الشاعر مطهر الارياني يوجه دعوة إلى أبناء الشعب اليمني
محمد صالح حاتم
رغم مرور اكثر من عامين على وفاة الشاعر اليمني الكبير مطهر بن على الإرياني، إلا أنه لا يزال يعيش بيننا بأشعاره ومؤلفاته الأدبية والتاريخية ،واليوم وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى الـ28 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ،هذا المنجز التاريخي الذي نفاخر به بين الدول، في ظل ما يتعرض له شعبنا اليمني من عدوان ظالم وغاشم من قبل تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة أمريكا والسعودية وبريطانيا وإسرائيل ودويلة عيال زايد،منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ترافق مع هذا العدوان العسكري حصار اقتصادي بري وبحري وجوي ،والهدف هو احتلال اليمن سواحله وجزره ومنابع النفط والغاز،والسيطرة على باب المندب ،وكذا استهداف الوحدة اليمنية ،والقضاء على النسيج الاجتماعي الذي يمتاز به اليمن ،عن طريق بث ثقافة الكراهية والحقد ،ونشر ثقافة المناطقية والمذهبية والحزبية،بهدف تقسيم اليمن وتفتيته الى عدة دويلات صغيرة،ليتسنى لعدونا تحقيق مخططاته ومشاريعه في اليمن والمنطقة بشكل عام.
وفي ظل هذا الوضع الصعب والمعقد الذي يمر به اليمن اليوم، نجد شاعرنا الكبير مطهر بن على الإرياني،يوجه دعوة إلى أبناء شعبنا اليمني،من خلال قصيدته “عاد المراحل طوال” والتي كتبها قبل خمسين عاما وتحديدا عام 1968، فهذه القصيدة يتحدث الشاعر فيها عن وضع اليمن بعد ثورة سبتمبر ،وخاصة فترة حرب الملكيين الذين كانت تدعمهم السعودية ضد الجمهوريين،فما أشبه الليلة بالبارحة، فعدونا في عام 68هو نفس عدونا اليوم وهي مملكة بني سعود،والذي يقف دائماً ضد رغبات الشعوب التواقة للتحرر والخروج من تحت الهيمنة والتدخلات الخارجية.
يقول الشاعر :
يا قافلة بين امسهول وامجبال
اللهَ مَعِشْ حامي وحارس
يا قافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليــــل عابس
ياقافلة رُصِّي صفوف الرجال
واستنفري كل الفوارس
قولي لهم : عاد الخطر ما يزال
لا تأمنوا شر الدسايس
هيا شباب اتكاتفوا للنزال
وانسوا خلافات المجالس
ما بايكون النصر وقت القتال
إلا بتوحيد المتارس
* * *
ياقافلة في الدرب درب النزال
لا تأمني شر الدواير
البُوم والغربان خلف التلال
والذَّيب وسط الجرف فَاغِر
والاختلاف في الرأي ماله مجال
في ظل تهديد المصاير
هيا شباب اتوحدوا للنضال
وانسوا خلافات المسامر
وبعد نيل النصر تصبح حلال
كل الموارد والمصادر
كلين وفكره ..ينصره بالمقال
ولو يراشق بالمحابر
الشاعر يدعو أبناء الشعب إلى رص الصفوف والتوحدّ ضد العدو الخارجي الذي يدمر الوطن ويقتل أبناء الشعب ،ويقول إن النصر لن يتحقق إلا بتوحيد المتارس ،وكذا يوجه نداء إلى كافه أبناء الشعب بنسيان خلافات المجالس والمسامر والمقايل ، والتي تستهدف النسيج الاجتماعي اليمني ،وتمزق الصف اليمني وتدمر الوحدة اليمنية،ويقول أن اختلافكم في الرأي أيها اليمنيون ،ليس مجاله ومكانه اليوم، وان العدو هو المستفيد من هذه الخلافات ،فهو يقوم بنشر الدسائس والأخبار الكاذبة بين صفوفكم،ليسهل له تحقيق أهدافه.
ويقول إن عدوكم يتحين الفرصة لينقض عليكم جميعا ،وان تأخذوا حذركم ولا تأمنوا مكر العدو ،فهو ليس صديقا لأحد مهما تظاهر أنه مع طرف أو من أجل مصلحة الشعب .
المرحلة التي يمر بها اليمن اليوم مرحلة صعبة جدا ،وإن المستقبل في ظل الخلاف والحرب والعدوان لا يزال الليل عابسا غير واضح المعالم،وإن مرحلة تحقيق النصر والمضي نحو البناء مرحلة طويلة تحتاج إلى توحيد الجهود وتصويب سلاحنا نحو عدونا الخارجي.
هذه دعوة صادقة من شاعر كبير إلى كل أبناء الشعب اليمني،فعلينا جميعا توحيد صفوفنا،ونسيان خلافاتنا والابتعاد عن الحقد والكراهية خاصة ونحن نعيش أجواء الشهر الكريم ،وأن نعمل على حقن الدم اليمني ،وأن ندرك ونعي أن من يقوم بضرب اليمن بطيرانه وصواريخه ويقتل الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء ،ويستهدف البنية التحتية لليمن ،ويقصف المدارس والمستشفيات والطرقات والأسواق والأعراس والمساكن الآمنة ،لا يفرق بين هذا معي أو هذا ضدي،لايفرق بين حوثي ومؤتمري أو هذا إصلاحي وذاك مع شرعية هادي أو هذا سني وذاك زيدي،فهدفه هو اليمن كاملا ويريد قتل أبناء اليمن جميعا حتى يخضعوا ويستسلموا لمخططه.
رحم الله شاعرنا الكبير مطهر بن علي الإرياني.
وحفظ الله اليمن أرضا وإنسانا.
وعاش اليمن حرا أبيا و،الخزي والعار للخونة والعملاء.