تحرير الحديدة.. ما المقصود منه؟!
مروان حليصي
كثيرون يتحدثون عن تحرير محافظة الحديدة ، وكأنها واقعة تحت الاحتلال الأجنبي ، ولا أدري ممَّن يحررونها ، وهل تسليمها لقمة صائغة للامارات تعبث بها وبأمن واستقرار أبنائها ، وتنشئ فيها السجون والمعتقلات السرية لتملأ بها أبناءها ، وتخلق الفوضى فيها كما فعلت مع سابقاتها من المحافظات الجنوبية ، وتحولها إلى إمارة تابعة لها بعد محافظة عدن ، وتوفر البيئة الحاضنة بسياساتها للجماعات المتطرفة لتنمو فيها وتنفذ جرائمها بحق أبناء المحافظة بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الدينية وبكل أريحية ؟ فهل ذلك هو التحرير الذين يقصدونه ويتحدثون عنه وحشدوا آلاف المقاتلين المرتزقة ومئات المدرعات والعربات والآليات وعدداً من البوارج الحربية ودعماً لوجستياً واستخباراتياً أمريكياً وبريطانياً وإسرائيلياً ..في الواقع ، نعم ولا سواه ، فما تعيشه محافظة عدن من انفلات امني رهيب واتساع نفوذ وسيطرة الجماعات المسلحة فيها وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الاحتلال الاماراتي ، وتردي الخدمات الأساسية إلا صورة واحدة للتحرير الذي ينعم به أبناء المحافظات الجنوبية ، ويريدون ان يستنسخوه لمحافظة الحديدة
والمثير للسخرية هو أن اغلب أولئك المتحدثين عن تحرير الحديدة والقادمين لاجتياحها ليس لهم علاقة بالحديدة ، ولا تمت لهم بصلة ، وجلهم قادمون من المحافظات الجنوبية جاءوا تلبية لسيدهم الإماراتي الطامع في الحصول على وكالة المشروع الأمريكي في دول المنطقة ومنها اليمن، بتصرفاته الصبيانية التي تستهدف امن واستقرار شعوب المنطقة التي جعلها كميدان لاختبار مستوى عمالته ، فالحديدة التي ينعم أبناؤها بالأمن والاستقرار ، ولم تحدث فيها جريمة اغتصاب واحدة مقارنة بالمناطق المحررة ،أو اقتحام مصرف ونهبه ، أو السطو على محلات المواطنين ، أو اغتيال خطيب وداعية وشيخ ،أو استهداف رجال الجيش والأمن والقيادات المدنية فيها ، كما هو حاصل في المناطق والمحافظات المحررة المحررة حسب زعمهم ، تكون من بعد اليوم-يوم تحريرها بمفهوم قوى العدوان قد دخلت في منعطف خطير لن يزيدها إلا بؤسا ومعاناة لأبنائها فوق معاناتهم ، ولن يكون حالها أحسن حالآ من المحافظات الجنوبية التي يقاتل الآلاف من أبنائها في الشمال تحت راية الإمارات ، ولم تنعم محافظاتهم بالاستقرار والسكينة التي ينعم بها أبناء محافظة الحديدة في ظل سيطرة الجيش واللجان الشعبية عليها على الأقل.