتعكس هذه المشاهد في مجملها طبيعة الواقع الميداني وإحكام مجاهدي الجيش واللجان الحصار على مرتزقة العدوان وقطع خطوط إمدادهم في مناطق العمليات.
يكفي لمعرفة حالة الإحباط والهزيمة التي يعاني منها العدو النظر إلى مشاهد الآليات المدرعة التي تم إعطابها وهي من أحدث أنواع المدرعات المستخدمة على مستوى العالم، فضلاً عن تلك التي تركها جنود العدو ومرتزقته وهي بحالة سليمة، وفروا من داخلها على وقع تنكيل وضربات المجاهدين الأبطال وصمودهم واستبسالهم، فروا منها رغم أنها تحتوي على الكثير من الخدمات والتكييف والتحصين.
تدمير مثل هذه المدرعات لا يمكن استيعابه في مثل هذه الظروف والغطاء الجوي المرافق لها وكثافة النيران المستخدمة للتمشيط قبل دخولها وبعد وصولها، ثم تترك بتلك الطريقة المهينة، هذا من أعجب العجائب وأدلّ الدلائل على هزيمة هذا العدو وانكساره.
الهزائم المتلاحقة بقوى العدوان انعكست بشكل لافت في حالة من الإرباك بدت واضحة على مستوى وسائل إعلامهم لدرجة استدعاء قيادات وزارات الإعلام في دول العدوان على عجل للاجتماع في جدة وعلى مستوى الوزراء لبحث هذا الفشل وكيفية العلاج، مع أنهم يدركون أن المشكلة ليست في الإعلام ولن يحلها تغيير الاستراتيجية الإعلامية بأي حال من الأحوال، مشكلتهم أنهم غزاة وان من يقاتلون في صفوفهم مجرد مرتزقة ينطلقون طلباً لفتات من الدنيا قليل، يشجعهم وجودهم بداخل تلك المدرعات المحصنة، يأمنون على أنفسهم عندما يرون الطيران يحلق فوق رؤوسهم، فإذا غاب الطيران انقلبوا على أعقابهم فرارا.. إذا وجدوا أمامهم مقاتلا تركوا المدرعة أمامه وفروا.. مشكلة قوى العدوان أنهم على الباطل، ويدركون جيدا أنهم على باطل، وأنهم معتدون، بغاة. هذه المشكلات لا يمكن أن يغيرها الإعلام، ولا يمكن لوسائل الإعلام أن تغير معطيات الميدان وتوقعاتها ومآلاتها والخلل في تركيبتها ودوافع عناصرها.