“مسيرة الحديدة…رسائل موجعة للعدوان”
*أمين النهمي*
جاءت المسيرة الحاشدة بمحافظة الحديدة على خلاف توقعات الكثير من المحللين والساسة، وفاجأت الجميع بشكل عام ؛ نظرا للظروف التي تعيشها في ظل القصف المكثف والاعتداءات المستمرة من قبل تحالف العدوان؛ فضلا عن ذلك فإن هذه المسيرة الكبرى جاءت بعد ذلك الضخ والتهويل الكبير لترسانة الإعلام العدوانية.
وأثبت أبناء تهامة الإباء والكرامة الأحرار بهذا الخروج المشرّف؛ صدق ولائهم لله؛ وانتمائهم لوطنهم، وإخلاصهم ووفائهم لدماء الشهيد الرئيس/صالح علي الصماد ورفاقه، وأثبتوا أنهم أشمخ من طائرات العدوان، وكما أكدوا في بيانهم التاريخي الصادر عن هذه المسيرة: “على وقوفهم صفا واحدا مع أبناء الجيش واللجان الشعبية في مواجهة قوى الغزو والاحتلال ومواجهة جحافلهم الغازية للسواحل الغربية للبلاد، موضحين أنه ولو حشدت قوى العدوان كل جيوش الدنيا فلن تتغير قناعات أبناء تهامة بأنها قوى غازية ومحتلة”.
كما أن “المسيرة ” الجماهيرية المسلحة حملت عددا من الرسائل لقوى العدوان، وحققت الكثير من الأهداف، وجسدت فولاذية الإرادة التهامية الصلبة في رفض قوى الغزو والاحتلال، والتصدي لها؛ ومثلت هذه المسيرة ردا قاسيا، وصفعة قوية للعدوان الذين راهنوا على أن أبناء تهامة سيستقبلونهم بالورود.
ومن أولى تلك الرسائل التي أوصلتها هذه المسيرة التاريخية رسالة للخارج والداخل مفادها (أن تحرير الحديدة ليس أكثر من فبركة إعلامية تصنعها قوى العدوان على شاشات الحدث والعربية ومواقع التواصل؛ ليس إلا؛ أما الواقع فيثبت عكس ذلك).
ثانيا: الوعي التهامي الكبير بمخاطر قوى الغزو والاحتلال وأهدافها، ونتائجها الكارثية؛ حيث أشاروا في البيان إلى أن ما تتحدث عنه قوى العدوان “من أسباب وذرائع واهية لا يمكن أن ينطلي على أحد، وإن حملاتها الإعلامية التضليلية المصاحبة لمحاولتها الهمجية في الساحل الغربي لا يمكن أن يصدقها أحد فأفعال قوى العدوان في عدن والخوخة وكل المناطق المحتلة تنسف كل تضليل إعلامي، ولا يمكن أن تنطلي علينا مطلقا، فنحن نعي جيدا من هي قوى الغزو، ولا يمكن لها أن تخدعنا بعناوينها المزيفة، وهي التي أهدتنا القنابل وارتكبت بحقنا المجازر المتعددة واستهدفت صيادينا ودمرت الرافعات في ميناء الحديدة، وحاصرتنا”.
وأخيرا فإن هذه المسيرة العفوية المفاجأة بتلك الحشود؛ وذلك التنظيم الدقيق، تعد انتصارا شعبيا سياسيا يضاف إلى انتصارات كبيرة احرزها الإعلام الحربي في ميادين الشرف؛ ومن الخطوط الأمامية للمواجهات لنقل الحقيقة بالصوت والصورة؛ وعمل على إسقاط وفضح ذلك التضليل الإعلامي الكبير لقوى العدوان؛ كما جاءت هذه المسيرة تتويجا لتلك الانجازت العظيمة التي صدرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في معركة الساحل الغربي خلال الأيام الماضية؛ والتي تجاوزت أكثر من 260 آلية ومدرعة؛ بالإضافة إلى مئات القتلى والأسرى؛ “وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.